العاقل الموفق إن رأى من غيره جهودا طيبة بادر بالشكر والإحسان
نصوم أيام الشهر الفضيل وأغلبنا يعرف جدوله اليومي وأشغاله المحدودة المحددة، فقد ينشغل ساعات في أثناء الصباح للقيام بعمله ووظيفته ثم يرتاح قليلا بين الظهر والعصر أو بعد صلاة العصر، وقبيل المغرب يقرأ شيئا من القرآن الكريم ثم يصلي التراويح بعد صلاة العشاء، ولكن توجد فئة منا تقوم بأعمال عظيمة في شهر رمضان المبارك، كالعاملين في القطاع الطبي بكافة شرائحهم، فلكم أن تتخيلوا طبيبا يعمل بمهنة الجراحة ويجري أصعب العمليات التي تستغرق وقتا طويلا وهو صائم، وقريب منه مسعف يباشر إسعاف مصاب في حادث سيارة أو حريق أو غير ذلك، فالأمر صعب للغاية، لكنهم بإذن الله يحتسبون الأجر في ذلك، بالإضافة إلى أن التعامل مع المرضى خصوصا يحتاج إلى صبر وحكمة وحنكة والكادر الطبي قادر بإذن الله على احتواء كافة المرضى، وإن كانت ثقافاتهم مختلفة، والأمر قد يتطلب أحيانا قوة قلب من الطاقم الطبي خصوصا في حالات انتشار الأمراض والأوبئة كجائحة كورنا، فينبغي علينا أن نشكرهم ونكثر من الدعاء لهم بأن يعينهم الله ويحفظهم من كل شر وسوء ومكروه.
ومن الفئات التي تبذل جهدا كبيرا في شهر رمضان أبطال وزارة الداخلية بمختلف القطاعات والوظائف، فرجال المرور يبذلون جهدا عظيما للغاية في شهر رمضان المبارك، وترى بعضهم يختلس بعض الدقائق كي يقرأ عدة أوجه من القرآن الكريم، وكذلك رجال الأمن، فالله تعالى سخرهم لخدمة الناس، فالأمان الذي نعيشه بتوفيق الله أولا وأخيرا ثم بجهود المخلصين من رجال الداخلية، فلا يقلل جهودهم إلا من لا يقدر للناس إحسانهم.
العاقل الموفق إن رأى من غيره جهودا طيبة بادر بالشكر والإحسان، فإن رأى مثلا عامل نظافة يتعب في شهر الصيام بادر بشكره وإن تحدث معه تحدث بكلام طيب
وكذلك أيضا نرى جهدا عظيما من رجال الجمعيات الخيرية، خصوصا مع بعض الظروف الاستثنائية التي تمر على الناس بسبب فيروس كورونا، فهم يسعون في إيصال المساعدات الخيرية إلى الآخرين مع حرصهم على اتباع كل قواعد الصحة والسلامة، فاللهم اجزهم خير الجزاء.
والعاقل الموفق إن رأى من غيره جهودا طيبة بادر بالشكر والإحسان، فإن رأى مثلا عامل نظافة يتعب في شهر الصيام بادر بشكره وإن تحدث معه تحدث بكلام طيب، وتجده الكرام إن مر على رجال المرور بادر بالدعاء لهم وتشجيعهم والثناء عليهم فيفرحون بهذه الكلمات فرحا عظيما، وفي الطرف الآخر نجد أصحاب النفوس المريضة لا تعرف شكرا ولا ثناء، بل لا تنظر إلا بعين عوراء لأي إنجاز، وهذا من الجحود ونكران الجميل...
اللهم بارك في جهود المخلصين من رجال الوطن، واكتب لهم الأجر العظيم وحرم وجوههم على النار.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة