اليوم وبعد الأوامر الإيرانية قَبِل حزب الله رغماً عن أنفه أن يفاوض داعش حين أصبح موضوع التفاوض رفاتاً لأحد أعضاء الحرس الثوري الإيراني
إيران ما بعد داعش لن تكون رحيمة على العرب حتى وإن كانوا من أتباع الولي الفقيه ذاتهم، فإيران اليوم مهددة في عقر دارها، ونفوذها في العواصم العربية التي تحتلها مهدد، هي تعرف لهذا بدأت بالتكشير عن أنيابها في وجه معارضيها، وبروز وجهها الحقيقي وتصفية من له رأي يؤيد الاستقلال الوطني والسيادة الوطنية من الشيعة خصوصاً، ممن لا يتفقون مع المشروع الإيراني الفارسي حتى وإن كان من أتباع الولي الفقيه!! وبدأ وكلاؤها يتعرضون للحرج وتنتفي منهم الحجة والذريعة السابقة، فاليوم هناك تفاوض مع داعش لا قتال معها!!
وهنا يجوز لنا توجيه سؤال للعرب من أتباع الولي الفقيه في العراق ولبنان والبحرين والسعودية والكويت واليمن، هل تتابعون أخبار صفقة حزب الله مع النصرة ومن ثم مع داعش؟ إنها ليست فضيحة مدوية فحسب، بل هي سيناريو قادم بإمكان الشيعة العرب أن يتعلموا منه دروساً يعرفون من خلالها مكانتهم عند الإيرانيين وما هو مصيرهم معها.
هل تتابعون الأوامر الإيرانية والرعاية الإيرانية لنقل «المقاتلين» التكفيرين على حد قولكم من جرود عرسال لبنان إلى البوكمال على الحدود العراقية؟ إنها تبين أن داعش كنز إيراني لا يمكن التفريط به.
إذ في حين أن الاتفاق الذي صاغه حزب الله نص على انسحاب نحو 600 مقاتل من داعش وعائلاتهم من منطقة جبلية لبنانية على الحدود السورية، ما جاء إلا بعد عملية للجيش اللبناني نجحت في أيامها الأولى في إلحاق خسائر فادحة بصفوف المتشددين وتلك فضيحة مخزية بكل المقاييس لحزب الله، لكن إيران شجعته على الدخول في التفاوض هذا الوقت حتى لا ينال الجيش أي تقدير خاص به، فأشاد المتحدث باسم وزارة الخارجية بهرام قاسمي بالخطوة الإنسانية لحزب الله اللبناني «لاحظوا الإنسانية» وضعوا تحتها «خطين»!!
ولتكتمل الفضيحة علينا أن نتذكر أن حزب الله الذي أرغم على التفاوض مع داعش بأوامر إيرانية كان قد رفض التفاوض معها قبل عامين من أجل أسرى من اللبنانيين من أفراد الجيش اللبناني، إذ أعرب النائب اللبناني عن الميليشيات الموالية لإيران عام 2014 محمد رعد، عن رفضه «الخضوع لمنطق المقايضة والمبادلة فيما يتعلق بملف العسكريين اللبنانيين المختطفين»، ودعا إلى «التوقف عن تحريض عوائل المختطفين للتظاهر وقطع الطرق وتحميل الجيش المسؤولية..».
من أجل رفات جندي إيراني، دُهست كرامة شيعة لبنان بأسرهم، وكرامة شيعة العراق بأسرهم، حين قبل حزب الله نقل الدواعش للحدود العراقية بأوامر إيرانية، وكان هذا الرفات يستحق أن تذهب من أجله شيعة العراق ولبنان وسوريا معاً «فدواه هلي وكل القرابا»
ولتكتمل فصول الفضيحة، كانت ميليشيات حزب الله قد أدانت أيضاً عملية التفاوض مع جبهة النصرة التي أفضت أيضاً نهاية عام 2015 عن الإفراج عن 16 عسكرياً كانوا مختطفين في جرود عرسال شرق لبنان على الحدود السورية.
