مصر.. "النبتة الكئيبة" بألوان الفرحة
نبات الصبار الذي يرتبط في الأذهان بأنه جالب للكآبة، نجح منتجو الزهور المصريون في تطعيمه بنباتات أخرى أعطته ألوان الفرحة
"احنا اللي غيرنا الصبار".. أمام هذه اللافتة التي تصدرت أحد أركان معرض زهور الربيع يقف أحد عارضي المعرض مزهوا بقدرة مزرعته على تغيير الصورة الذهنية السلبية عن نبات الصبار، الذي اشتهر بأنه "نبات القبور".
والصبار معروف بلونه الأخضر وأشواكه، التي جعلته نبات سيء السمعة، يرتبط في الأذهان بأنه جالب للكآبة، ولكن هذا العارض، الذي يعرف باسم خالد فتحي، بدا سعيدا بنبات الصبار وقد أصبح متعدد الألوان مثل الأزهار، فعرض أنواعا منه بالون الأحمر وأخرى بالأصفر.
ويقول فتحي، وهو يمسك بأحد منتجات الصبار الجديدة في المعرض الذي افتتح يوم 18 مارس/ آذار الجاري في حديقة الأورمان المقابلة لحرم جامعة القاهرة: " هذا نتاج عملية التطعيم، والتي نقلت اللون الأحمر إلى الصبار على خلاف ما هو موجود على أرض الواقع".
والتطعيم، هو عملية نقل جزء من نبات إلى نبات آخر، فينمو الأول على الثاني ويسمى الأول الطعم، والثاني الأصل، ويتم اللجوء لهذه العملية لإكثار أنواع وأصناف ذات مواصفات شكلية ونوعية مختلفة.
ويضيف فتحي، وقد ارتسمت على وجهه ابتسامة ثقة: " بفضل هذه العملية تحول الصبار من نبات القبور إلى نبات يمكن أن تضعه في مكتبك أو منزلك، بجوار شاشات الحاسب الآلي أو التلفاز، ليمنحك طاقة إيجابية، بعد أن كان سابقا مصدرا للطاقة السلبية".
وبفضل هذه العملية التي كست النبتة الكئيبة بألوان الفرحة، أصبح الصبار يباع بأسعار مرتفعة وصلت في بعض الأحيان إلى 450 جنيها، ينافس بها زهور ظلت تتصدر المشهد في سنوات سابقة.
وتقول زينب محمود، التي يحتفظ الجناح الذي تعمل به بزهرة يصل ثمنها إلى 500 جنيه: " نعرض في جناحنا زهور الأوركيد، التي يصل سعر بعضها إلى 500 جنيه لتسجل أعلى سعر لزهرة في المعرض، تليها شجرة الكاميليا التي تبدأ أسعارها من 700 جنيه وحتى 18 ألف جنيه".
وتصف زينيب، هذه الشجرة بأنها من "الأشجار النادرة"، التي تزهر على المدى الطويل، وتضيف أن قيمتها تختلف بحسب طول الشجرة.
وتواصل الحديث عن المعروضات لديهم، قائلة: لدينا أيضا البروفنسيا، وهي من الأشجار التي يقبل عليها زوار المعرض، وتحمل ثلاثة ألوان ، ويباع المستوردة منها "هولندية" للجمهور بـ 200 جنيه، بينما الأنواع المصرية منها لا تتجاوز الـ 70 جنيها".
والجناح الذي تعمل فيه زينب، والآخر الذي يضم نبات الصبار، اثنان من بين 150 جناحا يضمهم معرض الربيع، الذي تنظمه وزارة الزراعة في شهر مارس/ آذار من كل عام، وتبلغ مساحته هذا العام 28 ألف متر، بزيادة 25% عن العام الماضي، بما سمح بانضمام عارضين جدد لأول مرة.
أحد هؤلاء العارضين، ويدعى نبيل فوزي، بدا سعيدا بإنجازهم الذي قال إنه يفوق ما حدث في نبات الصبار، وتمثل في محاولة إنتاج نبات فيجاس سلندر محليا، تلك الشجيرة التي تجد جسمها عبارة عن شبكة خشبية لتقف حائرا أمامها، هل خرجت من الأرض على هذه الصورة أمم أن يدا بشرية تدخلت لتخرجها بهذا الشكل؟
ويقول فوزي: " بدأنا نتتج الشجرة محليا، والتوسع في هذا الأمر يهبط بسعرها إلى 4000 جنيه بعد أن كانت تباع بعشرات الآلاف، نظرا لاستيرادها بعملة اليورو".