"نقص التمويل".. سر سطو إرهابيي سيناء على بنك بالعريش
خبراء قالوا إن نجاح السلطات المصرية في محاصرة وتجفيف منابع التمويل الدولية للتنظيمات الإرهابية دفعها للسطو على البنوك والبحث عن بدائل
في تطور نوعي لافت في سلوك التنظيمات الإرهابية، سطا إرهابيون في شمال سيناء المصرية، الإثنين، على أحد البنوك الحكومية الرئيسية بمدينة العريش، وذلك في عملية إرهابية أسفرت عن مقتل 5 مصريين، بينهم 3 من عناصر الشرطة.
وقال برلمانيون وخبراء لـ"بوابة العين"، إن العملية الإرهابية تشير إلى معاناة تمويلية كبيرة في تنظيم ولاية سيناء الإرهابي، بعد أن نجحت السلطات المصرية في محاصراته وتجفيف منابع التمويل الدولية التي كانت تصل إليه ما دفعه إلى البحث عن بدائل".
وأكد الخبراء أن تلك التنظيمات تسعي لإفشال المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس، والتي جاءت برعاية مصرية.
وقال اللواء كمال عامر، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بالبرلمان المصري، إن "العملية الإرهابية جاءت بعد أقل من 24 ساعة فقط على المواجهات الأمنية بين قوات الجيش ومسلحين في شمال سيناء نجح خلالها الجيش المصري في إحباط هجوم كبير وقتل 24 إرهابيا"، مؤكدا أن مصر في حرب حقيقية مع الإرهاب وعلى الجميع أن يعي ذلك.
وتابع: "هناك دول إقليمية ودولية كارهة وحاقدة على مصر، ترغب في عدم عودتها قوية أو أن يكون لها دور إقليمي، الأمر الذي تحاول بكل الطرق عبر أجهزتها وعناصرها المنتشرة، في زعزعة الاستقرار بتلك العمليات الإرهابية".
وأوضح عامر أن "هناك صحوة للتنظيمات الإرهابية حاليا في سيناء، بعد النجاح المصري الواضح للعيان في إتمام المصالحة الفلسطينية، في محاولة لإفشال تلك المساعي، وأيضا الدور الواضح في سوريا وليبيا"، معتبرا أن "تلك الدول تريد مصر ضعيفة لا تقوم لها قائمة".
ونوه إلى أن نجاح مصر بالتعاون مع الدول الداعية لمكافحة الإرهاب في تجفيف منابع تمويل هذه التنظيمات الإرهابية والتضييق عليها، دفعها لابتكار طرق جديدة للحصول على تمويل وتنويع أهدافها، لتحقيق عنصر المفاجأة كي تنجح العملية في الظهور إعلاميا".
وقال خالد الزعفرانى، الخبير في شؤون الحركات الإسلامية، والقيادي السابق بجماعة الإخوان الإرهابية، إن عملية السطو على البنك الحكومي تعد تطورا نوعيا جديدا يدل على حاجة التنظيم إلى تمويل سريع لحظي، بعد أن تم تجفيف منابع التمويل الدولي والتحويلات النقدية، التي باتت معروفة وتحت المراقبة الأمنية".
وكشف الخبير، في تصريحات لـ"بوابة العين" عن دخول مسلحين جدد إلى سيناء مؤخرا فارين من سوريا والعراق، ساهموا في زيادة وتيرة العمليات الإرهابية هناك، مشيرا إلى داعش سيناء هدفه الأساسي حاليا إفشال المصالحة الفلسطينية التي أجرتها مصر بين كل من حركتي فتح وحماس، مشيرا إلى وجود تنظيمات تكفيرية في غزة لها فرع موجود في سيناء لا ترغب في استقرار الشعب الفلسطيني.
وأكد النائب يونس الجاحر، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، أن "ما يحدث في سيناء يمثل نهاية المطاف للعناصر الإرهابية، بعد أن أحكمت القوات المسلحة قبضتها على مناطق سيناء بالكامل"، داعيا الشعب المصري للوقوف خلف الجيش في حربه ضد العناصر الإرهابية.
وفى وقت سابق الإثنين، قالت وزارة الداخلية المصرية، في بيان، إن عناصر إرهابية استهدفت تمركزات أمنية معينة بشارع 23 يوليو دائرة قسم ثان العريش، ومنها فرع البنك "الأهلي" مستخدمين العبوات الناسفة وإطلاق الأعيرة النارية، ما أسفر عن مقتل ثلاثة من رجال الشرطة وأحد أفراد الأمن الإداري بالبنك ومواطنة تصادف تواجدها داخل البنك.
وأكد البيان أنه "أثناء فرار العناصر الإرهابية قاموا بالاستيلاء على مبالغ مالية من داخل خزينة البنك".
وأوضح البنك الأهلي المصري، في بيان، أن "الإرهابيين استولوا على خزينة الفرع الرئيسية، وأن جميع العاملين بالفرع أظهروا تماسكا وشجاعةً في التعامل مع الموقف".
ويخوض الجيش المصري حربا شرسة منذ سنوات للقضاء على إرهابيين موالين لتنظيم "داعش" وينشطون في شمال سيناء على الحدود مع قطاع غزة.
aXA6IDMuMTQ5LjI1MC4xOSA= جزيرة ام اند امز