العملية الإرهابية التي طالت أربع سفن قرب الإمارات والتي تلتها على محطتي بترول بالرياض هما عمليتان تقعان تحت بند جرائم الإرهاب
إن العملية الإرهابية التي طالت أربع سفن شحن تجارية مدنية التابعة لعدد من الدول صباح الأحد الماضي، بالقرب من إمارة الفجيرة وبالقرب من المياه الإقليمية وفي المياه الاقتصادية الإماراتية، والعملية الإرهابية التي تلتها بواسطة طائرات دون طيار على محطتي الضخ البتروليتين رقم 8 و9 التابعتين لشركة "أرامكو" بمحافظتي الدوادمي وعفيف بالرياض، هما عمليتان إرهابيتان موصوفتان، تقعان تحت بند جرائم الإرهاب والجريمة الدولية التي يجب أن يكون مصيرها بمتناول يد المحكمة الجنائية الدولية، لما تعنيانه من أبعاد جرمية خطيرة تسهم في خلخلة الاستقرار العالمي والإقليمي بأكثر من صورة.
هاتان الجريمتان تعكسان حالة خطيرة في العلاقات السياسية الدولية، غريبة عن السلوك السياسي السوي الذي يؤسس لعلاقات حسن الجوار ويتجنب الإخلال بموازين القوى والتدخل في شؤون الدول الأخرى، بل تعكس الجريمتان سلوكاً جنونياً بات يمثّل عصياناً للمجتمع الدولي وخروجاً على قوانينه الناظمة
أولها أنها جريمة استهداف المنشآت الصناعية تقع في الحرب النفسية التي تستهدف منظومة الأمن والأمان التي أنشأتها الإمارات والسعودية في منطقة مضطربة، عاث فيها الإرهاب والمشروع الإخواني فساداً وتفرقة وتدميراً، كما تقع الجريمتان في بند الترويع الذي يؤدي لا سمح الله إلى توقف الحركة السياحية المتدفقة على الدولتين الشقيقتين من جميع أنحاء العالم، في الوقت الذي تسعى إليه الدولتان لتنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط، بالتوازي مع الرؤية التنموية الطموحة التي بدأت السعودية تعمل لإرسائها مع اقتراب عام 2030.
وثانيها أن الجريمتين تستهدفان البنية الصناعية والتحتية والمصالح التجارية تحت بند الحرب الاقتصادية، التي تستهدف السكان في أمنهم المعيشي ومواردهم الطبيعية وثرواتهم الوطنية، وفي حال استهداف دولتين مصدرتين رئيسيتين للنفط هما الإمارات والسعودية فإن ذلك يعني استهداف الاقتصاد العالمي ووفرة مخزون النفط في دول صناعية كبرى كالولايات المتحدة والصين وروسيا ودول الاتحاد الأوروبي والهند، وفي ذلك استهداف للإنسانية جمعاء في حاجة معيشية ماسة ومورد هام لاقتصاداتها النشطة.
وثالثها أن العمليتين الإرهابيتين استهدفتا منشآت مدنية غير عسكرية في شكل غير مبرر|، ومن المؤكد أن محاسبة المسؤولين المباشرين عن التخريب بحراً أو عبر الطائرات المسيرة يشمل حتماً الدولة المصدّرة لأدوات هذا التخريب من معدات وتكنولوجيات داعمة للطرف الجاني بطبيعة الحال.
ورابع هذه الأبعاد، وهنا تكمن النقطة الأهم، أن هاتين الجريمتين تعكسان حالة خطيرة في العلاقات السياسية الدولية، غريبة عن السلوك السياسي السوي الذي يؤسس لعلاقات حسن الجوار ويتجنب الإخلال بموازين القوى والتدخل في شؤون الدول الأخرى، بل تعكس الجريمتان سلوكاً جنونياً بات يمثل عصياناً للمجتمع الدولي وخروجاً على قوانينه الناظمة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة