حان الوقت لكي نكسر صندوق الإعلام المسيّس ونبحث عن الحقيقة بأنفسنا بواسطة عدة مصادر إعلامية نزهية تزيل
معظمنا يبني رأيه على ما يخرجه الإعلام من أخبار وتقارير، ولكن الحقيقة المرة أن لكل وسيلة إعلامية أجندة وأهداف وبرامج مبطنة، بحيث تنقل لنا الصورة مجزأة ومن الزاوية التي تناسبها، وتفصّل لنا الخبر بالشكل الذي يتماشى مع سياستها ومنهجها.
وما ثورة مصر بعيدة عن أذهاننا، فكيف تم إيهام الشعب حتى صدقهم إلى أن بانت الحقيقة وقامت ثورة الشعب الحقيقية على الثورة المصطنعة التي هندسها الإعلام المسيّس.
لو عرّجنا على العراق ومنذ الإطاحة بنظام صدام حسين والآلة الإعلامية تغذي فينا فكرة الطائفية بين الشيعة والسنة، بأن هناك فئة ظالمة وفئة مظلومة، إلا أنها نصف الحقيقة، فليس كل الشيعة مع إيران وأيضاً ليس كل السنة ضدها.
فهناك شيعة ضد التدخل الإيراني ويقفون لها نداً، وأيضاً هناك بعض السنة يعادون العراق والمنطقة، وهم من وقفوا في صف داعش والإخوان وغيرها من التنظيمات الإرهابية، وبالتالي علينا أن نضع العراقيين جميعاً بكل طوائفهم في دائرة واحدة ونصنفهم على أساس عراقي وطني يحب بلده، وعراقي عميل للخارج يضر بلده، بذلك يسهل علينا فلترة الأخبار من وسائل الإعلام.
إذا ذهبنا بعيداً عن تأثير الإعلام المسيّس وبعيداً عن أجنداته المسمومة، سنقترب من الحقيقة كثيراً وسنفهم ما يدور في الكواليس الإعلامية والغرف المظلمة وسنبني رأينا حول الأحداث بوضوح وتجرد.
وإذا ذهبنا إلى سوريا والأخبار الكارثية القادمة من هناك، فقد حُملت مسؤوليتها بالكامل للحكومة ومواليها، لكن ليس كل السوريين الموالين للنظام خونة وليست كل المعارضة بريئة.
فقد تبيّن لنا أن المعارضة كانت تديرها أيادٍ خارجية وتنظيمات إرهابية كالقاعدة والنصرة وداعش، واكتشفنا مؤخراً أن قطر وتركيا ترعى منظمات إرهابية في شمال سوريا، واليوم شاهدنا كيف تستخدم تركيا وقطر هؤلاء الإرهابيين للحرب في ليبيا وفي اليمن.
وإذا ذهبنا إلى ليبيا ومنذ الإطاحة بالقذافي ونظامه، وما أراده الاعلام من تصوير للموقف وكأنه ثورة شعب، ومؤخراً اكتشفنا أن ما حصل في ليبيا "فيلم دعائي" أخرج بمهارة، والحقيقة التي اكتشفناها لاحقاً بأن الثوّار ما هم إلا مجموعات إرهابية وتنظيمات ومليشيات مدعومة من الخارج، قامت بإزاحة نظام القذافي لتسيطر على مقدرات وخيرات الشعب الليبي.
واتضح لنا أن هؤلاء الإرهابيين الذين حاولوا السيطرة على الحكم في ليبيا أسوأ من نظام القذافي. ولولا الشرفاء من الليبيين الذين وقفوا في وجه المليشيات الإرهابية وانتخبوا مجلس نوّاب يمثلهم لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وبدعم من الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر لإعادة النصاب لهيكل الدولة الليبية وطرد المليشيات الإرهابية التي تحاول خنق الشعب الليبي على حساب أجندات مشبوهة.
إذا ذهبنا بعيداً عن تأثير الإعلام المسيّس وبعيداً عن أجنداته المسمومة، سنقترب من الحقيقة كثيراً وسنفهم ما يدور في الكواليس الإعلامية والغرف المظلمة وسنبني رأينا حول الأحداث بوضوح وتجرد.
ثلاثة نماذج أوردتها في مقالي هذا لكي نفهم تأثير الإعلام على أفكارنا وقراراتنا، فقد حان الوقت لكي نكسر صندوق الإعلام المسيّس ونبحث عن الحقيقة بأنفسنا بواسطة عدة مصادر إعلامية نزهية تزيل الغشاوة عن أعيننا حتى تتضح لنا الصورة واضحة وبالكامل
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة