يقول المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان إن دور المرأة لا يقل عن دور الرجل، وإن طالبات اليوم هن أمهات المستقبل، ولا يجوز انشغال الأم عن أبنائها واعتمادها على الغير في تربيتهم، ودورها هو تنشئتهم وتربيتهم.
لذا نظل عاجزين عن شكرها، وهو الأمر الذي تستحقه بجدارة. كما تلوح الأمهات دوماً كنجوم براقة في سمائنا، لا يخفت بريقها عنا لحظة واحدة نترقب إضاءتها بقلوب ولهة ونسعد بلمعانها كل ساعة، فهي كسحابة معطاءة سقت الأرض فاخضرت، كانت ولا تزال كالنخلة الشامخة تعطي بلا حدود.
وجاءت مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بإطلاق حملة «وقف الأم» لتكريم الأمهات بإنشاء صندوق وقفي بقيمة مليار درهم لدعم تعليم ملايين الأفراد حول العالم لتحظى بتفاعل مجتمعي واسع وتسابق على دعم الحملة عبر قنوات المساهمة المُختلفة، وأطلق أكثر من 120 ألف سند بعد عدة أيام على انطلاقها مشاركة في الحملة للمتبرعين بأسماء أمهاتهم برّاً بِهنّ وعِرفاناً بعطائهن.
وتتيح الحملة منذ انطلاقها إمكانية حصول المتبرع على سند المشاركة ببالغ المحبة والتقدير وتقديمه هدية إلى والدته باعتباره صدقة جارية عنها تسهم في إنشاء الصندوق الوقفي لنشر نور العلم في المجتمعات الأقل حظاً، وتمكين الملايين من الحصول على فرص لاكتساب المعارف والمهارات والارتقاء بحياتهم نحو الأفضل، وتستهدف هذه الحملة التي تنضوي تحت مظلة مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، من خلال إتاحة الفرصة لكل شخص للتبرع باسم والدته وإبراز دور الأم في توفير مناخ أسري مشجع وداعم لتعليم الأبناء، إضافة إلى ترسيخ قيم بر الوالدين والمودة والتراحم والتكافل بين أفراد المجتمع.
وكانت الاستجابات المجتمعية الشاملة للحملة من الأفراد والشركات والمؤسسات ورواد العمل الخيري والإنساني تجسد القيم النبيلة التي قامت عليها دولتنا وتعكس ثقافة البذل والعطاء المتجذرة في المجتمع الإماراتي لرفع المعاناة في أي مكان ومساعدة ملايين البشر للحصول على فرص التعليم وتحقيق النتائج الإيجابية لهذه المُبادرة التي تسهم في ترسيخ مكانة دولة الإمارات باعتبارها عاصمة عالمية للعمل الخيري والإنساني.
ستبقى الأم هي المدرسة الأولى في الانتماء والولاء لأنها عماد المجتمع ورمز العطاء فيه، ولما تقوم به من دور في تنشئة أجيال المستقبل وتزويدهم بالأخلاق الرفيعة، ليكونوا دوماً قادرين على التمسك بالقيم الإنسانية النبيلة من أجل تحقيق الخير لأنفسهم والتقدم لمجتمعهم ووطنهم، فكل عام وجميع الأمهات بخير وصحة وسعادة.
نقلا عن صحيفة الخليج
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة