في سابقة هي الأولى من نوعها على مستوى العالم، دشنت الصين سفينة مبتكرة تجمع بين وظيفتين تبدوان للوهلة الأولى متناقضتين: السياحة البحرية وتربية الأسماك.
السفينة الجديدة، التي بنيت بتكلفة بلغت 260 مليون يوان، ليست مجرد وسيلة للترفيه أو التنقل، بل تعد نموذجًا متقدمًا يجمع بين الحفاظ على البيئة البحرية وتقديم تجربة سياحية فريدة. وعلى متنها، يمكن للركاب الاستمتاع برحلة بحرية هادئة، بينما تواصل الأسماك حياتها في بيئة تم تصميمها لتكون طبيعية ومستقرة إلى أقصى حد.
المشروع خرج إلى النور من مقاطعة قوانغدونغ، جنوب الصين، التي أصبحت في السنوات الأخيرة مركزًا رائدًا في مجالات الاستزراع البحري المستدام. وتعرف قوانغدونغ بأنها تضم أكبر عدد من المحميات البحرية في البلاد، كما تستند في أغلب مشاريعها البحرية إلى أبحاث علمية دقيقة تسعى إلى تحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة.
اللافت أن هذه السفينة ليست فقط إنجازًا هندسيًا أو بيئيًا، بل تمثل أيضًا نموذجًا جديدًا لمفهوم "السياحة المنتجة"، حيث لا يكون السائح مجرد مستهلك للمنظر، بل جزءًا من تجربة تدمج الترفيه بالوعي البيئي.
وتأمل الجهات المطورة للمشروع أن تفتح هذه التجربة الباب أمام أنماط جديدة من الرحلات البحرية المستدامة، التي قد تغير من شكل السياحة البحرية عالميًا في المستقبل القريب.