"العين الإخبارية" تنشر نص اتفاق واشنطن وأنقرة بشأن سوريا
"العين الإخبارية" تنشر بنود اتفاق وقف إطلاق النار شمالي سوريا الذي توصلت إليه واشنطن وأنقرة، وأعلنه نائب الرئيس الأمريكي من العاصمة التركية.
أعلنت واشنطن وأنقرة، مساء الخميس، اتفاقهما على وقف إطلاق نار مؤقت في شمال شرقي سوريا، وإيجاد حل مناسب للمنطقة الآمنة.
- بنس من أنقرة: اتفقنا على وقف "مؤقت" لإطلاق النار في سوريا
- ترامب: أنقذنا حلفاءنا الأكراد في سوريا وسنواصل مراقبة داعش
وحصلت "العين الإخبارية" على نسخة من البيان المشترك بشأن الاتفاق الذي أعلنه مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من العاصمة التركية أنقرة.
ووفق البيان، أكدت الولايات المتحدة وتركيا علاقتهما كزميلين في حلف الناتو، وأن واشنطن تتفهم المخاوف الأمنية المشروعة لتركيا على الحدود الجنوبية لها.
وأشار إلى توافق تركيا والولايات المتحدة على أن الظروف على الأرض، لا سيما شمال شرق سوريا، تتطلب تنسيقا أوثق على أساس المصالح المشتركة للبلدين.
وحسب البيان المشترك، تظل واشنطن وأنقرة ملتزمتين بحماية أراضي حلف شمال الأطلسي (الناتو) وسكانه من جميع التهديدات.
وكرر البلدان التزامهما بدعم حقوق الإنسان وحماية المجتمعات الدينية والعرقية، والتزامهما بمواجهة تنظيم داعش في شمال شرق سوريا، وسيشمل ذلك التنسيق بشأن مراكز الاحتجاز والمشردين داخليا من المناطق التي كان يسيطر عليها التنظيم الإرهابي سابقا.
واتفق البلدان على أن عمليات مكافحة الإرهاب يجب أن تستهدف فقط الإرهابيين ومخابئهم ومواقعهم والأسلحة والمركبات والمعدات الخاصة بهم.
وأعربت أنقرة عن التزامها بضمان سلامة ورفاهية سكان جميع المراكز السكانية في المنطقة الآمنة التي تسيطر عليها القوات التركية.
وأكد الجانب التركي، من جديد، أنه سيتم ممارسة أقصى درجات الحرص حتى لا يتسبب في أي ضرر للمدنيين والبنية التحتية المدنية.
وشدد البلدان على التزامهما بالوحدة السياسية والسلامة الإقليمية لسوريا والعملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة والتي تهدف إلى إنهاء النزاع السوري وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 2254 9.
كما اتفقا على أهمية المنطقة الآمنة، من أجل معالجة المخاوف الأمنية في تركيا، لتشمل إعادة جميع الأسلحة الثقيلة من وحدات حماية الشعب وتعطيل تحصيناتها وجميع مواقع القتال الأخرى.
ولفت البيان المشترك إلى أن القوات التركية ستنفذ المنطقة الآمنة في المقام الأول، وسيزيد الجانبان تعاونهما في جميع أبعاد التنفيذ.
وأوضح أن الجانب التركي سيقوم بإيقاف عملية "نبع السلام" مؤقتا للسماح بانسحاب وحدات حماية الشعب (القوات الكردية) خلال 120 ساعة، وأنه سيتم إيقاف العملية عند الانتهاء من هذا الانسحاب.
ونوه بأنه بمجرد إيقاف عملية نبع السلام، توافق الولايات المتحدة على عدم مواصلة فرض العقوبات بموجب الأمر التنفيذي الصادر في 14 أكتوبر/تشرين الأول الجاري القاضي بحظر الممتلكات وتعليق دخول بعض الأشخاص.
ولفت إلى أن واشنطن ستعمل وتتشاور مع الكونجرس، حسب الاقتضاء، للتأكيد على التقدم المحرز في تحقيق السلام والأمن في سوريا، وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 2254.
وأكد أنه بمجرد إيقاف عملية نبع السلام وفقا لانسحاب وحدات حماية الشعب الكردية، يتم رفع العقوبات الحالية بموجب الأمر التنفيذي سالف الذكر، مشددا على التزام البلدين بالعمل معا لتنفيذ جميع الأهداف المحددة في هذا البيان.
وفي وقت سابق، قال مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي، الخميس، إنه تم التوصل لاتفاق بين واشنطن وأنقرة لوقف إطلاق نار مؤقت في شمال شرقي سوريا، وإيجاد حل مناسب للمنطقة الآمنة.
وأضاف بنس، خلال مؤتمر صحفي عقب لقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن الاتفاق تضمن توقف العملية العسكرية بالكامل؛ للسماح بانسحاب وحدات حماية الشعب الكردية خلال 120 ساعة.
وأوضح بنس أن أمريكا بدأت بالفعل تسهيل الانسحاب الآمن للقوات الكردية، وعدم دخول تركيا في عمل عسكري بمدينة كوباني السورية.
وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الخميس، قرار وقف إطلاق النار شمال شرقي سوريا بـ"اليوم العظيم" لتركيا والأكراد.
وقال الرئيس الأمريكي إن اتفاق وقف إطلاق النار بشمالي سوريا سينقذ ملايين الأرواح وحلفاءنا الأكراد، مضيفا أنهم سينتقلون إلى أماكن آمنة، مع الاستمرار في مراقبة تنظيم داعش بشكل صارم في سوريا.
بدوره أشاد مجلس سوريا الديمقراطية بموقف جامعة الدول العربية على لسان المتحدث باسمه أمجد عثمان حيال الهجوم التركي على شمال شرقي سوريا.
وأكد المتحدث باسم مجلس سوريا الديمقراطية أن مصطلح الانسحاب الذي نص عليه الاتفاق بين واشنطن وأنقرة بعيد جدًا عن الموقف، وتابع قائلًا: "نحن مع الحوار ومع الحل السياسي والدبلوماسي لإنهاء الأزمات في المنطقة".
وأوضح عثمان أنه ستتم دراسة كل الخيارات المطروحة، وسيتم اتخاذ القرار المناسب لضمان حق الأكراد في العيش بكرامة وسلام.
وتواصل القوات التركية عدوانها على الأراضي السورية الذي بدأته منذ أكثر من أسبوع، وتسبب في أزمة إنسانية جديدة بسوريا مع نزوح نحو 300 ألف مدني، إلى جانب مئات القتلى والجرحى أغلبهم من المدنيين.
وأعرب مجلس الأمن الدولي، الأربعاء، عن قلقه الشديد من مخاطر تدهور الوضع الإنساني في شمال شرق سوريا وفرار إرهابيي داعش من سجونهم، خلال الجلسة المغلقة الطارئة لمجلس الأمن الدولي لمناقشة تداعيات العدوان التركي.