16 اسما في قوائم الإرهاب.. دلالات مهمة للتعاون الخليجي الأمريكي
دلالات مهمة حملها إدراج الدول الأعضاء في مركز استهداف تمويل الإرهاب 16 اسما (13 فردًا، و3 كيانات) في قوائم الإرهاب لديها.
التصنيف الصادر، الإثنين، عن مركز استهداف تمويل الإرهاب الذي يضم في عضويته دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة الأمريكية، يبرز أهمية التعاون الخليجي الأمريكي في جهود مكافحة الإرهاب على الصعيدين الإقليمي والدولي بما يسهم في دعم الأمن والاستقرار في العالم.
- "مركز استهداف تمويل الإرهاب" بالسعودية.. أبرز المعلومات والمهام
- بينهم "الحرس الإيراني".. تصنيف أفراد وكيانات بقوائم الإرهاب
أيضا يؤكد هذا التصنيف أهمية العمل الجماعي لدحر أنشطة التنظيمات الإرهابية ومكافحة تمويل الإرهاب وغسل الأموال، بهدف حماية الأمن الإقليمي وتأمين مصالح دول المنطقة.
أيضا فإن استهداف المنظمات الإرهابية المنتمي إليها الـ 16 اسما الذين تم تصنيفهم، يرسل رسالة ردع قوية وواضحة لتلك التنظيمات وداعميها.
وتضم قائمة التنظيمات الإرهابية المنتمي إليها الـ16 اسما الذين تم تصنيفهم كلا من الحرس الثوري الإيراني ووكلائه في المنطقة وعلى رأسهم حزب الله اللبناني، وتنظيم "داعش الإرهابي" وجماعة "بوكو حرام" الإرهابية.
وينتمي الأفراد المدرجون في التصنيف وعددهم 13 إلى عدة جنسيات وهم: "لبناني وإيرانيان وأفغاني و3 سوريين و6 نيجيريين".
تصنيف تلك التنظيمات يوجه رسالة واضحة للعالم بـ"خطر تلك التنظيمات".
رسالة تكتسب أهميتها في أنها تأتي في توقيت تتجه فيه العديد من دول العالم لإعادة تقييم معاييرها الوطنية فيما تعتبره إرهابا، وإعادة النظر في قوائم العقوبات الخاصة بها.
أيضا في دلالة التوقيت فإن الإدراج الجماعي لـ16 فردا وكيانا إرهابيا من قبل مركز استهداف تمويل الإرهاب، يتزامن مع الذكرى السنوية الخامسة لتأسيسه في مايو/أيار 2017، الأمر الذي يعكس تصميم المركز وأعضائه على المضي قدما في مكافحة الإرهاب كجبهة موحدة حرصاً على مصالح المنطقة ودعماً لاستتباب الأمن والسلم في العالم أجمع.
أيضا يؤكد هذا التصنيف عزم الرئيس الأمريكي جو بايدن، على إبقاء الحرس الثوري بقائمة المنظمات الإرهابية، بعد مطالبات إيرانية بشطبه.
تفاصيل القرار
وصنفت الدول الأعضاء في مركز استهداف تمويل الإرهاب ومنها السعودية، الإثنين، (16) اسمًا (13 فردًا، و3 كيانات)؛ منتمين لتنظيمات إرهابية متنوعة، حيث اشتملت الأسماء المستهدفة على (3) أفراد لارتباطهم بفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وتنظيم "حزب الله" الإرهابي.
كما تم تصنيف (4) أفراد وشركة واحدة لارتباطهم بتنظيم "داعش" الإرهابي، و(6) أفراد لتقديم المساعدة المالية لأعضاء التنظيم في دولة نيجيريا.
ويُعد هذا التصنيف امتدادًا لالتزام الدول الأعضاء في مواصلة تحقيق أهداف المركز، كما يبعث رسالة إلى المجتمع الدولي حول التعاون المثمر بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والولايات المتحدة الأمريكية في استهداف أنشطة تمويل الإرهاب من خلال هذا الكيان المتعدد الأطراف.
ويعني هذا التصنيف تجميد جميع الأموال والأصول التابعة للأسماء المصنفة، كما يُحظر القيام بأي تعاملات مباشرة أو غير مباشرة معهم أو لصالحهم أو نيابة عنهم، من قِبَل المؤسسات المالية والمهن والأعمال غير المالية المحددة وجميع الأشخاص الاعتباريين والطبيعيين، وستُتّخذ الإجراءات النظامية بحق كل مَنْ تثبت علاقته بالأفراد أو الكيانات المدرجة في تلك القائمة.
التنظيمات الإرهابية
وتشكل الجماعات الإرهابية الواردة في التصنيف تهديدا خطيرا للسلام والأمن والتنمية في المنطقة والعالم، وعلى رأسها جماعة بوكو حرام.
وتنشط جماعة بوكو حرام في كل بلدان حوض بحيرة تشاد (نيجيريا وتشاد والكاميرون والنيجر)، حيث تشن هجمات دامية وتنفذ عمليات خطف مدنيين.
