احتجاجات الضاحية.. صرخة تعرّي "حزب الله" في عقر داره
مليشيات حزب الله تضغط على الأهالي الغاضبين لتقديم اعتذارات عن الشتائم التي وجّهوها لحسن نصر الله بعد سقوط هالة القدسية المزيفة
لم يكن متوقعاً في لبنان أن يخرج أشخاص من الضاحية الجنوبية، معقل مليشيا حزب الله بلبنان، بتحركات احتجاجية ضد الحزب وسياساته، وصلت إلى توجيه شتائم مباشرة لأمينه العام حسن نصر الله.
تطورات اعتبرها عماد قميحة، القيادي المنشق عن حزب الله وعضو مؤسس "نداء الدولة والمواطنة"، في تصريحات لـ"بوابة العين الإخبارية" أنها تسقط الهالة عن الحزب وتعريه في عقر داره.
ولا يمكن وضع هذا في إطار انفعال لحظة عابرة، أو أنه مجرد رد فعل وقتي على قيام حزب الله بإزالة محلات هؤلاء الغاضبين في حي السلم بالضاحية الجنوبية في بيروت بدعوى أنها أقيمت بشكل غير قانوني.
فكل الكلام الذي قيل وظهر على شاشات التلفزة يوحي بأن هناك حاجزاً كبيراً تم كسره وتخطيه، وهذا يمكن أن يؤسس لمرحلة مقبلة ستكون ضاغطة على حزب الله.
ويتسلل وسط هذا الغضب أحاديث باتت تتجرأ لتأخذ طريقها للعلن، خاصة على لسان النساء،اللواتي يقول بعضهن إن مسؤولي حزب الله يبرمون عقود زواج متعة على المطلقات والأرامل مقابل تقديم المساعدات لهن، فيما تحدّثت أخرى عن أن حزب الله لا يهتم بأبنائهن إلا من أجل إرسهالهم للقتال في سوريا.
ولا شك أن هناك مسألتين لا يمكن التغاضي عنهما في ظل هذا الظرف، هو أن هذه الحركة الاحتجاجية تأتي بالتزامن مع حدثين: الأول زيادة الخسائر الكبيرة التي تكبدها حزب الله في سوريا، والتي عبّر المحتجون عن وجعهم بسببها من خلال شتم نصر الله.
والثاني مسألة فرض عقوبات مالية أمريكية جديدة على الحزب، من شأنها أن تطال قيادات وكوادر فيه، بالإضافة إلى أشخاص ورؤوس أموال، وهذا بالتأكيد سينعكس على بيئة الحزب.
هذا الأمر يحاول حزب الله تفادي تأثيراته، ولذلك بدأ حملات ضغط على العائلات والأهالي لتقديم اعتذارات حول الشتائم التي وجهها بعضهم علنا لحزب الله وتناقلتها وسائل الإعلام، كما أنه سيعمل على تشديد قبضته أكثر على الضاحية الجنوبية لبيروت ومناطق نفوذه الأخرى.
وبالإضافة إلى العقوبات المالية وسخط البعض من كثرة قتلاه في سوريا، فإن الحزب يواجه أيضا حركة معارضة منظمة من أبناء طائفته تتنامى ضده تمثلت في تأسيس حركة "نداء الدولة والمواطنة".
وفي قراءة لما حصل في الضاحية الجنوبية، أكد قميحة أن "ما حصل مؤشر كبير، وهذا يعني أن الناس لم يعودوا قادرين على تحمل الشعارات الكبرى".
وأضاف: "هم يقولون لحزب الله إنه يشبعهم شعارات كبرى تبدأ باليمن ولا تنتهي في سوريا، مقابل أنه يتناسى همومهم وقضاياهم، وهذا ما ليسوا مستعدين لتحمّله. والأهم من ذلك أن هناك قداسة تم إسقاط الهالة عنها وتعريتها بفعل المعاناة اليومية والحاجة، وهذا ما تجلى من خلال ربط هذا الحدث بالوضع السوري".
وترك قميحة حزب الله في التسعينات من القرن الماضي بعد أن كشف ميله لإيران على حساب لبنان وقضايا المنطقة.
وأشار قميحة، إلى أنه حين كانت المعركة مع إسرائيل كان الجمهور يؤمن بقدسية المعركة، ولذلك كان مستعداً لتقديم كل التنازلات.
أما في الحرب السورية فالأمر مختلف، لأن الجمهور يعتبر أن حزب الله يخوضها من أجل المصالح الإيرانية.
والرسالة الأساسية من هذا الأمر هو تنامي الرفض داخل طائفة نصر الله لهذه المعارك التي يخوضها حزب الله باعتباره أحد أذرع مليشيا الحرس الثوري الإيراني صاحب المشروع التوسعي الاحتلالي.
واختم قميحة بقوله إن الهدف من إطلاقهم حركة نداء الدولة والمواطنة، يكمّل صرخة حي السلم، في المطالب الشعبية والسياسية، لأن حزب الله ينتهج نهجاً ضد الدول العربية لصالح المصالح الإيرانية.
و"نداء الدولة والمواطنة" يستعد لخوض الانتخابات النيابية ضد حزب الله، رافعا فيها شعارات أن لبنان هو الأولوية وليس إيران.