يتميز مجتمع الإمارات بعادات وسمات عربية أصيلة أسسها الآباء المؤسسون، منها التواصل الإنساني والتلاحم المجتمعي بين الحكام وأفراد المجتمع من مواطنين ومقيمين.
ومتانة علاقة الحكام الكرام بعضهم ببعض، وترابطهم واتحادهم واتصالهم الدائم والمستمر، وعلاقاتهم الاستراتيجية والدبلوماسية الطيبة مع الدول والشعوب من أجل نهضة الوطن والمواطن وتحقيق التنمية المستدامة.
نرى مجالسهم العامرة تستقبل المهنئين من كل الجنسيات والأعمار وبدون تمييز، ونرى في اللقاءات الوطنية والعائلية اهتمام قيادتنا الرشيدة بالأسرة باعتبارها نواة المجتمع وأساس تنشئة جيل واع ومتماسك، حيث الكبير يعطف ويرحم الصغير، والصغير يقدّر ويحترم الكبير ويجالسه ويتعلم منه.
وعلى الرغم من جداولهم المزدحمة فإنهم يبادرون بتهنئة الدول الشقيقة والصديقة من خلال زيارتهم أو إرسال البرقيات وإجراء الاتصالات الهاتفية، إلى جانب حرصهم على معايدة متابعيهم في منصات التواصل الاجتماعي.
وتفردت دولة الإمارات بتركيزها على الاستثمار في الإنسان منذ مرحلة التأسيس حتى يومنا هذا، لإيمانها بأهمية رأس المال البشري، كونه المحرك الأساسي لخططها التنموية ومسيرتها النهضوية، فبادرت بتسليح مواطنيها بالعلم والمعرفة والمهارات المختلفة، وإشراكهم في صنع القرارات المستشرفة للمستقبل، التي من شأنها تعزيز رفاهيتهم وجودة حياتهم وتنمية فكرهم، وقد ارتبط العلم والتواصل الاجتماعي في مجتمع الإمارات بالمجالس التي يلتقي فيها أفراد المجتمع من الكبار والصغار وأصحاب العلوم والمعارف للتباحث وتبادل الأفكار والآراء والاستفادة من بعضهم بعضاً.
ولعل أبرز مثال يمكننا الإشارة إليه والإشادة به هو «مجلس محمد بن زايد»، الذي يعد منارة فكرية لغرس القيم ونشر العلم والحوار الإنساني البناء من خلال استضافته لنخبة من أهم الشخصيات العالمية وأكثرها تأثيراً، لتسليط الضوء على أبرز القضايا التي تتعلق بالتنمية المستدامة والحفاظ على البشرية والتطور التكنولوجي والرقمي والصحة واستشراف المستقبل والذكاء الاصطناعي واقتصاد المعرفة والأبحاث والفضاء والتعليم وجودة الحياة.
ويأتي إحياء المجالس في كافة إمارات الدولة، تأكيداً على أننا نحظى بقيادة واعية لديها رؤية واضحة وخريطة طريق محددة منذ عهد الآباء المؤسسين. والمطلع على استراتيجية «نحن الإمارات 2031» يلاحظ أنها رؤية جديدة وخطة عمل وطنية تستكمل من خلالها دولة الإمارات مسيرتها التنموية للعقد القادم، وتركز على الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والاستثمارية والتنموية، وتسعى إلى تعزيز مكانتها كشريك عالمي، ومركز اقتصادي جاذب ومؤثر، وإبراز النموذج الاقتصادي الناجح للدولة، والفرص التي توفرها لكافة الشركاء العالميين بسواعد أبنائها المخلصين والمتلاحمين مجتمعياً ووطنياً.
نقلا عن صحيفة الخليج
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة