قبل أيام من الرحيل.. ما إرث عائلة أوباما "السوداء" بالبيت الأبيض؟
تقرير يصف عائلة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بـ"عائلة أمريكية بنكهة ومذاق الهوية الإفريقية"
بينما يستعد الرئيس الأمريكي الديمقراطي باراك أوباما لمغادرة البيت الأبيض مع عائلته حتى يحل سلفه الجمهوري دونالد ترامب، خلال الأيام المقبلة، بدأ الجميع الحديث عن إرث أوباما وما تركه من إنجازات وإخفاقات سياسية.
لكن صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية اتجهت بنظرها إلى ما هو أبعد من ذلك إذ تناولت، في تقرير مطول، قصة حياة أول أسرة سوداء في البيت الأبيض، متحدثة عن عائلة أوباما الزوج والرئيس، والطفلتين ساشا وماليا إلى جانب الجدة مارين روبنسون.
وخلال التقرير سعت الصحيفة إلى الإجابة عن مجموعة من الأسئلة بينها بعد 8 سنوات في البيت الأبيض، ما البصمة التي تركتها أول أسرة سوداء تدخل مقر الحكم "الواشنطنوني البيضاوي"؟ ماذا عنت وجود أسرة سوداء في البيت الأبيض للأمريكيين في جوانب حياتهم السياسية والثقافية؟ ما صدى ولايتين لرئيس أسود على مجتمع الأمريكيين من جذور إفريقية؟
ومن الجذور تأخذ الصحيفة قارئها في رحلة إلى التاريخ الأمريكي فتعود به إلى فترة العبودية للسود، وما واجهوه من مآسٍ متواصلة بسبب اختلافهم عن مجتمع الأنجلو سكسون، مشيرة إلى أن هذا المجتمع رغم الصعاب التي عاشها لعقود طويلة كان دائماً متمسكاً بهويته الثقافية؛ حيث حافظ على إرثه الخاص من أسلوب حياة وأغانٍ وأزياء وأفكار جمعتهم وأبقت على كينونتهم.
وفي سردها للتاريخ تحكي "واشنطن بوست" عن تطور مجتمع الزنوج منذ نيله حق التصويت في الانتخابات وذلك بعد نهاية الحرب الأهلية وبداية صفحة جديدة بظهور سياسيين سود مشاركين في الانتخابات العامة.
ومن هنا انتقلت الصحيفة كذلك بالحديث إلى عام 1936 حين قدم الرئيس فرانكلين روزفلت قانون "الاتفاق الجديد" حيث انطلق جيش من الكتاب تابعين لمشروع الفيدرالي الجديد في أنحاء الولايات المتحدة ليعقدوا سلسلة من الحوارات واللقاءات الشخصية مع عائلات من الزنوج بهدف كتابة التاريخ الصحيح لهؤلاء الأمريكيين، وتمكن الفريق من توثيق حياة نحو ألفي عائلة غالبيتهم في الولايات الجنوبية، ولكن هذه الروايات بقيت محفوظة في الأرشيف الفيدرالي لم تظهر للنور بعد.
وأوضحت الصحيفة أنه من منطلق التوثيق لحياة "عائلة عايشناها لمدة 8 سنوات تأتي الأهمية الحقيقية لوجود عائلة سوداء في البيت الأبيض".
وقال ويل هاي جوود معد التقرير: "لقد كانوا منا –في إشارة إلى عائلة أوباما- كانوا مثلنا، فعرفنا عاداتهم في شراء حيواناتهم الأليفة، شاهدناهم يمرحون، ويغنون ويرقصون، كانت حياتهم تحت سمع وبصر الإعلام، كانوا مثلنا ولكنهم اختلفوا عن سابقيهم" في إشارة إلى الرؤساء الأمريكيين الذين سبقوا أوباما إلى البيت الأبيض.
كما أفرد التقرير مساحة لحديث عن ميشيل أوباما وكيف أنها قدمت نموذجاً مختلفاً للسيدة الأولى مقارنة بلوا بوش، زوجة الرئيس الجمهوري جورج بوش، وهيلاري كلينتون زوجة الرئيس الديمقراطي بيل كلينتون التي أرادت دخول البيت الأبيض مجدداً كرئيسة هذه المرة وليست زوجة رئيس.
وتحدثت الصحيفة عن لورا بوش؛ إذ وصفتها بأنها "كانت هادئة الطبع، لا تهوى أضواء الصحافة والإعلام، فكانت سنواتهم الـ8 في البيت الأبيض هادئة، رغم أن العالم كان مشتعلاً بحرب -لم تضع بعد أوزارها- ضد الإرهاب.
أما السيدة هيلاري كلينتون والتي وصفتها "واشطن بوست" بـ"المسنة" فسنواتها في البيت الأبيض كانت عامرة بـ"النزاعات والفضائح".
وأضافت أنه "على الرغم من نجاح الزوج بيل كلينتون في دفع الاقتصاد الأمريكي إلى أفضل حالته خاصة بعد سلسلة الحروب -عاصفة الصحراء الأولى وتوابعها- التي خاضها المجتمع في عهد سلفه جورج بوش الأب؛ فإن فضائحه الجنسية وعلى رأسه فضيحة مونيكا لوينسكي قضت مضاجع العائلة كلينتون في البيت الأبيض".
أما بالحديث عن ميشيل أوباما فقالت الصحيفة إنها "قدمت نموذجا مختلفا، وباتت قدوة للسيدات الزنوج في مجتمعها، حيث كانت أيقونة في أزيائها، ورشاقتها، كما وضعت نظاماً غذائياً مختلفاً في البيت الأبيض يعتمد على الطبيعة أكثر، وقامت بزراعة أنواع مختلفة من الزهور نعود إلى موطنها في إفريقيا".
وتابعت أنه " في خضم أعمال البيت كانت ميشيل أوباما ذات نشاط خاص في حقل الأعمال التطوعية حيث أطلقت عددا من المشروعات تهدف إلى تمكين المرأة وحماية حقوقها، إضافة إلى رعاية طفلتيها حيث كانت ترى أن واجبها كأم يسبق أي عمل آخر.
وعن الرئيس الأمريكي باراك أوباما قالت إنه "كان كزوجته مختلفاً، حيث لم يتوقف عن حضور المسابقات الرياضية وكان مثله كمثل الأمريكيين يذهب من عائلته، كان كثيراً ما يتحرر من قيود الحلة الرسمية، وربطة العنق ويرتدي ملابس بسيطة ليشارك طفلتيه اللعب مع كلبهما.
واستطرد التقرير: "كان أوباما يترك إدارة البيت الأبيض أكثر من مرة إلى ميشيل؛ فهي القائد الأعلى هنا" مقدماً بذلك صورة مختلفة لرئيس في المقر البيضاوي مقارنة بسابقيه بوش وكلينتون.
ووصفت الصحيفة الأمريكية عائلة أوباما بـ"عائلة أمريكية بنكهة ومذاق الهوية الإفريقية".
aXA6IDMuMTQ3Ljg5LjUwIA== جزيرة ام اند امز