المعارضة التركية ترفض مجددا إرسال قوات لليبيا: سنصوت ضد ذلك
زعيم المعارضة التركية كمال قليجدار أوغلو يقول إن سياسات أردوغان ستجلب للبلاد الضرر وليس النفع.
رفض زعيم المعارضة التركية، كمال قليجدار أوغلو، مجددا إرسال قوات من بلاده إلى ليبيا، مشيرا إلى أن نواب حزبه سيقفون ضد تمرير المذكرة التي سيناقشها البرلمان في هذا الشأن بعد أيام.
جاء ذلك في تصريحات صحفية أدلى بها قليجدار أوغلو، زعيم حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية، بحسب ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة "سوزجو" المعارضة، الأحد.
وقال قليجدار أوغلو: "نعارض بشدة قيام القوات المسلحة التركية بأي مهام على الأراضي الليبية، وسنصوت ضد المذكرة التي سيناقشها البرلمان بهذا الخصوص".
ووجّه انتقادات للسياسة الخارجية لنظام الرئيس رجب طيب أردوغان، مؤكدا أنها "ستجلب الضرر للبلاد وليس النفع، وكل من لديه ضمير يجب أن يرى ذلك".
واعتبر زعيم المعارضة التركية أن "هذه السياسات قائمة على إرضاء الإخوان المسلمين".
وأوضح أن "تركيا لا تمتلك سياسة خارجية سليمة وصائبة، هذه السياسة نحددها وفق مصالح الإخوان المسلمين، وهذا ما شاهدناه في النموذج المصري"، في إشارة إلى تعامل أردوغان مع مصر إبان حكم الجماعة الإرهابية وما أصبح عليه الحال بعد الإطاحة بهم.
وخاطب أردوغان قائلا: "في سوريا فعلتم ما فعلتم لأنكم لا تعترفون بحكومة الأسد؟ ولكنكم تعترفون بالحكومة الليبية؛ فلماذا ستذهبون إلى ليبيا إذن؟!".
وتابع قليجدار أوغلو: "على تركيا أن تعقد لقاءات بين الطرفين في ليبيا وأنت تكون سببا في تحقيق السلام لا تعميق الفرقة".
وأضاف: "لا نريد أن تسيل دماء جنودنا خارج الحدود. ما الدافع وراء إرسال جنودنا لكي يسقطوا شهداء خارج البلاد؟”.
وردا على قول أردوغان، في سياق محاولته استقطاب التيارات القومية والعلمانية في البلاد، إن مؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك ذهب إلى ليبيا، قال قليجدار أوغلو: "هذه المرة الأولى التي أرى فيها أحد قياديي الدولة لا يمتلك معلومات عن تاريخ بلاده".
وشرح ذلك قائلا: "ليبيا كانت تابعة للدولة العثمانية حينما توجه إليها أتاتورك. ماذا تنتظر من قيادي عسكري عثماني من أجل حماية أراض عثمانية؟ بالتأكيد سيذهب إلى هناك، وسيدافع عن الأراضي".
ولكن تلك الأراضي الآن -بحسب ما ذكره المعارض التركي- تابعة للدولة الليبية، متسائلا: "ما المبرر الذي يدفعنا للذهاب إلى هناك؟ لقد أرسلت دبابات ومدرعات، ماذا سيحدث الآن في ليبيا؟".
ووقع نظام أردوغان مع السراج أواخر الشهر الماضي اتفاقا أمنيا وعسكريا موسعا، كما وقّع الطرفان على نحو منفصل مذكرة تفاهم حول الحدود البحرية.
وندد نواب أوروبيون بتلك الاتفاقية، مؤكدين رفضهم هذه الاتفاقية التي تخالف القرارات والمواثيق الدولية.
وتنخرط تركيا في دعم حكومة فايز السراج بالعاصمة الليبية، طرابلس، والتنظيمات الإرهابية والمليشيات المسلحة التابعة له بالمال والسلاح، على الرغم من قرار مجلس الأمن الدولي حظر توريد السلاح إلى ليبيا منذ 2011.
ومنذ بدء عملية "طوفان الكرامة" التي أطلقها الجيش الوطني الليبي في أبريل/نيسان الماضي لتحرير طرابلس من التنظيمات الإرهابية والمليشيات المسلحة أسقطت القوات المسلحة أكثر من 30 طائرة تركية مسيرة تابعة للمليشيات.
aXA6IDMuMTQ0LjQwLjIxNiA= جزيرة ام اند امز