مسبار الأمل.. احتفاء بريادة الإمارات فضائيا
الإمارات بقيادتها الحكيمة تقدم للعالم درسًا في قوة الإرادة وحجم الطموح وتحديداً في هذه الظروف الاستثنائية التي يعيشها العالم بأسره
شهدت عملية انطلاق "مسبار الأمل" في رحلته التاريخية إلى المريخ زخما عربيًا واسعًا واحتفاءً كبيرًا بريادة دولة الإمارات.
وأكد سياسيون وعلماء أن الإمارات بقيادتها الحكيمة تقدم للعالم درسًا في قوة الإرادة وحجم الطموح وتحديداً في هذه الظروف الاستثنائية التي يعيشها العالم بأسره بسبب جائحة فيروس "كورونا" المستجد.
ويجسد المشروع طموح دولة الإمارات وسعي قيادتها الرشيدة المستمر إلى تحدي المستحيل وتخطيه وترسيخ هذا التوجه كقيمة راسخة في هوية الدولة وثقافة أبنائها.
وبدأ كفكرة طموحة قبل نحو 6 سنوات حين أعلنت قيادة دولة الإمارات عن مشروع إرسال أول مسبار عربي إسلامي للكوكب الأحمر من أجل دراسة غلافه الجوي.
ويؤسس لاقتصاد مستدام مبني على المعرفة ويعزز مكانة دولة الإمارات في مجال استكشاف وعلوم الفضاء ويرسخ مساهمتها في مجال الاكتشافات العلمية لخدمة الإنسانية والمجتمع العلمي.
وفي سبتمبر/ أيلول الماضي، أصبح هزاع المنصوري، أول رائد فضاء إماراتي، وكان ضمن فريق مكوّن من ثلاثة أفراد انطلقوا من كازاخستان نحو محطة الفضاء الدولي. والمنصوري أول عربي يزور محطة الفضاء الدولية.
إلا أن طموح الإمارات الأكبر يقوم على بناء مكان للبشر على سطح المريخ خلال المئة عام القادمة بحلول سنة 2117.
** رسالة للأجيال
وقال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، إن "مسبار الأمل هو إنجاز يمثل نقطة تحول للعالمين العربي والإسلامي في مجال الفضاء".
وأضاف في تغريدة على تويتر: "الوصول للمريخ لم يكن هدفه علمياً فقط ... بل هدفه أن نرسل رسالة للجيل الجديد في عالمنا العربي بأننا قادرون .. وبأن لا شيء مستحيل .. وبأن قوة الأمل تختصر المسافة بين الأرض والسماء".
** حدث عالمي
الدكتور عبدالعزيز آل الشيخ، المدير التنفيذي للهيئة السعودية للفضاء إن مشروع "مسبار الأمل" مشروع مهم جداً، وهذا حدث عالمي، ينتظره أبناء الإمارات وأبناء العالمين العربي والإسلامي، ودول العالم بشكل عام، في ظل أهميته العلمية الكبيرة.
وأضاف: "إن إنشاء المجموعة العربية للتعاون الفضائي يترجم أهمية تعميم الخبرة والمنفعة في هذا المجال بين العرب، كما أن مشروع مسبار الأمل سوف يسجل للعرب والإمارات حضورهم في سجل الفضاء العالمي، وسيستفيد من البيانات والمعلومات سيجمعها المسبار، مراكز البحث والعلوم والمراكز المختصة بالعلوم الفضائية".
وأكد أن "العالم يتطلع إلى هذه المهمة بشكل خاص، مثلما أن للمملكة العربية السعودية بكل علاقاتها الاستراتيجية، نظرة خاصة إلى هذا المشروع".
** مهمة الأمل
عالم الفضاء والجيولوجيا المصري الأمريكي بوكالة ناسا الأمريكية، فاروق البارز، أشاد بمهمة الأمل، مشيراً إلى أهميتها العظيمة.
وأضاف الباز أن المهمة سترصد اﻟﺘﻐﯿﺮات اﻟﻤﻨﺎﺧﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻐﻼف اﻟﺠﻮي اﻟﺴﻔﻠﻲ لكشف اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯿﻦ اﻟﺘﻐﯿﺮات اﻟﻤﻨﺎﺧﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻄﺒﻘﺔ اﻟﺴﻔﻠﻰ ﻣﻦ اﻟﻐﻼف اﻟﺠﻮي ﻟﻠﻤﺮﯾﺦ، وﻓﻘﺪان ﻏﺎزي اﻟﻬﯿﺪروﺟﯿﻦ واﻷﻛﺴﺠﯿﻦ ﻣﻦ اﻟﻄﺒﻘﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻟﻐﻼﻓﻪ اﻟﺠﻮي، وبهذا نفهم تكوّن الكثبان الرملية على سطح المريخ.
** العرب قادرون
رشا غنيم، رئيس مختبر أبحاث الفضاء بمعهد البحوث الوطني لعلم الفلك والجيوفيزياء في مصر، قالت إن إطلاق الإمارات مسبارها إلى المريخ، أمر يدعو للفخر لكل العرب، لأنه في النهاية إنجاز يوضح للعالم أن العرب قادرون على سبر أغوار الفضاء، والمشاركة بقوة في صناعة الحضارة الإنسانية الحديثة.
وأضافت غنيم في تصريحات صحفية: "نجاح التجربة الإماراتية الرائدة ستخلق حالة من المنافسة بين العديد من الدول العربية، للحاق بالتطور التكنولوجي الكبير في هذا المجال الحيوي، كما أنه سيوفر للباحثين في مختلف التخصصات الكثير من المعلومات التي سينتهي إليها المسبار، وهي معلومات ستوفرها الإمارات لمختلف الباحثين، بحكم ما بينها وكل الدول العربية من روابط أخوة حقيقية، وهذه المشاركة تكتسب أهميتها من كونها ستكون خالصة، بين باحثين ينتمون لنفس اللغة والدين، وهو أمر يختلف كثيراً عمّا تسمح به العديد من المراكز البحثية الغربية، التي لا تشارك ما تتمكن من الوصول إليه من معلومات، إلا في نطاق ضيق".
** إنجاز للعرب جميعا
وقال الشيخ شخبوط بن نهيان بن مبارك آل نهيان، سفير دولة الإمارات لدى السعودية إن "جهود أبناء الإمارات كانت عظيمة ومباركة، ومنذ إطلاق فكرة المسبار عام 2014 بدأ التنفيذ، وهذا دليل على ثقة قيادة الدولة بأبناء الإمارات، خصوصاً أن المسبار بني بطاقات وكفاءات إماراتية، كما أن الفريق الإماراتي تعامل مع تحديات كبيرة، واستطاع أن يتجاوزها".
وأضاف: "القيادة بثت فينا جميعاً روح العزم والقوة والتحدي، وكانت تتابع كل التفاصيل أولاً بأول، وهذا الإنجاز الذي يعد إماراتياً، هو إنجاز أيضاً لأبناء دول الخليج العربي، والعرب عموماً، الذي يقدم لهم بارقة أمل، ولهذا سمي مسبار الأمل".
وتابع الشيخ شخبوط بن نهيان بن مبارك آل نهيان: "العلاقات الإماراتية السعودية علاقات وطيدة جداً، وأنا كلي أمل أن نرى تجربة شبيهة قريباً في السعودية، خاصة مع وجود الهيئة السعودية للفضاء التي يرأس مجلس إدارتها الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، ونرجو أن تتمكن الإمارات والسعودية، من القيام بعمل مشترك قريباً، على صعيد الفضاء".
وأكد: "من خلال عملي سفيراً لدولة الإمارات في السعودية، لمست اهتمام كبار المسؤولين هنا بالعلاقات مع الإمارات، وهي علاقات استراتيجية في كل المجالات، سواء على مستوى التنسيق السياسي، أو العمل الاقتصادي، أو وجود عشرات الاتفاقيات والمبادرات، وأعتقد بكل ثقة أن المستقبل يجمعنا على كافة الأصعدة" .
** طموح وإرادة وطنية
عضو المجلس الوطني الاتحادي الإماراتي، أسامة الشعفار، قال إن دولة الإمارات باتت بفضل قيادتها الحكيمة وعزيمة أبنائها مساهماً فعالاً في دفع مسيرة المعرفة في مجال صناعة الفضاء عالمياً.
وأشار إلى أن هذا الإنجاز العلمي الذي يرسخ مكانة الإمارات في قطاع صناعة الفضاء يعد إحدى ثمار المسيرة التنموية الشاملة التي تشهدها الدولة.
وذكر أن الإمارات بقيادتها الحكيمة تقدم للعالم درساً في قوة الإرادة وحجم الطموح وتحديداً في هذه الظروف الاستثنائية التي يعيشها العالم بأسره بسبب جائحة فيروس «كورونا» المستجد «كوفيد 19»، مواصلة طريق النجاح على المستويين المحلي والدولي، معتبراً «مسبار الأمل» الذي ينطلق بكوادر إماراتية استكمالاً واستمراراً للإنجازات التي حققتها وتحققها الدولة منذ قيامها.
من جانبه، قال عضو المجلس الوطني الاتحادي، ضرار بالهول الفلاسي، إن المهمة العلمية التاريخية إلى المريخ عبر «مسبار الأمل»، تؤكد من جديد أن دولة الإمارات باتت بفضل قيادتها الحكيمة وعزيمة أبنائها رائدة في قطاع الصناعات الفضائية في المنطقة وبناء كوادر علمية، تسهم في دفع عجلة الحضارة والتنمية التي تشهدها الإمارات ودفع مسيرة المعرفة في مجال الفضاء عالمياً.
وأضاف أن ميزة هذه المهمة الرائدة هي أنها تأتي بيد الكوادر العلمية الإماراتية الشابة المعول عليها في بناء المستقبل وتعزيز مكانة الإمارات عالمياً، مؤكداً أن انطلاق المهمة في موعدها يعني إصرار الإمارات على تحدي الصعاب، وترجمة طموحاتها العلمية على أرض الواقع مهما كانت الظروف.
وشدد الفلاسي على أن انطلاق المهمة الإماراتية إلى المريخ، يعكس حجم الطموح الإماراتي، ويثبت أن الطموح الإماراتي لا حدود له على الإطلاق.
aXA6IDMuMTQ1LjE3Ni4yMjgg جزيرة ام اند امز