عافية صديقي.. "سيدة القاعدة" مطلب مختطف رهائن كنيس تكساس
لا تزال عافية صديقي، الباكستانية المسجونة في أمريكا، مطلبا يتجدد من قبل الجماعات الإرهابية، وهذه المرة من مختطف رهائن كنيس بتكساس.
"سيدة القاعدة" كما يطلق عليها الإعلام الأمريكي، التي تقضي عقوبة بالسجن تصل لـ86 عاما في تهم تتعلق بمهاجمة جنود أمريكيين في أفغانستان، طالبت عدة تنظيمات إرهابية بالإفراج عنها مقابل إطلاق سراح رهائن أمريكيين لديهم.
وبين التنظيمات الإرهابية التي طالبت بالإفراج عنها "داعش"، الذي طالب بالإفراج عنها مقابل إطلاق سراح الصحفي الأمريكي جيمس فولي الذي قتله فيما بعد.
لكن هذه المرة، جاء الطلب من شخص زعم أنه شقيقها، واحتجز عدة رهائن في كنيس يهودي، مشترطا الإفراج عنها، وفق الشرطة ووسائل إعلام محليّة.
من هي عافية صديقي؟
ولدت صديقي في 2 مارس/آذار في كراتشي، لأب جراح أعصاب، وأم ذات مكانة مرموقة، ما أهلها لتكون عضوا في البرلمان الباكستاني.
أمضت صديقي طفولتها بين باكستان وزامبيا، وعندما بلغت 18 عاما توجهت إلى تكساس حيث يعيش شقيقها قبل أن تلتحق للدراسة في جامعة "أم آي تي" المرموقة، كما حصلت على شهادة الدكتوراه في علم الأعصاب من جامعة "برانديز".
وفي التسعينيات رتبت عائلتها زواجها بأمجد خان الطبيب الذي يعيش في كراتشي، والتحق بها في الولايات المتحدة.
وبدءا من 2001 بدأت عافية وزوجها يظهران على رادار مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) بسبب تبرعاتهما لمنظمات متطرفة مشبوهة، وشراء نظارات ليلية، وكتب حول الحرب، وغيرها من المعدات باسم زوجها.
وفي العام التالي عاد الزوجان إلى باكستان، وطلبت عافية الطلاق، فيما يشتبه مسؤولون أمريكيون أنها تزوجت بعد ذلك عمار البلوشي ابن شقيق خالد شيخ محمد، العقل المدبر لهجمات الـ11 من سبتمبر/أيلول 2001، رغم أن عائلتها تنفي ذلك.
ويرجح بعض المسؤولين الأمريكيين أن صديقي عملت مع القاعدة منذ فترة وجودها في الولايات المتحدة، وأمضت الأعوام من 2003 حتى 2008 في أفغانستان مع عائلة البلوشي الذي اعتقل في 2003 وقضى فترة سجن في جوانتانامو.
وتنفي عائلتها ذلك، بينما قال الجنرال برويز مشرف الحاكم العسكري لباكستان، آنذاك، إن "باكستان لم تسلمها إلى الولايات المتحدة".
قصتها مع الإرهاب؟
بدأت قصة صديقي، في مارس/آذار 2003 عندما تم اعتقال خالد شيخ محمد، الرجل الثالث في تنظيم القاعدة، والعقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر/أيلول، في مدينة كراتشي.
وتم تسليم خالد شيخ محمد إلى السلطات الأمريكية التي نقلته إلى معتقل جوانتانامو، وعقب اعتقاله اختفت صديقي التي تؤكد الولايات المتحدة أن لها علاقة بتنظيم القاعدة، كما اختفى أطفالها الثلاثة من كراتشي.
وبعد 5 سنوات ظهرت في أفغانستان حيث اعتقلتها السلطات المحلية في ولاية غزني جنوب شرق أفغانستان.
وطبقا لمحكمة أمريكية فقد كانت حينها تحمل كيلوجرامين من "سيانيد الصوديوم" مخبأة في زجاجات كريم مرطب، كما كانت تحمل خططا لحرب كيميائية ومخططات هندسية لجسر بروكلين ومبنى إمباير ستيت في نيويورك.
وسلمتها السلطات الأفغانية إلى القوات الأمريكية التي بدأت في التحقيق معها.
وخلال التحقيق أمسكت ببندقية وأطلقت منها النار، بحسب شهود عيان، على عملاء أمريكيين بينما كانت تصرخ "الموت لأمريكا" و"أريد أن أقتل جميع الأمريكيين"، ولم يصب أي من الجنود، ولكنها هي نفسها أصيبت بجروح.
وبعد ذلك مثلت صديقي أمام محكمة في الولايات المتحدة، وحكم عليها في 2010 بالسجن 86 عاما بتهمة الشروع في القتل، وليس للاشتباه بعلاقتها بتنظيم القاعدة.