ومنذ بروزها في شمال شرق نيجيريا عام 2009، قتل نحو 350 ألف شخص وتم تشريد الملايين، بحسب تقديرات الأمم المتحدة.
وفي مارس/آذار 2015 بايعت بوكو حرام تنظيم "داعش" الإرهابي .
وحوض بحيرة تشاد الذي تمتد سواحله على البلدان الـ4 هو مساحة شاسعة من المياه والمستنقعات تنتشر فيها جزر كثيرة يستخدمها عناصر جماعة بوكو حرام وتنظيم داعش في غرب أفريقيا للاختباء فيها والانطلاق منها لشنّ هجماتهم.
تنظيم داعش
أما تنظيم "داعش" الإرهابي فقد انبثق من الفرع العراقي لتنظيم القاعدة الذي تأسس عام 2004، وازدهر في العراق اعتبارًا من عام 2006، ثم في سوريا في أعقاب الفوضى الناتجة عن الاحتجاجات التي اندلعت عام 2011.
ويتّبع أفراد تنظيم داعش الذي يزعم أنه يستهدف إعادة "الخلافة الإسلامية وتطبيق الشريعة" ممارسات وحشية منحرفة عن أي عقيدة أو دين كالإعدام بقطع الرؤوس والاسترقاق والقتل الجماعي.
وتعمّد تنظيم داعش تدمير التراث العالمي للبشرية، كما يتضح من ممارساته الإجرامية في مدن تدمر ونمرود والحضر التاريخية، ومن تدمير متحف الموصل.
ونجح التحالف الدولي ضد تنظيم داعش منذ عام 2014 في انتزاع جميع الأراضي التي كان التنظيم الإرهابي يسيطر عليها في العراق وسوريا. وبفضل هذه الجهود الدولية، شهدت قدرات التنظيم على التخطيط للاعتداءات واجتذاب المقاتلين الأجانب والحصول على التمويل تراجعًا ملحوظًا.
وعلى الرغم من الجهود المشتركة التي بذلتها الدول الأعضاء في التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، ما زال تنظيم داعش يمثّل تهديدًا خطيرًا للأمن الدولي.
الحرس الثوري
ويعتبر الحرس الثوري الإيراني هو الوحدة العسكرية المسؤولة عن العمليات الخارجية لإيران، مع أذرع مثل فيلق القدس الذي يدرب ويجهز الوكلاء لاستهداف القوات الأمريكية، ومصالحها وشركائها.
ويُعد فيلق القدس أداة الإرهاب الإيراني بالخارج، ومن أهم وظائفه غير المعلنة استئصال من تعدهم إيران أعداء لها، وتقديم الدعم والتدريب للكتائب والفرق المسلحة ذات الولاء المطلق لطهرن، وهي مليشيات طائفية.
وخلال حرب العراق (2003- 2011) على سبيل المثال، قدر أن إيران، من خلال الحرس الثوري ووكلائه، ضلعت في مقتل أكثر من 600 أمريكي وآلاف الإصابات.
وهناك ذراع أخرى للحرس، القوة الجوفضائية، وهي المسؤولة عن أكبر هجوم صاروخي باليستي على القوات الأمريكية: الوابل الذي وقع في يناير/كانون الثاني على المواقع الأمريكية غير الحصينة في العراق.
وتتولى القوة الجوفضائية التابعة للحرس الثوري مسؤولية الترسانة الصاروخية الباليستية الإيراني، الأكبر في المنطقة. وتواصل إيران تطوير، واختبار، ونقل، وحتى استخدام الصواريخ الباليستية في العمليات العسكرية.
وكانت أمريكا فرضت عقوبات على الحرس الثوري بأكمله بموجب سلطات مختلفة لمكافحة الإرهاب في أكتوبر/تشرين الأول لعام 2017 بموجب قانون صادر عن الكونجرس.
وفي أبريل/نيسان عام 2019 قامت إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب بتصنيف الحرس الثوري وجميع أذرعه كمنظمة إرهابية أجنبية.
وقبل ذلك، فرضت إدارتا جورج بوش وباراك أوباما عقوبات بموجب عدة أوامر تنفيذية بسبب دعمه لأسلحة الدمار الشامل وبرامج الصواريخ الباليستية (2007) بالإضافة إلى انتهاكات حقوق الإنسان (2011) وسوريا (2012).
لكن تصنيف المنظمات الإرهابية الأجنبية يختلف اختلافا نوعيا، فعلى عكس الأمر التنفيذي المتعلق بمكافحة الإرهاب، يحوي تصنيف "منظمة إرهابية أجنبية" بندا خاصا بحظر تأشيرات السفر فيقيد سفر أو هجرة عناصر الحرس الثوري الإيراني الحاليين أو السابقين إلى الولايات المتحدة.
كما يتيح تصنيف "منظمة إرهابية أجنبية" لضحايا إرهاب الحرس الثوري الإيراني حقا خاصا لاتخاذ إجراءات بالمحاكم الفيدرالية لمحاسبة الحرس.
ويسيطر الحرس الثوري الإيراني، على 30% من الاقتصاد الإيراني.