الإمارات تحاصر كورونا.. مبادرات "محمد بن زايد" تؤمن للعالم استقراره
تتبنى العقيدة الإماراتية للسياسات الخارجية قناعة تامة بأن التكاتف الدولي في مواجهة الأزمات أساس الاستقرار من أجل الأمن العالمي.
وعلى مدار عامين أو أكثر حظيت الجهود الإماراتية المتواصلة لدعم التحركات العالمية لمواجهة جائحة كورونا بعرفان وشكر عربي وأممي للدولة ولقيادتها.
ويسجل تاريخ الإنسانية بأحرف من نور، جهود الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية لدعم وإغاثة المحتاجين حول العالم في ظل جائحة كورونا.
ولعل أحدث تلك الجهود، افتتاح مركز الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الإماراتي-اللبناني الاستشفائي لعلاج مرضى كورونا في لبنان، اليوم الأربعاء.
مركز طبي جديد ضمن سلسلة مستشفيات أنشأتها الإمارات حول العالم لعلاج مرضى كورونا، تحمل اسم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، تقديرا لمبادرات قائد استثنائي اتفق على حبه الجميع.
ولا تكاد تمر فترة قليلة إلا ويعبر العالم عن شكره وتقديره للإمارات وللشيخ محمد بن زايد آل نهيان على جهودهم في دعم الأخوة الإنسانية ونشر التسامح والسلام ومساندة الأشقاء والأصدقاء.
ووجه أكثر من مسؤول لبناني على رأسهم رئيس الوزراء نجيب ميقاني "الشكر الكبير لدولة الإمارات ولولي عهد أبوظبي شخصيا على هذا العطاء، وعلى اهتمامه الدائم" ببلاده.
شكر لبناني يأتي بعد نحو 6 أيام من إشادة أممية جاءت خلال اتصال هاتفي تلقاه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان من أنطونيو غوتيريش أمين عام منظمة الأمم المتحدة نوه فيه بالمبادرات الإماراتية الإنسانية والتنموية المهمة لدعم الاستقرار والتنمية على الساحة الدولية.
إشادة تأتي بعد أقل من شهر من شكر الدكتور تيدروس أدهانوم غيبرييسوس مدير عام منظمة الصحة العالمية، لولي عهد أبوظبي على مبادراته الصحية الإنسانية التي تعزز جهود المنظمة وبرامجها في مواجهة الأمراض المعدية والقضاء عليها في مختلف مناطق العالم.
وقبل أسابيع قدم معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى جائزة "رجل الدولة الباحث" للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في 20 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، لدوره في نشر السلام والتسامح بالعالم.
وقبيل شهور من تسلمه الجائزة، توجه الفاتيكان في يوليو/تموز الماضي بوسام "رجل الإنسانية"، وقبل ذلك تم اختياره كأفضل شخصية دولية في مجال الإغاثة الإنسانية لعام 2021، ومنحه العرب لقب "القائد العربي الأبرز" لعام 2019، في الاستفتاء الذي أجرته شبكة "روسيا اليوم".
فيما منحه المصريون لقب صاحب أسرع رد فعل إنساني عالمي، بعد مبادرته السريعة بالتبرع بمبلغ 50 مليون جنيه مصري (3 ملايين دولار) لصالح معهد الأورام الذي تعرض لخسائر جراء الحادث الإرهابي الذي وقع أغسطس/آب 2019 بمنطقة وسط القاهرة.
فمع كل أزمة يواجهها العالم، وفي كل موقف تواجهه دولة صديقة أو شقيقة، كان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حاضرا دائما لتقديم يد العون والمساعدة، ليرسخ بأفعاله وأقواله صورة الإمارات كمنارة للتسامح وواحة للإنسانية ومظلة للأمن والأمان لكل المقيمين على أرضها.
شكر لبناني
وافتتح رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، اليوم الأربعاء، "مركز الشيخ محمد بن زايد آل نهيان" الإماراتي-اللبناني الاستشفائي لعلاج مرضى كورونا.
وتفقد ميقاتي المركز الذي تبرعت به دولة الإمارات، يرافقه وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض، والوزير السابق غطاس خوري، وعدد من الإعلاميين.
وتوجه ميقاتي بالشكر للإمارات وقيادتها قائلا: "الشكر الكبير لدولة الإمارات والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية شخصيا على هذا العطاء وعلى اهتمامه الدائم بلبنان".
وأكد أن "لبنان لا يمكن أن ينسى أن الإمارات تحسن العطاء وتزرع المحبة من دون أي مقابل".
