الغريب أن اتفاق الرياض أرعب دعاة الشر والفتنة الذين يتمنون الحرب ويزعجهم السلام، ويرون في استمرار الحرب والفتنة مصدر دخل لهم
منذ تأسيس السعودية وهي ترى أن اليمن يُعتبر مهماً بالنسبة لها وتوليه اهتماما خاصا، وكانت الداعم الفاعل لكل قضاياه الداخلية والخارجية والساعية لاستقراره، والمؤثرة في حياة شعبه، والمحافظة على حقوق الجوار وإرثه التاريخي ورأب الصدع بين قبائله والفرقاء وحقن دمائهم، ونموه وتطوره، فالمملكة سقت شجرة العروبة والجوار بأنهار الوفاء والمحبة والدعم غير المحدود لهذا البلد العظيم، لهذا نجدها سعت إلى سياسة تغليب الحوار والدفع بالحلول السياسية.
لم يجف حبر التوقيع على اتفاق الرياض حتى استأنفت ماكينة الدعاية الإعلامية الإخوانية والإيرانية هجومها على الاتفاق، ومحاولة التشكيك فيه، وحتى قبل أن يتم الإعلان عنه، وهو ما يؤكد استمرار مشروع هذه الجماعات الساعية لترك اليمن ساحة للفوضى
ومن هنا جاء اتفاق الرياض ليفتح صفحة جديدة في تاريخ اليمن الشقيق لينعم بالأمن والاستقرار والنماء والإعمار، ولتؤكد أنها عضو رئيسي في أي حلول لدى اليمن والمنطقة، بفضل حكمة قيادتها التي أدارت الخلاف بحنكة أدت لحقن دماء اليمنين، وبحل سلمي توافقي مبني على مبادئ رئيسية، في يوم تاريخي بقيادة الأمير محمد بن سلمان وحضور الرئيس عبدربه منصور والشيخ محمد بن زايد، ليشهد لها التاريخ والعالم بأنها لم تتأخر أبداً في العمل على احتواء العديد من حالات التوتر والأزمات والخلافات، ليس في حدود المنطقة فحسب بل في كل مكان.
وها هي اليوم بسياستها ودبلوماسيتها العبقرية الذكية تسهم بشكل فعّال في دعم الاستقرار والسلم في اليمن قولا وعملا، من أجل توحيد الجهود تحت قيادة تحالف دعم الشرعية لاستعادة الأمن والاستقرار في اليمن ومواجهة التنظيمات الإرهابية.
الغريب أن اتفاق الرياض أرعب دعاة الشر والفتنة الذين يتمنون الحرب ويزعجهم السلام، ويَرَوْن في استمرار الحرب والفتنة ونزيف وسفك الدماء مصدر دخل لهم، لم يكتفوا بالصمت، لكنهم ذهبوا نحو تشويه الاتفاق وبشكل مبالغ فيه، وكأن الاتفاق يذهب عمليا إلى قطع مصدر رزقهم واستمرارهم في إيقاظ نار الفتنة.
لم يجف حبر التوقيع على اتفاق الرياض حتى استأنفت ماكينة الدعاية الإعلامية الإخوانية والإيرانية هجومها على الاتفاق ومحاولة التشكيك فيه، وحتى قبل أن يتم الإعلان عنه، وهو ما يؤكد استمرار مشروع هذه الجماعات الساعية لترك اليمن ساحة للفوضى، وكما حرضوا على المبادرة الخليجية وعارضوها هم يهاجمون اتفاق الرياض كالعادة بحملات مسيئة ومسيسة.
لا شك أن اتفاق الرياض أصاب محور الشر بخيبة أمل لم يتوقعها، وهو ما يفسر الحقد والإساءة له والتجني عليه ورفضه؛ لأنه ببساطة يُبطل ويُعطّل مشروعهم الداعي إلى استمرار الفوضى وخلط الأوراق ليستمر الإرهاب في المنطقة الداعين والممولين له، وهو ما يستوجب على الشعب اليمني العظيم وقياداته الحرص مما يحاك ويدبر لهم، وأن يعوا العدو الحقيقي الذي يعمل ليلا ونهارا على إبقاء اليمن غارقا في الحروب والخلافات والاختلافات، وأن يعتبروا مما حدث وسيحدث ما لم يعرفوا عدوهم الحقيقي ويتوحدوا ضده، فاتفاق الرياض إنما هو مجرد وضع العربة على الطريق الصحيح ومن أجل تصحيح المسار، فالتحديات لإفشالهم لم ولن تنتهي، وعليهم تجاوز الفشل بالتحلي بالإيجابية وتغليب المصلحة الوطنية والابتعاد عن المناكفات بما يتفق مع الأولويات الملحة للوطن في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة، والتوجه نحو بناء اليمن الذي يتسع لكل أبنائه، والتمسك بمحور السلام المتمثل ببلد السلام المملكة العربية السعودية وبلد الخير دولة الإمارات العربية المتحدة ومَنْ تحالف معهم وعاونهم، والاتجاه نحو انتفاضة داخلية صريحة ضد المحتل الإيراني لتحرير اليمن، على غرار ما يحدث في العراق ولبنان.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة