دولة الإنسان أو بلد القانون كما يحلو للمقيمين على أرضها تسميتها، لا فرق فيها بين الناس، لا في جنسياتهم ولادياناتهم ولا لون بشرتهم
لا يحتاج الشيخ محمد بن راشد ولا عضيده كما يُحب تسميته الشيخ محمد بن زايد صوتي ولا مقالي، هذا للإنارة على ما فعله الرّجلان من أجل شعبهما.
لديهم الكثير من أبناء الإمارات إنْ لم أقل كلَ الإمارات السبع لفدائهما بالغالي والنفيس ساعة مناداتهما لهم، لكن لابدّ لي وأنا الوافد إلى هذا البلد الجميل الحضاري المتجذّر في عروبته تاريخاً ونسباً وعوناً، كتابة هذه الأحرف التي تقف عند مشاهد لمسها أغلب من يعيش على أرض الخير.
قائدان شابان حملا همّ المُضي بالاتحاد نحو المجد، عَلَمَانِ بات القاصي والداني يراقب النهضة التي يقودانها للوصول بالإمارات إلى مصّاف الدول الأكثر أمناً واستقراراً وحضارةً، لم يدّخر الرمزان الوطنيان فرصة ولا موقفاً ولا منفعة إلّا وعملا على تسخيرها لصالح "دار زايد" فنقلا هذا البلد الجميل من الصّحراء إلى السّماء.
في الوقت الذي تلهث فيه بعض الدول لتُبرم صفقات السلاح خوفاً من انتفاضات شعوبها عليها، يستقطب شيوخ الإمارات مثقّفي العالم وفنّانيه وعلماءه إلى العاصمة الإماراتية في متحف اللوفر أبوظبي، ليضعوا حجر الأساس في هرم الثقافة التي بالضرورة ستكون في صالح البشرية.
يجذب شيوخ الإمارات مشاريع التنمية إلى بلدهم بشتى الوسائل، ومن خلال تقديم الكثير من التسهيلات بغية المزيد من الإعمار، ويصل خيرهم إلى كثير من البلدان بلا مراءاةٍ ولا منّةٍ. بينما يسعى وزراء ومسؤولو دول قريبة إلى التحالف مع جبهة النصرة المتطرفة بحثاً عن المجد وتخليد الذّات، السّاعية إلى التفرد بالسلطة ولو على حساب فرقة العرب باستجداء كلّ مستعمري الأمس للعودة من جديد إلى بلداننا العربية، شتانَ بين مَنْ يحمل فانوساً يضيء به دروب الباحثين عن الحياة والاتحاد وبين مَنْ يحملُ فأسا يُهشِّم بها رأس العروبة وكيانها المستقل.
مَنْ يستطيع التنبؤ بطموح المُحمّدين فليقل ها أنا، من خطوة إلى أخرى يمضي المُلهمان بالإمارات حتى باتت اليوم نقطة محورية ولاعبا مهمّا تلتقي فيها مشاريع السّلام والعروبة، ودحر مشاريع الفرقة والتشظي التي تغذيها التنظيمات المتطرفة المرعيّة من دول لا همّ لها سوى الفتنة، وتقوم سياستها الخارجية على مبدأ "فرّق تسد".
يقول الشيخ محمّد بن راشد آل مكتوم شكراً لـ"أبو خالد"، واصفاً إيّاه بقائد الإمارات، وباني نهضتها ومؤمّن سياج أسوارها تجاه كلّ من يتربّص بهذا البلد سوءاً، ويدشن نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" حملة لشكره، فتتداعى الإمارات، شيبها وشبابها نساؤها ورجالها، يرددون "شكراً مُحمّد بن زايد"، ليصل هذا الوسم إلى مئات ملايين المشاهدات والتفاعل حتى ساعة كتابة هذا المقال.
"شكرا محمد بن زايد"، قالها الشيخ محمد بن راشد ونرددها من قلوب مؤمنة بقامتين عربيتين ستصلان لا بالإمارات فحسب، بل بجميع أوطاننا الجريحة والحزينة إلى برّ السلام
قبل ذلك، يعطي الشيخ محمد بن زايد درساً للأجيال الإماراتية صغيرها قبل كبيرها بالقول :"الشيخ محمد بن راشد أخي وصديقي ومعلمي" أيّ صورة هذه التي سيحفظها التاريخ على مرّ الزمن؟ وستكون منارة لأبناء الإمارات الذين ما التقيت أحدهم إلا وقال لي "شيوخنا سخّروا حياتهم لخدمتنا فاتحين مكاتبهم لاستقبالنا صباح مساء، كيف لا وهما من نسل زايد الخير و راشد الشجاعة؟ يتابع الإماراتيون".
دولة الإنسان أو بلد القانون كما يحلو للمقيمين على أرضها تسميتها، لا فرق فيها بين الناس، لا في جنسياتهم ولا دياناتهم ولا لون بشرتهم، ملايين الوافدين يعيشون على هذه الأرض ويعرف كلّ واحد منهم حقه وواجبه تجاه الإمارات، فتراهم يرفعون علمَها بعاطفة صادقة وحب كبير في كلّ مناسبة تخّصها، وما اليوم الوطني السادس والأربعون وما رافقه من احتفالات الزائرين وفرحهم الكبير إلا صورة عما يجول في خواطرهم من عظيم احترام هذا البلد.
ما كانت الإمارات لتصلَ إلى هذا التلاحم ووحدة الحال والازدهار لولا وجود رُبّانيْ سفينتها التي تمخر العباب نحو الريادة في العلم والثقافة، مآثرهما في كل بقعة من هذا الوطن الذي يتضرّع أبناؤه لهما بالدعاء والحمد على نعمة الترابط والمحبة.
بالفعل لكل اسم من مسمّاه نصيب، هكذا تناقلت العرب فالمحمّدان محمّودان في بلادهما وخارجها على نحو لم يسبقهما له مثيل سوى من أسّس هذه البلاد، ووضع لبنة اتحادها الأولى قبل ستة وأربعين عاماً الشّيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
انسجام كامل بين الراعي والرعية، وهذا ماصدق فيه حديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم حين قال :"خيار أئمتكم الذين تحبّونهم ويحبّونكم وتصلّون عليهم ويصلّون عليكم".
"شكراً محمد بن زايد"، قالها الشيخ محمد بن راشد ونرددها من قلوب مؤمنة بقامتين عربيتين ستصلان لا بالإمارات فحسب، بل بجميع أوطاننا الجريحة والحزينة إلى برّ السلام.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة