ما هي قصة بناء الكعبة المشرفة.. ومن وضع الحجر الأسود؟

يبحث الكثير من المسلمين عن قصة بناء الكعبة المشرفة، وتتردد في أذهانهم العديد من الأسئلة، حول من بنى بيت الله الحرام، ومتى بُنيت، ومن وضع الحجر الأسود؟

تعتبرالكعبة المشرفة هي أول بيت للمسلمين، وقبلتهم في الصلاة، مما جعل الكثير من الأشخاص يبحثون عن قصة بناء الكعبة وكيفية بنائها. فقد قال الله تعالى في سورة آل عمران الآية 96 عن الكعبة:

"إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ".

قصة بناء الكعبة مختصرة

فقد وردت قصة بناء الكعبة في السنة النبوية أن سيدنا إبراهيم أخبر ابنه إسماعيل عن أمر ربه ببناء الكعبة.

وقد وافق سيدنا إسماعيل وامتثل لأمر الله عز وجل. فقد قال له سيدنا إبراهيم:

"أوَ تُعينني، قال: وأُعينك، قال إبراهيم: إنَّ الله أمرني أن أبني ها هنا بيتاً له".

وقد أشار إلى تلة مرتفعة، وهي موضع رفع القواعد التي وضعتها الملائكة، ثم بدأ سيدنا إسماعيل بتحويل الحجارة ليبني سيدنا إبراهيم الكعبة.

وعندما ارتفع البناء جاء سيدنا إسماعيل بحجارة ليقف عليها سيدنا إبراهيم ويستطيع تكملة البناء، واستمر سيدنا إبراهيم في مناولته بالحجارة، وكانا يقولان:

"رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ".

قصة بئر زمزم.. من تحت قدم إسماعيل ظل نقيا طاهراً لآلاف السنين

تاريخ بناء الكعبة

تعددت الأقاويل حول تاريخ بناء الكعبة، حيث يُقال أن سيدنا إبراهيم عليه السلام هو أول من بنى الكعبة المشرفة.

لما ورد في سورة البقرة الآية 127:

"وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيم".

بناء الكعبة في عهد الرسول

قبل بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس سنوات، اجتمع كبراء قريش ليناقشوا تجديد الكعبة، حيث قد أصابها تصدع في الجدران، بعد أن بناها سيدنا إبراهيم عليه السلام من قبل.

فقد روي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أنه قال: 

"لما بُنيت الكعبة ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم والعباس ينقلان الحجارة، فقال العباس للنبي صلى الله عليه وسلم: اجعل إزارك على رقبتك يقيك الحجارة، وفعل ذلك قبل أن يبعث فخر إلى الأرض، فطمحت عيناه في السماء، فقال: إزاري، إزاري، فشده عليه". رواه البخاري .

عدد مرات بناء الكعبة

اختلف العديد من العلماء في تحديد عدد مرات بناء الكعبة، ولكن قد روي عن الإمام النووي في كتابه تهذيب الأسماء واللغات أنه قال عن بناء الكعبة:

"وقد بنيت ‌الكعبة الكريمة خمس مرات: إحداها: بناء ‌الملائكة قبل آدم".

قصة جبل عرفة وفضل الوقوف به.. ولماذا هو الركن الأعظم من الحج؟

قصة بناء الكعبة مختصرة للأطفال

وعندما نقص قصة بناء الكعبة على الأطفال يجب علينا أن نحرص على تبسيط المعلومات لهم، وتقديمها بصيغة تناسب أعمارهم، كما يلي:

قصة بناء الكعبة والحجر الأسود

اشتركت جميع قبائل قريش في بناء الكعبة، حيث أرادوا رفعها وتسقيفها، لهذا قاموا بهدمها أولًا، ثم جمعوا الحجارة لبنائها.

ولكن اختلفوا في موضع الركن لعدة أيام. وقد اجتمعوا على أن أول من يدخل عليهم المسجد يحكم بينهم، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أول من دخل المسجد، وأجمعوا أن يحدد هو موضع الركن.

وقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بوضع الحجر الأسود قبل الذهاب إلى البعثة بوقت قليل.

فقد قاله عليه الصلاة والسلام:

"هَلُمّ إليّ ثوبًا، فأتي به، فأخذ الركن فوضعه فيه بيده، ثم قال: لتأخذ كل قبيلة بناحية من الثوب، ثم ارفعوه جميعًا، ففعلوا حتى إذا بلغوا به موضعه، وضعه هو بيده ثم بُني عليه".

متى بنى بيت الله الحرام ومن الذي بناه؟

هناك العديد من الروايات التاريخية التي تشير إلى أن الكعبة المشرفة قد بُنيت عدة مرات، كما يلي:

من بنى الكعبة ولماذا؟

فقد بني الله تعالى بيتًا في السماء وهو البيت المعمور، ويطلق عليه صراح، ثم أمر الملائكة ببناء الكعبة لتكون على نفس القدر.

كما يُقال أن أول من بنى الكعبة هو سيدنا أدم عليه السلام وشيث ابنه. 

وكذلك يُقال أن من بناها بعدهم النبيين إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، والعمالقة وجرهم وقصى بن كلاب وقريش وعبد الله بن الزبير، والحجاج بن يوسف والسلطان مراد الرابع والذي قد وضع الباب المذهب، والذي مازال موجود في الكعبة حتى الآن.

في يوم عرفة.. أهم وصايا النبي في خطبة الوداع وآخر ما قاله

كيف تم بناء بيت الله الحرام؟

حدد سيدنا إبراهيم مكان القواعد، التي قد وضعتها الملائكة. وأشار إلى تلة، وطلب من ولده إسماعيل أن يساعده وأن يأتي بالحجارة فقط لبناء الكعبة بدون استخدام طين أو غيره، ولم يجعل لها سقف ولا باب.

فقط ترك فتحة في الجدار الشرقي لها لتميز البيت. وبعد أن ارتفع البناء أحضر سيدنا إسماعيل حجارة لأبيه إبراهيم ليستطيع تكملة بناء الكعبة.

متى أمر الله سيدنا ابراهيم ببناء الكعبة؟

أمر الله عز وجل سيدنا إبراهيم عليه السلام ببناء الكعبة بعد طوفان سيدنا نوح عليه السلام.

كيف عرف إبراهيم مكان الكعبة؟

من المعروف أن قواعد البيت كانت موجودة من قبل، حيث قد وضعتها الملائكة، ثم دُفنت في الأرض.

حتى أمر الله عز وجل سيدنا إبراهيم ببناء الكعبة وعرفه مكان القواعد ليبني فوقها بيت الله الحرام.

من الذي ساعد إبراهيم عليه السلام في بناء الكعبة؟

احتاج سيدنا إبراهيم عليه السلام لابنه إسماعيل ليساعده في بناء الكعبة، حيث كان يأتي بالحجارة له ويساعده.

هل ذكر بناء الكعبة في القران؟

قال الله عز وجل في سورة البقرة الآية 127:

"وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا
تَقَبَّلْ مِنَّا ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ، رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا
مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا
وَتُبْ عَلَيْنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ".

وأخيرًا، الكعبة هي بيت الله الحرام، الذي وضعه الله للمسلمين ليعبدوه ويحجوا بها. وليكون حرمًا لهم.

ولهذا حرص المسلمون على تجديدها وترميمها على مر العصور ليحافظوا عليها.