قمة عربية خماسية بمصر.. قراءة في التوقيت وأهم القضايا
يترقب الشارع العربي استضافة مصر غدا الإثنين القمة الخماسية، والتي تجمع قادة الإمارات ومصر والأردن والعراق والبحرين في مدينة العلمين.
وأكد خبراء أردنيون أن القمة تأتي وسط عدة تحديات تواجهها المنطقة العربية، خصوصا في ظل استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، بالإضافة إلى تداعيات أزمة كورونا العالمية.
وقال الخبراء إن قادة الدول العربية الخمس يسعون إلى وضع حلول للأزمات المطروحة والعمل على تخفيف تداعيات الأوضاع العالمية الاقتصادية، وأيضا تبادل وجهات النظر في القضايا الإقليمية والعربية والدولية المطروحة.
تحديات المنطقة
الصحفي والمحلل السياسي الأردني بموقع "مدار الساعة" خليل حماد، يرى في تصريح لـ"بوابة العين الإخبارية"، أن عقد مثل هذه القمم في هذا التوقيت الذي تمر به المنطقة والعالم يمثل محاور حلول لهذه الأزمات المطروحة.
وقال حماد إن القمة التي تجمع قادة الدول الخمس تمثل قمة عربية مصغرة من أجل مناقشة الأزمات العربية وتداعيات الأوضاع الاقتصادية العالمية، مشيرا إلى أن الأوضاع العربية تحتاج إلى مثل هذه القمم، وإن كان من الأفضل استمرار انعقادها بشكل دوري وسريع نظرا للتداعيات الخطيرة على الساحة العربية والإقليمية.
ونوه إلى أن الملك عبدالله الثاني والأشقاء من القادة الحضور لديهم دائما اهتمام وحرص على مناقشة الملفات الشائكة ووضع حلول للأزمات الموجودة على الساحة، مؤكدا أن الموقف الأردني المصري الإماراتي العراقي البحريني متوافق وموحد ويهدف إلى وحدة الصف العربي.
ولفت حماد إلى أن التعاون الأردني المصري الإماراتي، خصوصا عبر اللجان المتنوعة وكذلك التعاون مع العراق والبحرين، يمثل نموذجا عربيا حريصا على وحدة الصف ومواجهة الأزمات العربية، خصوصا الوضع في فلسطين والعراق، مؤكدا أن هناك تعاونا سياسيا واقتصاديا وثقافيا وصناعيا يجمع الدول المشاركة، ويهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة للدول والشعوب العربية.
وتمثل الشراكة التكاملية الصناعية بين الإمارات ومصر والأردن والبحرين أولى خطوات تحقيق التكامل الصناعي العربي.
وتأتي تلك الشراكة بداية من توحيد الموارد والقدرات التنافسية وتحويلها إلى صناعات ذات قيمة مضافة للاقتصادات الوطنية في دول الشراكة، والتي تمتلك قوة شرائية وبشرية كبيرة تقدر بنحو 122 مليون نسمة، مع توفر الجهود والعمل الجماعي، بما يؤدي إلى تعزيز أداء ومرونة سلاسل الإمداد وخلق المزيد من فرص العمل وتحقيق الاكتفاء الذاتي في الصناعات الحيوية وذات الأولوية في هذه الدول.
وتساهم الشراكة الصناعية التكاملية لتنمية اقتصادية مستدامة في القيمة الصناعية المضافة للشرق الأوسط من 106.26 مليار دولار إلى 112.56 مليار دولار، وهو ما يمثل 30% من القيمة الصناعية المضافة في الشرق الأوسط، وبانضمام مملكة البحرين مؤخراً إلى الشراكة، تضيف البحرين 2.3 مليار دولار من قيمة خامات الحديد التي يمكن استخدامها في التنمية الصناعية في البلدان الأربعة، وتمتلك البحرين قطاعاً صناعياً قوياً يضم أكثر من 9500 شركة صناعية و55000 موظف في الصناعة و4.3 مليار دولار من الاستثمار الأجنبي المباشر المحدد لقطاع الصناعة.
قمة مصغرة
بدورها، أكدت الكاتبة الصحفية بصحيفة "الأنباط" الأردنية دلال عمر أن القمة تعد قمة عربية مصغرة بحضور العاهل الأردني وتمثل مسارا حقيقيا للتعاون العربي بين الدول المشاركة.
وقالت في تصريح لـ"العين الإخبارية" إن حرص الدول المشاركة على عقد قمم، سواء كانت منفردة أم مجتمعة هو العمل وضع حلول للأزمات العربية ومعالجة الوضع العربي القائم، مؤكدة أن الموقف الأردني الثابت والذي دائما وأبدا ما يعلنه الملك عبدالله الثاني في كافة المحافل الدولية والإقليمية، قائم على ضرورة الوحدة العربية ومواجهة التحديات القائمة.
ولفتت إلى أن حالة التضخم الاقتصادي العالمية وتداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية تستدعي مثل هذه القمم من أجل وضع أسس عربية عربية من أجل المواجهة ورفع الأعباء الاقتصادية على شعوب المنطقة.
ونوهت دلال عمر إلى أن هناك دولا في الجوار الأردني تعاني من أزمات سياسية ومع الأوضاع الاقتصادية العالمية الحالية يشعر مواطنيها بحالة من الضغط والتدهور الاقتصادي، موضحة أن هكذا قمة عربية وبهذا الحضور من القادة في الدول الشقيقة كالإمارات ومصر والعراق والبحرين يعول عليها الشارع العربي لأنها تناقش قضاياه ومشكلاته.
الوضع الاقتصادي
من جانبها، أشادت الكاتبة الأردنية عفاف غنيم بتوقيت عقد القمة الخماسية في مصر بحضور العاهل الأردني، مؤكدة أن الأزمات والأوضاع الإقليمية والعربية حاليا يجب أن تكون محل مناقشة وبحث من قبل الزعماء والقادة.
وقالت غنيم، في تصريح لـ"العين الإخبارية"، إن الموقف الأردني الثابت والواضح من القضايا العربية والهادف إلى ضرورة حل هذه الأزمات متوافق مع الموقف الإماراتي والمصري والعراقي والبحريني.
وأضافت أن القضية الفلسطينية وتحقيق الوحدة العربية إزاء مختلف القضايا والتحديات تمثل أولوية قصوى في هذه القمة العربية المصغرة، مشددة على ضرورة أن يناقش الزعماء والقادة التحدي الأكبر حاليا هو الغذاء والتضخم الاقتصادي والأوضاع الأمنية.
وكشفت مصادر رفيعة المستوى عن عقد القمة المرتقبة غداً الإثنين، في مدينة العلمين بمرسى مطروح، بحضور قادة مصر ودولة الإمارات والأردن والعراق والبحرين.وبحسب المصادر.
تبحث القمة التطورات الراهنة في العالم العربي في ضوء الأزمات والمشاكل الحالية ومنها تداعيات وآثار الحرب الروسية-الأوكرانية على دول المنطقة، والأزمة الراهنة في العراق والأوضاع على كل من الساحة الفلسطينية والليبية واليمنية، وأزمة وتداعيات الملء الثالث لسد النهضة.
وفي وقت سابق، اليوم الأحد، وصل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، إلى مدينة العلمين المصرية، وبحث مع نظيره المصري عبدالفتاح السيسي العلاقات الأخوية بين البلدين.
وكان الرئيس السيسي في مقدمة مستقبلي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، لدى وصوله إلى مطار العلمين.
ورحب الرئيس المصري، خلال استراحة قصيرة في قاعة كبار الزوار في المطار، بالشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وتبادلا الأحاديث الودية التي تعبر عن عمق العلاقات الأخوية التي تجمع البلدين وشعبيهما الشقيقين.
كما ذكرت وسائل إعلام أردنية، اليوم الأحد، أن الملك عبدالله الثاني سيشارك غدا في لقاء قمة يعقد في مصر، يضم قادة مصر ودولة الإمارات والبحرين والعراق.
وأمس السبت، أفادت مصادر عراقية بأن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي يزور مصر، الأحد، للمشاكة في القمة العربية الخماسية.
aXA6IDMuMjEuNDYuMjQg جزيرة ام اند امز