هدنة اللحظة الأخيرة.. غزة تحبس أنفاسها في اليوم اليتيم
لحظاتٌ حبس فيها سكان غزة أنفاسهم، وهم يترقبون استراحة جديدة للقطاع الذي مزقته الحرب الإسرائيلية.
وفي اللحظات الأخيرة، وقبل دقائق فقط من انتهاء هدنة اليوم السادس، اتفقت تل أبيب وحماس على تمديد وقف القتال في غزة ليوم آخر بعد أن قالت الحركة إنها ستطلق سراح المزيد من الرهائن الإسرائيليين، وفقا لوزارة الخارجية القطرية.
وأكدت اسرائيل أنها تلقت "لائحة" جديدة بأسماء رهائن من نساء وأطفال محتجزين في قطاع غزة سيفرج عنهم، اليوم الخميس، مقابل إطلاق سراح معتقلين فلسطينيين من السجون الإسرائيلية بموجب اتفاق الهدنة مع حركة حماس.
وشهد اليومان الماضيان، محادثات مكثفة، في محاولة للتوصل إلى اتفاق بشأن التمديد الثاني لوقف القتال.
وقبل الإعلان عن التمديد، قال مسؤولون إسرائيليون إن حماس لم تقدم قائمة بأسماء النساء والأطفال الذين يمكن إطلاق سراحهم بموجب المعايير المتفق عليها إذا تم تمديد وقف إطلاق النار ليوم آخر.
لكن حماس، أعلنت أن إسرائيل رفضت عرضها بالإفراج عن سبع نساء وأطفال وجثث ثلاثة آخرين احتجزوا كرهائن وماتوا في "قصف" على غزة.
وقالت حركة حماس إن هؤلاء هم كل النساء والأطفال الذين تمكنت من تحديد مكانهم. حيث تحتجز حركة الجهاد الإسلامي وجماعات أخرى في غزة بعض الرهائن.
وكانت حكومة الحرب الإسرائيلية قد صوتت بالإجماع ليلة الأربعاء على أنه إذا لم تقدم حماس بحلول الساعة السابعة صباحا بالتوقيت المحلي قائمة بأسماء الرهائن وفقا للمعايير المتفق عليها، فإن القتال سوف يُستأنف.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن تل أبيب تلقت "قبل الساعة السابعة صباحا بقليل" قائمة بأسماء النساء والأطفال الذين يمكن إطلاق سراحهم يوم الخميس.
وفيما لم يذكر مكتب نتنياهو عدد الرهائن الذين سيتم تسليمهم، ذكر مسؤول إسرائيلي أن القائمة الجديدة تشمل ثماني نساء وأطفال، وليس 10 كما في الأيام السابقة، بحسب ما أورده موقع "إكسيوس" الأمريكي.
ووفق مسؤولين إسرائيليين كبار فإن القائمة وصلت بعد أن رفع الجيش حالة التأهب قبيل استئناف محتمل للأعمال القتالية.
وبدأ سريان الهدنة في 24 نوفمبر/تشرين الثاني، وكان يفترض أن تنتهي الخميس عند الساعة السابعة صباحا (الخامسة ت غ) إلا أنه تم تمديدها في اللحظة الأخيرة.
وبموجب اتفاقات الهدنة التي تخللها أيضا دخول مساعدات لقطاع غزة، أطلقت حماس سراح أكثر من 95 رهينة، من بينهم أمريكيان، في حين أطلقت إسرائيل سراح 210 فلسطينيين من السجون الإسرائيلية.
وفي هجومها المباغت يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ضد بلدات إسرائيلية، أسرت حماس أكثر من 240 شخصا، من بينهم العديد من الأمريكيين.
كما قُتل ما لا يقل عن 1200 شخص في ذلك الهجوم، بحسب مسؤولين إسرائيليين، مقابل نحو 15 ألف قتيل فلسطيني في القصف الإسرائيلي على قطاع غزة.
وقد أتاح وقف القتال فترة راحة قصيرة لـ 2.4 مليون فلسطيني يعيشون في غزة والذين كانوا تحت القصف الإسرائيلي العنيف منذ بدء الحرب.
ضغوط دولية على وقع تهديدات إسرائيلية
وبينما تتزايد الدعوات في جميع أنحاء العالم لوقف دائم لإطلاق النار، تعهدت إسرائيل بمواصلة الحرب "بقوة عسكرية كاملة" بعد انتهاء الهدنة الإنسانية للقتال.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت هذا الأسبوع: "سنقاتل في القطاع بأكمله".
وتؤكد إسرائيل أن هدفها من الحرب هو "تدمير" حماس وإعادة جميع الرهائن.
مكالمة مهمة
وفيما تسود المخاوف من مرحلة جديدة للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، كُشف النقاب عن تفاصيل مكالمة بين بايدن ونتنياهو بشأن جنوب القطاع
وبحسب ما طالعته "العين الإخبارية" في موقع "إكسيوس" الأمريكي، فقد عبّر الرئيس جو بايدن، لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد الماضي، عن قلقه بشأن عملية عسكرية إسرائيلية محتملة في جنوب غزة بعد انتهاء الهدنة الحالية للقتال.
ونقل "إكسيوس" عن مسؤولين أمريكيين اثنين أن إدارة بايدن تشعر بقلق بالغ من أن تؤدي العملية الإسرائيلية في جنوب قطاع غزة – حيث يتركز مليونا فلسطيني – إلى وقوع المزيد من الضحايا المدنيين بشكل كبير وتعميق الأزمة الإنسانية في القطاع.
وقال المسؤولان إن مكالمة بايدن الهاتفية مع نتنياهو، يوم الأحد، ركزت بشكل خاص على مخاوفه بشأن العملية الإسرائيلية في جنوب قطاع غزة.
وأبلغ بايدن، نتنياهو، أن الطريقة التي عملت بها إسرائيل في شمال غزة، والتي تضمنت هجوما واسع النطاق وثلاث فرق مدرعة ومشاة، لا يمكن تكرارها في الجزء الجنوبي من القطاع بسبب ملايين الفلسطينيين الموجودين هناك الآن. وفق المصدر نفسه.
وبحسب مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين، فقد أبلغ نتنياهو بايدن بأن العملية في الجنوب ضرورية لتحقيق هدف إسرائيل المتمثل في تدمير حماس وأن الجمهور الإسرائيلي لن يقبل وقف العملية العسكرية الآن.
لكن بايدن، يريد من الولايات المتحدة وإسرائيل إجراء المزيد من المناقشات حول الخطط العملياتية للجيش الإسرائيلي في جنوب غزة قبل أية عملية من هذا القبيل. وهو ما وافق عليه نتنياهو، بحسب مسؤولين أمريكيين.
في السياق ذاته، كشف مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون أن محادثتين مماثلتين جرتا في الأيام الأخيرة بين وزير الدفاع لويد أوستن ونظيره الإسرائيلي يوآف غالانت.
بلينكن في إسرائيل
في هذه الأثناء، وصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إلى إسرائيل، فجر الخميس، للضغط باتجاه تمديد الهدنة، وإدخال مزيد من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وهذه ثالث زيارة لبلينكن إلى الشرق الأوسط - والسادسة له إلى إسرائيل - منذ بدء الحرب.
زيارةٌ تأتي قبيل ساعات من انتهاء مفاعيل هدنة مؤقتة تعمل الأطراف المعنية بصورة حثيثة على تمديدها.
ومن المقرر أن يلتقي بلينكن الخميس في القدس عددا من المسؤولين الإسرائيليين، في مقدمهم الرئيس إسحق هرتسوغ ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
كما سيتوجه الوزير الأمريكي إلى الضفة الغربية للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله.