مجزرة معسكر مأرب.. إرهاب حوثي ينسف جهود السلام
معسكر استقبال المجندين بمنطقة "المليل" استهدف في هجوم بطائرات بدون طيار وقتل خلاله أكثر من 75 مجندا يمنيا.
طالب الناشط السياسي اليمني، أحمد الأكحلي، بضرورة إجراء تحقيق جاد وسريع في "مجزرة مأرب" والتي أسفرت عن استهداف معسكر استقبال المجندين بمنطقة "المليل" في هجوم بطائرات بدون طيار وقتل خلاله أكثر من 75 مجندا يمنيا.
وقال الأكحلي في تصريحات لـ"العين الإخبارية": "ما حدث في مأرب هو مجزرة بشعة تستوجب التحقيق أولا مع القيادات وما إذا كانت هناك اختراقات داخل صفوف الجيش قد قدمت معلومات للحوثيين حول مكان وجود القوات الجديدة"، مؤكدا أن هذه الحادثة تعد مجزرة تنسف جهود السلام.
وشدد على ضرورة اتخاذ موقف حازم من المبعوث الأممي والمجتمع الدولي حيال التهدئة المزعومة، وقال: "فلا يعقل أن تكون هناك تهدئة من طرف واحد هو التحالف والشرعية، فيما تصعد المليشيا بالشريط الحدودي والحديدة ومؤخرا في مأرب".
وجهت مليشيا الحوثي الانقلابية ضربة جديدة لجهود المجتمع الدولي في إحياء عملية السلام باليمن، وذلك بارتكاب مجزرة بحق عدد من المجندين أثناء صلاة المغرب، هي الأبشع والأكبر عددا على الإطلاق منذ 3 أعوام.
وقال مصدر عسكري لـ"العين الإخبارية"، إن رقم القتلى مرشح للزيادة مع وجود أكثر من 100 جريح حالتهم خطرة، وإن الطاقة الاستيعابية للمستشفيات في مأرب لم تعد قادرة على تقديم الرعاية الكاملة.
وكان الجنود اليمنيون يتجمعون في المسجد التابع للمعسكر أثناء الهجوم، وهو ما أدى إلى سقوط هذا الرقم من القتلى وفقا للمصدر.
ووفقا لبيان رسمي، فقد تمكنت الدفاعات الجوية من إحباط هجوم إحدى الطائرات المسيرة في الهجوم الغادر، فيما انفجرت الثانية فوق باحة المسجد المكشوف داخل معسكر المليل.
من المستفيد؟
ويقع معسكر النصر في منطقة "المليل" شمال غربي مأرب، وهو خاص باستقبال المجندين الجدد وتدريبهم لعدة أسابيع قبل إرسالهم إلى الجبهات.
وقالت مصادر عسكرية إن القوة الأكبر التي توجد حاليا في المعسكر تابعة للواء الرابع حماية رئاسية، فضلا عن كتيبة تتبع الجيش اليمني كان يتم تجهيزها لتدشين العام التدريبي والقتالي الجديد 2020.
ويبعد المعسكر التدريبي نحو 17 كيلومترا فقط من جبل هيلان الذي لا يزال تحت قبضة مليشيا الحوثي الانقلابية.
ورجحت مصادر عسكرية يمنية أن يكون إطلاق الطائرات الحوثية قد تم من معسكر العرقوب شرق صنعاء.
رد حوثي على المبعوث الأممي
وجاءت المجزرة الحوثية فيما يشبه الرد على المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن جريفيث، الذي كان قد أعلن مساء الخميس الماضي أمام مجلس الأمن، أن اليمن يشهد أكبر الأسابيع هدوءا منذ بدء الحرب، ولم تكن هناك أي حركة عسكرية على الأرض، أو هجمات بطائرات مسيرة.
ولم يُمهل الحوثيون الأمم المتحدة أكثر من 48 ساعة، حتى قاموا بنسف أحلامها وإعادة جهود إحياء السلام إلى مربع الصفر، بعد تحركات مكثفة كانت قد أفضت إلى تفاهمات غير معلنة على مشاورات جديدة.
وأكد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، في بيان صباح الأحد، أن ما وصفها بـ"الأعمال المشينة" للحوثيين، تؤكد عدم رغبتها أو جنوحها للسلام.
ولم تكتفِ المليشيا الحوثية بالهجوم الدامي في مأرب، بل قامت بزحوفات عسكرية في مديرية "نهم" شرق صنعاء، وكذلك في الحدود الشمالية لمحافظة الضالع، في مقابل التزام من القوات الحكومية والتحالف العربي بالتهدئة، بهدف إفساح المجال للتحركات الدولية لإنعاش عملية السلام.
aXA6IDMuMTQxLjI5LjIwMiA= جزيرة ام اند امز