بدوره وجه وزي الصحة اللبناني الشكر لدولة الإمارات العربية على ما قدمته للبنان.
فيما قال سعد الحريري في تغريدة على تويتر: " شكرا دولة الإمارات العربية المتحدة قيادة وشعباً. شكرا الشيخ محمد بن زايد، ليس فقط على التبرع بإنشاء مركز الشيخ محمد بن زايد الإماراتي-اللبناني الاستشفائي لمعالجة مرضى كورونا عند واجهة بيروت البحرية، بل على الوقوف الدائم إلى جانب لبنان وشعبه في كل الاستحقاقات والمحطات".
وأضاف: "هذه الوقفة ستبقى دائماً محط تقدير في قلوبنا، كما أننا نحفظ لأشقائنا العرب احتضانهم الدائم للبنان الذي لن يخرج عن عروبته المنصوص عليها في دستوره".
إشادات أممية
شكر لبناني يأتي بعد إشادات أممية متواصلة، فقبل أيام تلقى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان اتصالاً هاتفياً من أنطونيو غوتيريش أمين عام منظمة الأمم المتحدة هنأه خلاله بتسلم دولة الإمارات مقعدها في مجلس الأمن للفترة من 2022 - 2023 .
وتمنى لها النجاح في خدمة العالم من خلال هذا الموقع الدولي الرفيع، منوهاً بالمبادرات الإماراتية الإنسانية والتنموية المهمة لدعم الاستقرار والتنمية على الساحة الدولية.
ففي 11 ديسمبر/كانون الأول الماضي، استقبل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبرييسوس مدير عام منظمة الصحة العالمية، حيث جرى بحث علاقات التعاون والتنسيق المشترك بين الطرفين بما يحقق أهداف الجانبين المشتركة ويخدم المجتمعات المستهدفة ويسهم في تحسين حياتها.
وأشاد مدير عام منظمة الصحة العالمية بدعم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ومبادراته الصحية الإنسانية التي تعزز جهود المنظمة وبرامجها في مواجهة المعدية والقضاء عليها في مختلف مناطق العالم خاصة في المجتمعات الفقيرة.
كما ثمن تضامن الإمارات مع شعوب العالم منذ بدء أزمة كورونا والمساعدات المتواصلة التي تقدمها لدعم القطاعات الطبية والعاملين في الصفوف الأمامية في العديد من الدول.
وأشاد بمرونة الإجراءات وسرعتها والتي اتخذتها دولة الإمارات في مكافحة جائحة "كورونا" بحيث أصبحت إحدى أفضل دول العالم في التعامل مع الجائحة.
من جانبه، أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن دولة الإمارات حريصة على دعم جهود منظمة الصحة العالمية الهادفة إلى مكافحة جائحة كورونا واحتواء تداعياتها الإنسانية والصحية، إضافة إلى مساندتها الجهود الدولية للتصدي للأمراض والأوبئة في جميع أنحاء العالم انطلاقاً من مبادئها الثابتة وقيمها الأصيلة في التعاون والتضامن وتقديم يد العون للشعوب المحتاجة دون تمييز خاصة أوقات الأزمات.
قيم أصيلة
في الإمارات مجموعة من القيم الأصيلة في التعاون والتضامن وتقديم يد العون للشعوب المحتاجة دون تمييز خاصة أوقات الأزمات، تؤكدها الدولة على أرض الواقع يوما تلو يوم، وموقف بعد موقف.
ويجسد افتتاح المركز الإماراتي في لبنان، الأربعاء، هذه القيم حيث يأتي في خضم أزمات سياسية واقتصادية طاحنة تعاني منها بيروت على مختلف الأصعدة، زاد من حدتها تفشي وباء كورونا ومتحوره الجديد "أوميكرون" في البلاد بشكل مخيف.
ويجسد افتتاح المركز مبادئ الخمسين الذي اعتمدها الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الإمارات، 9 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والتي تعد بمثابة رؤية شاملة ومتكاملة ترسم المسار الاقتصادي والسياسي والتنموي والإنساني للإمارات وتحدّد توجهاتها للخمسين عاما المقبلة.
وتخلد الإمارات عبر تلك المبادئ القيم والرؤية والرسالة الإنسانية التي رسخها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والآباء المؤسسون، واضعة على قمة أهدافها المحافظة على الريادة الإنسانية لعيال زايد ليكونوا "الشعب الأفضل والأنبل والأكثر عطاء".
جسور إنسانية
ويعد دعم الجهود الرامية للقضاء على الأمراض الوبائية التي تهدد البشرية منهج أصيل في السياسة الإماراتية الخارجية.
وبرز العمل الإنساني للإمارات خلال أزمة "كوفيد- 19" في العديد من المبادرات منذ بداية الأزمة على الصعيدين الوطني والدولي، عبر تسيير رحلات عاجلة لإجلاء رعايا الدول الصديقة من المناطق المصابة واستضافتهم والتكفل بعلاجهم وعودتهم لدولهم.
ولا ينسى العالم مبادرة "الإمارات وطن الإنسانية"؛ حيث قامت الإمارات في مارس/ آذار 2020 مع بدء تفشي كورونا بإجلاء 215 من رعايا الدول الشقيقة والصديقة من مقاطعة هوبي الصينية بؤرة تفشي وباء كورونا إلى مدينة الإمارات الإنسانية في أبوظبي، ومن ثم نقلهم إلى دولهم بعد وضعهم تحت الحجر الصحي للتأكد من سلامتهم.
وفي الوقت الذي شهد فيه العالم صراعا خفيا على شحنات الكمامات والمعدات الطبية بين الدول، كانت الإمارات تسير طائرات مساعدات طبية في إطار التزامها بتقديم يد العون للجميع.
وقدمت الدولة منذ بداية تفشي الجائحة وحتى منتصف 2021، ما يزيد على 2300 طن من المستلزمات والإمدادات الطبية إلى نحو 136 دولة عبر 196 رحلة جوية.
مستشفيات حول العالم
كما تم إنشاء عدد من المستشفيات الميدانية باسم "مستشفيات الشيخ محمد بن زايد الميدانية" في عدد من الدول وذلك لمساعدة الدول للتصدي لانتشار فيروس كورونا ومعالجة المصابين.
ففي 25 نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، شهدت غينيا افتتاح مستشفى الشيخ محمد بن زايد الميداني في العاصمة كوناكري.
ويضم المستشفى الميداني 208 أسرة، منها 48 سريرا مخصصا للعناية المركزة وصيدلية ومختبرا في الموقع، وسلم إلى جمهورية غينيا لتتولى وزارة الصحة بها إدارته وتشغيله.
وبعدها بشهرين، افتتح عاهل الأردن الملك عبدالله الثاني في يناير/كانون الثاني الماضي مستشفى الشيخ محمد بن زايد الميداني المخصص لعلاج المصابين بكورونا، الذي يضم 216 سريراً منها 56 سريراً للعناية الحثيثة.
وفي مارس/ آذار الماضي، تم افتتاح مستشفى الشيخ محمد بن زايد الميداني، الذي تم تشييده بالقرب من دارفور في السودان، لتعزيز جهودها في مكافحة جائحة كورونا.
ويضم المستشفى 48 سريراً لوحدة العناية المركزة و160 سريراً للعزل، فضلاً عن مجموعة من المرافق مثل عيادة خارجية وصيدلية ومختبر وسكن يتسع لـ70 موظفا.
ويبلغ العمر الافتراضي للمستشفى الميداني أكثر من 25 عاماً ويمكن تحويله إلى مستشفى دائم بعد انتهاء انتشار الجائحة، لتقديم الخدمات الطبية إلى حوالي مليوني شخص يمكن أن يحتاجوا إلى العناية الطبية في دارفور.
وفي يوليو/ تموز الماضي، تم افتتاح مستشفى الشيخ محمد بن زايد الميداني لعلاج المصابين بالفيروس في نواكشوط، وهو مجهز بجميع المعدات الطبية والأدوية إلى جانب 200 سرير لعلاج المصابين بفيروس كورونا.
وقبل أسابيع، تم إنشاء مستشفى الشيخ محمد بن زايد الميداني في بورت لوكو الذي يحتوي على 100 سرير لعلاج المصابين بجائحة كورونا في سيراليون، مجهزا بجميع المعدات الطبية والأدوية،
وإضافة لتلك المستشفيات تم تجهيز عيادة متنقلة في تركمانستان، فضلا عن المساعدات التي تم إرسالها من مخازن المنظمات الدولية المتواجدة في المدينة العالمية للخدمات الإنسانية بدبي إلى مختلف دول العالم، إلى جانب التبرعات السخية التي قدمتها الدولة إلى منظمة الصحة العالمية.
aXA6IDE4LjExOS4xNjcuMTg5IA== جزيرة ام اند امز