من أين يجمع «داعش» أمواله وكيف ينقلها؟.. أساليب جديدة لـ«التكيف»

تجفيف منابع تمويل التنظيمات المتطرفة وتتبع أموالها أحد أبرز الأسلحة غير القتالية في الحرب ضد الإرهاب. تلك معركة مستمرة منذ عقود فكلما ضيقت الدول الخناق على هذه الجماعات سعت الأخيرة إلى التكيف بأساليب جديدة.
فمن أين تجمع التنظيمات الإرهابية أموالها وكيف تنقلها بين فروعها وعناصرها؟. سؤالان أجاب عنهما تقرير قُدم إلى مجلس الأمن الدولي من فريق الدعم التحليلي ورصد الجزاءات بشأن تنظيمي "داعش" و"القاعدة" وما يرتبط بهما من أفراد وكيانات.
لتقرير الذي عُرض على مجلس الأمن وأطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، أوضح أن تنظيمي "القاعدة" و"داعش" ما زالا "قادرين على التكيف في جمع الأموال"، لافتا إلى أن أساليبهما تختلف وفقا للموقع الجغرافي وقدرة الجماعتين على استغلال الموارد وفرض الجبايات على المجتمعات المحلية أو الخطف طلبا للفدية، وابتزاز أصحاب الأعمال التجارية، وغيرها من الوسائل.
التقرير أشار إلى أن الطرق التقليدية لنقل الأموال من خلال الحوالة والتحويلات النقدية ما زالت هي السائدة، لكنه لاحظ ظهور أساليب لـ"التكيف" تهدف إلى تخزين الأموال وتحويلها، خصوصا من قبل تنظيم "داعش".
ذكر التقرير أن داعش استخدم بشكل متزايد النساء في حمل النقدية، وتحويلها عبر "أنظمة الحوالة المصرفية السحابية" التي تنطوي على "تخزين البيانات في السحابة لتجنب اكتشافها"، و"صناديق الإيداع الآمنة" حيث يتم إيداع الأموال في مكاتب الصراف لسحبها لاحقا باستخدام كلمة مرور أو رمز سري.
سوريا
وأوضح التقرير أن الهياكل المالية لـ"داعش" بقيت مستقلة عن زعيم التنظيم، لافتا إلى أنه واجه مشاكل تمويلية في سوريا تسببت في تراجع الإيرادات، ليخفض رواتب عناصره إلى ما بين 50 و70 دولارا شهريا لكل مسلح، مع منح 35 دولارا لكل أسرة، وهو أقل من أي وقت مضى، كما أن تلك الرواتب لم تعد تدفع بانتظام، مما يشير إلى صعوبات مالية.
الصومال
أما في الصومال، فذكر التقرير أنه في أعقاب الهجوم العسكري ضد "داعش" لاحظت الدول الإقليمية تعطل الشبكة المالية لـ"مكتب الكرار"، بما في ذلك عدم القدرة على جمع الأموال بسبب "امتناع أصحاب الأعمال التجارية المحلية عن التعاون".
وأضاف "لم تعد الجماعات الإقليمية المنتسبة لمكتب الكرار تتلقّى أموالا، مما دفعها إلى البحث عن وسائل بديلة لجمع الأموال من قبيل الخطف طلبا للفدية، حيث تُطلب دفعات فورية ضئيلة (50 إلى 100 دولار) عبر تطبيقات الأموال على الأجهزة المحمولة لكفالة الإفراج السريع عن المخطوفين.
وأفادت تقارير بأن "تنظيم داعش في الصومال يمتلك الآن مخابئ، فعالية للنقدية، وسعى مكتب الكرار أيضا إلى إخفاء المدخرات عن طريق إيداعها في حسابات مصرفية لرجال أعمال متعاطفين معه، أو عن طريق استثمارها في مشاريع تجارية محلية".
آسيا
وأكد التقرير أنه لا يتوفر رقم محدد لإيرادات "داعش – خراسان" (فرع التنظيم في جنوب آسيا وآسيا الوسطى)، أفادت الدول الأعضاء بأن التمويل لم يشكل عقبة، وأن التنظيم لم يكن يعاني من نقص في الأموال اللازمة لتنفيذ عملياته.
وأضاف "كان تنظيم داعش - خراسان يتلقى إيراداته من مكتب الكرار في الصومال، بالإضافة إلى التبرعات واستمرار عمليات الخطف التي تستهدف رجال الأعمال في أفغانستان"، لافتا إلى أن التنظيم "يمتلك مدخرات بقيمة 10 ملايين دولار تقريبا، ويستثمر جزءا منها في مجال العقارات في الشرق الأوسط".
العملات المشفرة
ولاحظ التقرير أن استخدام تنظيم "داعش – خراسان" للعملات المشفرة مثل "Monero" و" KuCoin" و" MEXC" و "Huobi" و"Totalcoin"، أصبح أكثر شيوعا ولكن أكثر تعقيدا أيضا.
وأفاد بعض الدول الأعضاء بأن "عملة Monero قد تشهد انخفاضا في الاستخدام نتيجة ظهورها على البورصات الوطنية وصعوبة تحويلها".
وتابع التقرير "أفيد بإطلاق تطبيق جديد للعملات المشفرة اسمه "Cash Now" وهو يتيح التبادل بين مختلف العملات المشفرة، وييسر بذلك توفير النقدية لعناصر "داعش"، كما لاحظ بعض الدول زيادة في استخدام تطبيق آخر للتمويل من قبل التنظيم لأنه يتطلب عمليات (اعرف عميلك)".
كما لوحظ استخدام المحافظ "غير المستضافة" لإجراء تحويلات مالية لمرة واحدة، كما جرب "داعش" استخدام وثائق مزورة أعدت عبر تطبيقات الذكاء الاصطناعي للتحايل على إجراءات "اعرف عميلك".