إنما اليوم وبعد الأوامر الإيرانية قَبِل حزب الله رغماً عن أنفه أن يفاوض داعش حين أصبح موضوع التفاوض رفاتاً لأحد أعضاء الحرس الثوري الإيراني وهو محسن حاجي، أي من أجل رفات جندي إيراني، دُهست كرامة شيعة لبنان بأسرهم، وكرامة شيعة العراق بأسرهم، حين قبل حزب الله نقل الدواعش للحدود العراقية بأوامر إيرانية، وكان هذا الرفات يستحق أن تذهب من أجله شيعة العراق ولبنان وسوريا معاً «فدواه هلي وكل القرابا» هذه هي قيمة العرب عند إيران شيعة كانوا أم سنة، لا يساوون رفات إيراني واحد!
وحين اشتكت العراق التي يقال إنها ولاية إيرانية وصاحت وناحت وتذمرت واعترضت ردت إيران بالبدء بعمليات تصفيات على من اعترض من المراجع الدينية الشيعية على قرارها وأولهم الشيخ فاضل البديري الذي تعرض لمحاولة اغتيال أصيب بها ونجا منها، لأنه قال إن الاتفاق المبرم بين حزب الله اللبناني وتنظيم داعش بعد نقلهم بباصات سورية مكيفة من عرسال في لبنان تحت إشراف النظام السوري إلى البوكمال ودير الزور المحاذية للحدود العراقية، تسرب منه أكثر من 300 داعشي إلى مدينة راوة العراقية بعد يوم واحد من وصولهم وفي نيّتهم التوغل أكثر باتجاه مدينة عان وهو اتفاق مرفوض.
وكذلك لفتت مصادر عراقية من التيار الصدري إلى أن العناصر الاستخباراتية الإيرانية، وبتنسيق بين نوري المالكي وسفيرهم إيرج مسجدي خلال اللقاء الأخير، اتفقت على مد وتزويد عناصر داعش بأسلحة خطيرة واسعة التدمير لاستخدامها ضد معاقل التيار الصدري الذي صرح برفضه للاتفاق وتوقعوا إحراق بغداد خلال الفترة القادمة، وقالوا إن تفجير السوق الشعبي في حي جميلة أمس، كان البداية.
هذه بعض التفاصيل المخزية في حق مَن والَى إيران حسن نصر الله الذي وافق عليها مرغماً ودافع عنها نوري المالكي وجلال الدين الصغير أحد المراجع الشيعية الموالية لإيران يقول «لا ضير لا ضير، شنو يعني، وإذا دخل 300 داعشي إلى العراق، وين المشكلة، مقابل بطولات حزب الله؟».
هكذا يبيع وكلاء خامنئي أوطانهم بالقطاعي والجملة وهكذا تتضح قيمة العرب أتباع خامنئي عنده حيث لا يساوون فلساً، وحيث يضحك عليهم بكلمتين ودمعتين ثم ينقل لهم داعش بباصات مكيفة من مدينة عربية إلى أخرى، من مكان عربي إلى آخر محافظاً عليها كالكنز وكالدجاجة التي تبيض له ذهباً، فعن طريقها نجح في خداع الشيعة المؤمنين، وستبقي إيران على داعش إلى آخر نفس فنهايتها تعني نهاية حجته بالبقاء في العواصم العربية، وبنهايتها تنتفي حاجة الشيعة له كمنقذ، فهل يتخلى عن دجاجته؟!!
ملاحظة:
على ذمة رئيسة بلدية عرسال ريما كرنبي أي أنها موجودة على الأرض التي جرت بها صفقة حزب الله وداعش تقول إن قطر وتركيا كانا الضامنين للصفقة وأن تمويلها على نفقة قطر بمبلغ يزيد عن 35 مليون دولار تم تسليم الدفعة الأولى 3 ملايين دولار عن طريق مفاوضين سوريين وأن زعيم المقاتلين الذين نقلوا في الحافلات، أبو مالك التلي، هو رفيق الجولاني زعيم النصرة المقيم في قطر.. باقي السالفة عندكم.
نقلا عن "الوطن البحرينية"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة