تفاصيل الاستعدادات المصرية لعودة السياح الروس
في منتجعات البحر الأحمر وجنوب سيناء استعدّت العمالة المدربة والمؤقتة لاستقبال أولى رحلات الطيران الروسي بعد غياب أكثر من عامين.
يستقبل مطار القاهرة، الأربعاء، أول رحلة طيران روسية منتظمة بعد غياب دام لأكثر من عامين، عقب حادث سقوط الطائرة الروسية بشرم الشيخ في 31 أكتوبر/تشرين الأول 2015.
وتفقّد مطار القاهرة الدولي، الثلاثاء، وفد من وزارة النقل الروسية لمتابعة إجراءات الأمن، وذلك قبل وصول أولى الرحلات الروسية خلال الساعات المقبلة، كما يتابع الوفد إجراءات إقلاع الطائرة الروسية من المطار عقب وصولها بساعة؛ للتأكد من سلامة كل الإجراءات التي تم الاتفاق عليها قبل استئناف الرحلات.
ويتوقع مراقبون حدوث طفرة هائلة في أعداد السياحة الوافدة إلى مصر خلال الفترة القادمة؛ نظرا لتعلق السياح الروس بالمقصد المصري خاصة منتجعات البحر الأحمر وجنوب سيناء (الغردقة، شرم الشيخ، الجونة، مرسى علم، دهب، طابا، سهل حشيش، رأس غارب).
الخبير السياحي عصام علي، قال لـ"العين الإخبارية" إن حالة من الارتياح تنتاب القطاع السياحي في مصر خاصة في شرم الشيخ والغردقة ومرسى علم، حيث استعدت الفنادق والمنتجعات منذ شهر يناير/كانون الثاني الماضي باستقدام عمالة جديدة واستدعاء العمالة المؤقتة والمدربة، فيما اعتبره العاملون في السياحة إنفراجة لأزمة تجاوزت عامين.
ووفقا لمنظمة السياحة العالمية، تعتبر مدينة الغردقة المقصد الأكثر تفضيلا بين السياح الروس، إذ تستقطب أكثر من 50 % من الوفود الروسية القادمة إلى مصر، بينما تأتي شرم الشيخ في المرتبة الثانية بنسبة 39 %، وتتوزع النسب الأخرى على المقاصد المختلفة وأهمها القاهرة ومرسى علم.
ويزور مصر سنويا، 3.1 مليون سائح روسي وفقا لمؤشرات عام 2015، قبل فرض حظر السفر، بينما تمثل عائدات السياحة الروسية من 2.5 إلى 3 مليار دولار وفقا لتقديرات نفس العام.
وربط الخبير السياحي زيادة أعداد السياح الروس خلال الشهور المتبقية من العام الحالي، بقدرة الجانب المصري على إقناع موسكو بعودة الطيران الشارتر إلى جانب الرحلات المنتظمة، مشيرا إلى أن الأعداد قد تصل بنهاية العام إلى مليوني سائح، بينما تبلغ الإيرادات 3.5 مليار دولار نتيجة لتعويم العملة.
ويشير "علي" إلى أن توقيت عودة الطيران بين البلدين أتاح لمصر متسعا من الوقت خلال الشهور المتبقية لاستقطاب أعداد كبيرة من السياح كانت تنتوي السفر إلى تايلاند وتركيا وفيتنام، غير أن تعلقهم بالمقصد المصري سيغير من خططهم.
ومن المقرر أن تنطلق 3 رحلات أسبوعية من مطار موسكو تابعة لشركة إيروفلوت الروسية، بينما تنطلق 3 رحلات أسبوعيا تابعة لشركة مصر للطيران من القاهرة إلى موسكو.
ومن جانبه يقول محمد عادل، مسؤول علاقات عامة بفندق ومنتجع سياحي بشرم الشيخ، إن الروح المعنوية للعاملين بالسياحة ارتفعت بعد فترات من الإحباط منذ أواخر عام 2015.
وقال إن السياح الروس يمثلون الأغلبية بين زائري شرم الشيخ، لذلك ترتبط المؤشرات السياحية ارتفاعا وانخفاضا بهم، كما أنهم من محبي المكوث طويلا فقد تستغرق رحلاتهم شهرين أو أكثر لبعض الأفواج.
ولفت إلى أن الجانب الإيجابي لغياب السياح الروس على مدار سنتين كان في تنويع التسويق للمنتجعات المصرية في بلاد أخرى، حتى صرنا نستقبل أعدادا كبيرة من ألمانيا وإنجلترا ووكرانيا وبيلاروسيا والمجر والبوسنة والهرسك وغيرها من الدول الإسكندنافية السويد والدنمارك والنرويج، إضافة إلى السياح العرب من السعودية والإمارات والبحرين.
ويقول عماري عبدالعظيم رئيس شعبة السياحة والطيران السابق، لـ"العين الإخبارية" إن عودة الرحلات المنتظمة مؤشر خير للسياحة، لكن القطاع السياحي يأمل في عودة الرحلات الشارتر، والذي يتوجه مباشرة إلى المقاصد السياحية.
وأضاف أن الطيران المنتظم سيجبر السائح على التوجه إلى القاهرة ومنها أي المقاصد الأخرى، وهو ما يعني زيادة التكلفة بالإضافة إلى الزيادة في سعر تذاكر الطيران.
وتوقع عماري أن تواصل الحكومة المصرية مجهوداتها في المفاوضات مع الجانب الروسي لاستعادة الطيران السياحي الشارتر خلال الفترة المقبلة.