الصراع داخل «أوبن إيه آي».. رؤية للمستقبل أم انقلاب زعامات؟
شهدت شركة "أوبن إيه آي" (OpenAI) عملاقة الذكاء الاصطناعي التوليدي تطورات مثيرة الاهتمام، إذ أعلن إيليا سوتسكيفر أحد المشاركين في تأسيس الشركة عن تركه لمجلس إدارتها.
يأتي ذلك بعد 10 سنوات من العمل مع الشركة، وهذا القرار جاء بعد إقالة الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك ألتمان، التي أثارت حالة من الارتباك داخل الشركة.
هذه الخطوة المفاجئة أدت إلى حالة من عدم الاستقرار في الشركة الناشئة التي مقرها سان فرانسيسكو، وسرعان ما عرضت" مايكروسوفت" المستثمر الرئيسي في" أوبن إيه آي" تعيين ألتمان مرة أخرى، بينما طالب الكثير من موظفي الشركة باستقالة كل مجلس الإدارة، وترك سوتسكيفر المجلس، لكنّه بقي في منصبه.
وفي غضون ذلك واصلت الشركة تطوير إصدارت جديدة في برنامجها الشهير" تشات جي بي تي" (ChatGPT) والذي حقق نجاحا كبيرًا وأحدث ثورة في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي وهذه التطورات المتسارعة تؤكد المكانة المرموقة التي تحتلها "أوبن إيه آي" بين شركات التكنولوجيا العملاقة.
صراع بين المؤسسين والمستثمرين
تعمل OpenAI على دفع ما هو ممكن في عالم الذكاء الاصطناعي للمحادثة يتماشى هذا الابتكار الأخير مع الاتجاه الصناعي الأوسع لشركات التكنولوجيا الكبرى التي تستثمر بكثافة في تطوير مساعدين افتراضيين متقدمين حيث أصبحت هذه الأنظمة مركزية بشكل متزايد لكيفية تفاعل الأشخاص مع التكنولوجيا في حياتهم اليومية، ولكن هناك بعض الصراعات في رؤية المؤسسين والمستثمرين داخل تشات جي بي تي ومنها ما يلي:
الاختلافات في الأهداف
كانت هناك اختلافات كثيرة حول الهدف الأساسي للشركة بين المؤسسين مثل إيليا سوتسكيفر وسام ألتمان وبين المستثمرين، إذ يؤمن المؤسسون بأن الذكاء الاصطناعي يجب أن يكون في تطور مستمر بطريقة مفتوحة لتستفيد منه البشرية جمعاء، أما المستثمرون فكان الهدف الأساسي لهم تحقيق عوائد مالية كبيرة، ما خلق توترًا كبيرًا حول مدى التزام المؤسسة بمبادئها الأصلية مقابل تلبية احتياجات وتوقعات المستثمرين.
البحث مقابل التسويق
تعمل فرق البحث والتطوير داخل الشركة على تقديم تقنيات متقدمة للذكاء الاصطناعي مثل التحسينات في التعلم الآلي أو نماذج اللغة الكبيرة، وفي المقابل تسعى فرق التسوق على تحويل هذه التقنيات إلى منتجات تجارية مربحة، ما يؤدي ذلك إلى توترات وصراعات حول تخصيص أولويات الشركة ومواردها.
التطبيقات المجهولة العواقب
داخل الشركة هناك مجموعة من الباحثين الذين يشعرون بالقلق إزاء تطوير تقنيات قد يتم استخدامها لأغراض ضارة مثل التلاعب بالمعلومات أو تعزيز الهجمات السيبرانية، لذلك يفرض الباحثون قيودا صارمة على التطبيقات التجارية والأبحاث لضمان أمان التكنولوجيا، وبالتالي أدت ذلك إلى سرعات بين الأعضاء الذي يفضلون نهجًا أقل تحفظًا وأكثر انفتاحًا على التجريب.
الملكية الفكرية مقابل الشفافية
الشفافية والنشر البحثي المفتوح هما أحد المبادئ الأساسية التي أسستها شركة OpenAI، ومع زيادة الضغوط التجارية كان هناك بعض الصراعات حول مقدار المعلومات التي من المفروض أن يتم نشرها علنًا مقابل الحفاظ على الأسرار التجارية، ما يُعزز الميزة التنافسية، وينتج عن هذا التوتر تأثير على كيفية التعامل مع المجتمع العلمي والجمهور مع الشركة.
خلافات حول القيادة
تشير الشائعات إلى أن بعض أعضاء مجلس الإدارة يشعرون أن المنظمة تتطلب تحولاً في القيادة التنفيذية، كما يُشير خروج إيليا سوتسكفير من مجلس إدارة الشركة إلى صراعات داخلية حول قيادة الشركة وتوجهها الاستراتيجي.
وقد تكون هذه الخلافات مؤشرًا على أسئلة جوهرية حول الكيفية التي ينبغي بها إدارة شركة OpenAI التوازن المناسب بين الطموح التجاري والالتزامات الأخلاقية.
الثقافة الداخلية
ظهرت تقارير تُشير إلى أن تحديات التنوع والشمول تواجه العديد من الصعوبات فيما يتعلق بالشمول والتنوع ضمن القوى العاملة لديها.
ويعبر بعض الموظفين عن نقص ملحوظ في التنوع العرقي والجندري، ويشيرون إلى أن الثقافة الداخلية قد لا تكون مرحبة بما في الكفاية لجميع الأفراد وتُساهم هذه القضايا في التوترات الداخلية وتتطلب اهتمامًا مركزًا من القيادة لتحسين بيئة العمل بين القوى العاملة.
aXA6IDMuMTUuNy4yMTIg جزيرة ام اند امز