الإمارات وكوريا الجنوبية.. عقود من الشراكة الاقتصادية المثمرة
شراكة قوية بين الإمارات وكوريا الجنوبية تمتد لأكثر من أربعة عقود، شملت كافة المجالات الاقتصادية، ويؤسس البلدان لمرحلة جديدة من التعاون القوي.
ووقع البلدان في عام 2018 شراكة استراتيجية أسهمت في تعزيز الفرص التي تؤسس أسواقا وقنوات اقتصادية جديدة خارج كوريا الجنوبية والإمارات.
ووصل إلى دولة الإمارات، مساء أمس السبت، مون جاي إن، رئيس جمهورية كوريا الجنوبية، في زيارة رسمية للبلاد.
واستقبل الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الأحد، الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن، في مقر إكسبو 2020 دبي.
وقال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في تغريدة على حسابه بموقع تويتر: "أثناء استقبال الرئيس الكوري الجنوبي اليوم في إكسبو 2020 دبي، علاقاتنا التي تمتد 41 عاماً تتطور بشكل متسارع مع كوريا والتي تشكل الإمارات الشريك التجاري الأكبر لهم في المنطقة.. ونسعى لشراكة استراتيجية اقتصادية شاملة معهم".
واحتفلت كوريا بيومها الوطني في إكسبو 2020 دبي، اليوم الأحد، بحضور مون جاي إن، رئيس جمهورية كوريا الجنوبية، والسيدة الأولى كيم جونغ-سوك، حيث كان باستقبالهم الشيخ نهيان مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايّش بدولة الإمارت العربية المتحدة والمفوض العام لإكسبو 2020 دبي.
وتبرز ملفات الطاقة النظيفة، وقطاع النفط، والسياحة، والخدمات اللوجستية، إضافة إلى التعاون الثقافي كأبرز أوجه التعاون بين الإمارات وكوريا الجنوبية.
وتسعى كوريا الجنوبية والإمارات لتوسيع نطاق التعاون الثنائي ليشمل العديد من المجالات منذ أن فازت كوريا الجنوبية بصفقة تبلغ قيمتها 20 مليار دولار في عام 2009 لبناء أربعة مفاعلات نووية ضمن محطة "براكة" للطاقة النووية بالإمارات.
وتمثل محطة "براكة" للطاقة النووية السلمية أحد أبرز المشاريع الاستراتيجية بين الدولتين، والنقطة الفارقة في تاريخ علاقات البلدين بالنظر إلى حجم المشروع وما تمثله المحطة من قيمة مضافة لقطاع الطاقة الإماراتي.
وستلبي المحطة 25% من احتياجات الإمارات من الطاقة عندما تبدأ العمل بكل طاقتها، مما سيخفض من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري بمقدار 21 مليون طن سنويا.
وفي المقابل تعد الإمارات ثاني دولة مصدرة للنفط إلى كوريا الجنوبية، وثاني مستورد من كوريا في منطقة الشرق الأوسط، حيث تشمل الصادرات الكورية الرئيسة لدولة الإمارات المنتجات الإلكترونية والسيارات والمعدات والمنشآت النفطية، فيما تشمل صادرات الإمارات الرئيسة إلى كوريا الجنوبية النفط الخام والمنتجات البترولية والألمنيوم وغاز البترول المسال.
وتسعى الإمارات وكوريا الجنوبية إلى تعزيز تعاونهما في عدد من القطاعات الحيوية والتي تتضمن التكنولوجيا والمشاريع الصغيرة والمتوسطة والطب والتعليم والرعاية الصحية.
وتعد السياحة الإماراتية من الروافد المهمة في تطوير العلاقة بين البلدين، حيث بلغ عدد الإماراتيين الذين يزورون كوريا الجنوبية سنويا نحو 11 ألف شخص، وفي المقابل فإن هناك أكثر من 200 ألف مواطن كوري جنوبي يزورون دولة الإمارات سنوياً بغرض السياحة.
وتسعى الإمارات وكوريا إلى الدفع بعلاقاتهما الثنائية في مجالات جديدة.
ونجحت كوريا الجنوبية خلال العقود الماضية في تحقيق معجزة تنموية حولتها من دولة تئن تحت وطأة الحروب والصراعات الداخلية، واقتصاد يعتمد تماما على الزراعة وصيد الأسماك، ومستوى تعليم منخفض، إلى دولة تمثل قوة اقتصادية عالمية ونموذجا للتطور المبني على الابتكار والمعرف.
وشكل عام 1961 نقطة انطلاق في مسيرة التنمية في كوريا الجنوبية مع وصول الرئيس بارك تشونج إلى الحكم، حيث أعلن عن خطة اقتصادية خمسية حققت نموا اقتصاديا بمعدل 8.9% بين عامي 1962 و1966.
وانصب اهتمام كوريا الجنوبية في تلك الفترة على المهارات التقنية وتطوير الصناعة وخفض كلف الإنتاج، بهدف تعزيز الصادرات، وهو ما أهلها لامتلاك العشرات من كبرى الشركات العالمية في مجال الصناعة.
فيما تعد كوريا اليوم من أكبر الكيانات الاقتصادية في العالم، فهي ثالث أكبر مصدّر لأشباه الموصلات في العالم، وأحد أبرز مصنعي السيارات والهواتف المحمولة، والتقنية الحديثة، كما تحتل المراكز الأولى ببراءات الاختراع سنوياً، واقتصادها يضيف ما بين 180 و300 ألف وظيفة كل عام، وتسجل صادرات تقدر بـ580 مليار دولار في السنة.
aXA6IDE4LjE4OC4yMDUuOTUg جزيرة ام اند امز