انتفاضة شعبية كبرى تجتاح المدن العراقية، خرج خلالها أبناء الشعب العراقي منادين بعربية بغداد، على واقع هيمنة قوى إقليمية على صناعة القرار داخل البلاد وتدخلاتهم الدائمة في الشأن الداخلي العراقي.
انتفاضة شعبية كبرى تجتاح المدن العراقية.. خرج خلالها أبناء الشعب العراقي منادين بعربية بغداد.. على واقع هيمنة قوى إقليمية على صناعة القرار داخل البلاد وتدخلاتهم الدائمة في الشأن الداخلي العراقي.. قوى استعمارية توسعية وأخرى طائفية تهدف لتقسيم بلاد الرافدين بما يخدم مصالحهم في المنطقة.. إنهما تركيا وإيران.
وأمام ذلك التدخل التركي الإيراني الفج في شؤون العراق الداخلية.. خرج الشباب العراقي هاتفا "نريد وطنا".. وهو الشعار الذي بات أكثر واقعية وتعبيرا عما يدور في العراق اليوم.. فبلاد الرافدين أصبحت ساحة لاقتسام ضيق للنفوذ، وتوزيع أضيق لثروات البلاد التي بددها الفساد المدعوم من تركيا وإيران.. الباحثتين عن تغذية الطائفية داخل البلاد.
العراق الذي عانى من حروب متتالية لعدة سنوات فضلا عن غزو أمريكي.. وتمدد لتنظيم إرهابي.. استطاع دحر وهزيمة تنظيم داعش الإرهابي عام ٢٠١٧، إيذانا بدخول العراق مرحلة سلام جديدة.. تمكنه من إعادة بناء دولة أنهكتها المشكلات والحروب خلال العقود الماضية.. كانت تلك هي أحلام أبناء العراق.. أحلام ذهبت أدراج الرياح.. خلال أقل من عامين.
قطاع كبير من سكان بلاد الرافدين ما زال يعيش في أوضاع متدهورة رغم ما يمتلكه العراق من ثروة نفطية هائلة.. نتيجة تحول بلادهم إلى ساحة للحرب بالوكالة بين النظام التركي الذي صنع داعش وأيده منذ البداية.. والنظام الإيراني الذي صنع مليشيات طائفية تابعة له في البلاد.. وهو ما نتجت عنه حالة من الاستقطاب بين أبناء الوطن الواحد.. أسفرت عن انتشار المحسوبية والفساد بشكل موسع.. فضلا عن سياسات تجويع وتعطيش الشعب العراقي الذي انتهجها الأتراك والإيرانيون خلال الفترة الماضية.
الآلاف من جموع الشعب العراقي خرجوا للتظاهر ضد الفساد.. واعتراضا على سوء الخدمات المقدمة لهم.. واحتجاجا على التدخل في شؤون بلادهم.. لكنهم خرجوا أيضا للبحث عن وطن لا يعطش ولا يجوع أبناؤه وهم يعيشون على ضفاف دجلة والفرات.