عيد تحرير سيناء الـ40.. عبور جديد نحو التنمية بعد دحر الإرهاب
تحتفل مصر والقوات المسلحة في الـ25 من شهر أبريل/نيسان من كل عام بذكرى تحرير سيناء، بعد انسحاب آخر جندي إسرائيلي منها.
ومع مرور 40 عاما على تحرير سيناء بالكامل تصر مصر على استكمال طريقها في محاربة الإرهاب، جنبا إلى جنب مع معركتها الأساسية في البناء والتنمية.
ووفقًا لمعاهدة كامب ديفيد التي وقعت بين مصر وإسرائيل في عهد الرئيس الراحل أنور السادات عقب حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، تم استرداد كامل أرض سيناء ما عدا مدينة طابا التي اُستردت لاحقًا بالتحكيم الدولي في مارس/أذار 1989، حتى اكتمل التحرير مع رفع الرئيس الراحل حسني مبارك العلم المصري عليها.
وتتزامن ذكرى 25 أبريل/نيسان هذا العام مع نجاح جهود مكافحة الإرهاب، حيث خاضت مصر بكافة مؤسساتها منذ الإطاحة بحكم الإخوان في 2013 حربا ضروسا ضد الإرهاب، استطاعت بعد تلك السنوات أن تحقق نجاحات عديدة في اجتثاثه من جذوره عبر استراتيجية "الضربات الاستباقية" و"الحملات الأمنية".
وشهد الأعوام الأخيرة، خروج مصر من قائمة الأكثر تأثرا بالإرهاب وفقا لمؤشر الإرهاب العالمي، الذي يصدره معهد الاقتصاد والسلام، بينما كانت في المرتبة السابعة لعام 2017.
ويرى مراقبون أن القاهرة اعتمدت استراتيجيات جديدة في الأعوام الأخيرة، ناجزة وفاعلة لمكافحة الإرهاب، وهو ما أهلها إلى أن تكون في صدارة الدول التي تعمل على تجفيف منابع الإرهاب والقضاء على الكيانات المتطرفة.
العبور نحو التنمية
وعقب دحر الإرهاب، بدأت مدن سيناء وفي مقدمتها العريش ورفح والشيخ زويد وكافة القطاعات مرحلة إعادة التعمير والتنمية والزراعة من جديد.
وبالتزامن مع ذكرى تحرير سيناء، قال المتحدث باسم الجيش المصري العقيد أركان حرب غريب عبد الحافظ في تصريحات تلفزيونية إن "القوات المسلحة أخذت، على عاتقها، مهمة تنمية شبه جزيرة سيناء، تكليفاً من الرئيس عبدالفتاح السيسي، القائد الأعلى للقوات المسلحة، بالتعاون مع الجهات المعنية بالدولة، كأحد المحاور الرئيسية لمجابهة الإرهاب"
وأشار إلى أن "جهود القوات المسلحة في مكافحة الإرهاب، وما بُذل من تضحيات لعودة الحياة لطبيعتها في سيناء خلال السنوات الماضية، لا يخفي على أحد ونلمسه جميعاً"، مضيفا أنه "لم يكن ذلك ممكناً دون استراتيجية متكاملة تشترك فيها جميع مؤسسات الدولة".
وشدد المتحدث على أن "مجابهة الإرهاب ليست عملاً أمنياً فقط؛ فالقضاء على الإرهاب لابد أن يشمل القضاء على مسبباته".
وتابع: "هنا كان الاتجاه إلى التنمية وتغيير الحياة المعيشية للمواطن بالتوازي مع العمليات النوعية ضد العناصر الإرهابية بالشكل المعروف؛ وهو ما أدى إلى النتائج الملموسة والتي تناولتها تقارير دولية على رأسها تقرير الأمم المتحدة".
وأشار إلى التقرير الأممي الذي تطرق لاستراتيجية مصر في مكافحة الإرهاب من خلال 3 محاور رئيسية (الأمني - الاجتماعي - التنموي)، مؤكدا على الاستمرارية لذلك مع كل مؤسسات الدولة في التنمية وتوفير الحياة الكريمة للمواطن، وهو الضامن الحقيقي للقضاء على مسببات الإرهاب.
قدس الأقداس
وفي ذكرى تحرير سيناء، أعلنت الحكومة المصرية مواصلة مشروعاتها التنموية في سيناء باستثمارات بمئات المليارات من الجنيهات.
بدوره، قال محافظ شمال سيناء الأسبق اللواء أركان حرب على حفظي، في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية، إن "سيناء تمثل قدس الأقداس، لأنها على مر التاريخ هي الدرع الذي حمى مصر من الغزاة والطامعين، فهي الأرض التي حباها الله عزل وجل بالكثير من نعمه من الثروات والخيرات، وبوركت بالرسل والأنبياء على مر التاريخ".
وأكد حفظي أن "النظرة الاستراتيجية الجديدة ظهرت عقب ملحمة 1973 وأجبرت العدو نحو السلام، ومن هنا تغيرت النظرة الاستراتيجية، لتصبح سيناء أرضًا للنماء والخير لمصر، تجمع كل مكونات التنمية الشاملة، وأصبحت جسر عبور جديد لمستقبل مصر".
من جانبه، قال اللواء دكتور محمود خلف مستشار أكاديمية ناصر للعلوم العسكرية إنه "حينما نتذكر سيناء لا بد أن ندرك جيدًا أن أهم درس هو الإعداد الجيد والجهد الكبير حتى تم تحرير سيناء، بعدما تم رفع شعار "ما أخذ بالقوة، لا بد أن يسترد بالقوة".
وأشار إلى "الظروف الصعبة التي عاشتها مصر والشعب المصري وقواته المسلحة قبل حرب نصر أكتوبر، بعدما تم فقد معداتنا بعد يونيو 1967، فكان للمرة الأولى نرى الجيش الإسرائيلي على الصفة الشرقية لقناة السويس، ومن هنا جاء الإصرار رافعين شعار "إما النصر أو الشهادة".
ووجه رسالة إلى الشعب المصري على الاستعداد والثقة في النصر، ولا سيما مع توافر الإمكانات والصلابة والثقة الكبيرة في القيادة السياسية.
وخلال السنوات الأخيرة، أطلقت القوات المسلحة المصرية أكثر من عملية عسكرية استهدفت بها العناصر الإرهابية، كان أبرزها عملية سيناء 2018، محققة إنجازات كبيرة ضد العناصر التكفيرية شديدة الخطورة.
aXA6IDE4LjIxOS4yMzEuMTk3IA== جزيرة ام اند امز