حكومة لبنان.. اتهامات وسجال بين الحريري وباسيل
عادت الاتهامات المتبادلة حول تعطيل تشكيل حكومة لبنان إلى الواجهة بين الأطراف السياسية مع الجمود الذي يطغى على عملية تأليفها.
فبعد فشل كل المحاولات لتذليل العقبات والتي كان آخرها مبادرة البطريرك الماروني بشارة الراعي يبدو واضحا أن الأمور لا تزال في مكانها وهو ما عكسته البيانات عن كل من "التيار الوطني الحر" الذي يرأسه صهر رئيس الجمهورية ميشال عون، ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري.
وكان سجال مماثل دار قبل ثلاثة أسابيع بين الطرفين، وهو ما أدى إلى قيام الراعي بمبادرة لتقريب وجهات النظر وأدت إلى لقاءين عقدا بين عون والحريري قبل رأس السنة، من دون أن يؤديا لنتيجة.
وأعلن الحريري حينها أن عون وباسيل يطالبان بالثلث المعطل في الحكومة أي 7 وزراء من أصل 18 إضافة إلى حصولهما على وزارات الدفاع والداخلية والعدل وهو ما يرفضه الرئيس المكلف، مقابل اتهام عون للحريري بالاستئثار بالحصة المسيحية وهو ما نفاه الأخير، مؤكدا أن اختياره للوزارء في التشكيلة التي قدمها لعون، كان انطلاقا من بنود المبادرة الفرنسية التي ترتكز على اختيار شخصيات غير سياسية من الاختصاصيين.
وتشير المعطيات إلى أن حزب الله يقف خلف باسيل وعون لعرقلة تأليف الحكومة بانتظار تسلّم الرئيس المنتخب جو بايدن الرئاسة الأمريكية واتضاح معالم المفاوضات الأمريكية – الإيرانية.
وبعدما كانت مشاورات الحكومة جمدت منذ عيد الميلاد، ومن ثم مغادرة الحريري لبنان، اتهم "تكتل لبنان القوي" النيابي أي التيار الوطني الحر، الحريري باختلاق العراقيل.
ودعا في بيان له رئيس الحكومة المكلّف إلى تحملّ مسؤولياته والقيام بواجباته الوطنية والدستورية فيتوقف عن استهلاك الوقت ويعود من السفر لينكبّ على ما هو مطلوب منه وعدم اختلاق العراقيل الداخلية لإخفاء الأسباب الحقيقية وراء تأخير عملية التشكيل.
هذا الأمر دفع الحريري بالرد قائلا:" من عطّل البلد لا يحق له أعطاء الدروس"، في إشارة إلى تعطيل لبنان سنتين ونصف السنة قبل انتخاب عون بدعم من حزب الله عام 2016.
وقال مكتب الحريري في بيان: "يعود تكتل لبنان القوي إلى سياسته المفضلة بتحميل الآخرين مسؤولية العراقيل التي يصطنعها عن سابق تصور وتصميم وجديده اليوم دعوة الرئيس المكلف إلى تحملّ مسؤولياته والقيام بواجباته الوطنية والدستورية".
وتابع البيان، :"فات التكتل ورئيسه أن الرئيس المكلف قام بواجباته الوطنية والدستورية على أكمل وجه وقدم لرئيس الجمهورية تشكيلة حكومية من اختصاصيين غير حزبيين مشهود لهم بالكفاءة والنجاح وهي تنتظر انتهاء رئيس الجمهورية من دراستها".
وأضاف أنه "فات تكتل لبنان القوي ورئيسه أيضا أن المشكلة واضحة وعنوانها معروف من قبل الجميع وهي داخلية عبر التمسك بشروط تعجيزية تنسف كل ما نصت عليه المبادرة الفرنسية وتقضي على أي أمل بمعالجة الأزمة بدءا من وقف الانهيار وصولا إلى إعادة إعمار ما هدمه المرفأ".