انتحار قطر سياسياً واقتصادياً

قطر لبست ثوباً أكبر من ثوبها، ثوب «العظمة» ولم تدرك لليوم أنها تبخرت وأصبحت دخاناً

حين تنظر للمشهد العام للأزمة الحالية وما تفعله قطر، تضع سؤالاً عريضاً وكبيراً، لماذا تفعل قطر كل ذلك؟ لماذا قطر تراهن بمستقبل دولة وشعب ووطن؟ ما كل مبررات قطر منذ تولي حمد بن خليفة الحكم ثم تنازله لابنه تميم عن الحكم؟ لماذا تفعل كل ذلك؟ جنون العظمة، السيطرة على الدول من خلال معارضيها، أكثر من 20 سنة وقطر تستنزف مقدراتها المالية بمليارات الدولارات لماذا؟ واليوم جاء الحساب السياسي وراهنت قطر على كل جواد خاسر، من الإخوان المسلمين، من معارضي الدول، من الثورات التي لم تقدم الخبز لشعوبها.

كل ما راهنت عليه قطر سقط، وستسقط مع الحساب اليوم من خلال دول المقاطعة التي وصلت لمرحلة عدم الصمت والسكوت، والغريب مع كل ذلك أن قطر تستمر بالتصعيد وكأنها تصر بأقصى حد، ولعل السبب هنا أن كل أحلامها ومخططاتها على مدى 20 سنة تبخرت كما تبخرت ملياراتها بلا قيمة وثمن ومعنى.

والأغرب استمرار قطر بالكذب والتوقيع على المواثيق والمعاهدات ثم ما يوقّع بالليل يُمسح بالليل نفسه وليس نهار اليوم التالي، قطر الآن تكشف كل أوراقها بقيادة سياسية تفتقد كل الحصافة السياسية واحترام دول خليجية جارة لها تتوحد معها باللغة والدين والجغرافيا وكل شيء، وتتمسك بالجانب «الشريف» الإيراني كما يقول سفيرها، هل نستعرض ما فعلت إيران بدول الخليج والمنطقة؟ من لبنان إلى اليمن ومن مصر للعراق؟.

ماذا تريد قطر؟ لماذا لا تنظر لدبي وكيف تميزت اقتصادياً بدون موارد بربع ما لدى قطر؟ لماذا لا تلتفت لشعبها وتبني دولتها وتمارس كل ما تريد بعيداً عن تدخلها «بالدول» وكأنها اللاعب الرئيس في هذا العالم؟ قطر لبست ثوباً أكبر من ثوبها، ثوب «العظمة» ولم تدرك لليوم أنها تبخرت

قطر تمارس اليوم سياسة «القط المذبوح» الذي ينازع بكل شيء، معتقدةً أن هناك من سيثق بها مجدداً، واستغربت جداً حجم هذه الأكاذيب والتدليس الذي تمارسة بلا توقف؛واستعانت بكل شيء، فحلمها يتبخر ذهب مع الريح حيث لا وجود له، وما زالت المملكة تمارس سياسة الحلم لأقصى درجة وضبط النفس.

ووفق ما تمارسه قطر ضد المملكة وباقي الدول يمكن لي القول إن دول المقاطعة تمارس أقصى سياسات ضبط النفس، حين نعلم أن قطر تهدد وجود هذه الدول أساساً، ماذا تريد قطر؟ لماذا لا تنظر لدبي وكيف تميزت اقتصادياً بدون موارد بربع ما لدى قطر؟ لماذا لا تلتفت لشعبها وتبني دولتها وتمارس كل ما تريد بعيداً عن تدخلها «بالدول»، وكأنها اللاعب الرئيس في هذا العالم؟.

قطر لبست ثوباً أكبر من ثوبها، ثوب «العظمة» ولم تدرك لليوم أنها تبخرت وأصبحت دخاناً، ووقفت دول المقاطعة موقف الحازم والعازم، ومهما فعلت قطر ومن يسبح في فلكها ستخسر بلاشك، لأنها على باطل وأمام دول مارست أقصى درجات ضبط النفس، والمملكة بقيادة الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد حازمة وعازمة على وقف تهور قطر لمصلحة قطر وشعبها، والتاريخ سيسجل ذلك.

نقلا عن "الرياض"