الإمارات وأنغولا.. علاقات متنامية تعززها قمم وزيارات متبادلة

تشكل أولى زيارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات إلى أنغولا نقلة نوعية في علاقات البلدين.
وتجسد الزيارة حرص دولة الإمارات على تعزيز العلاقات مع أنغولا ودفعها إلى آفاق أرحب من جانب، ومواصلة تطوير التعاون في المجالات التنموية مع دول القارة الأفريقية من جانب آخر.
كما تعكس جهود الإمارات المتواصلة لتعزيز العلاقات وإقامة الشراكات ودعم الازدهار والاستقرار والتنمية في القارة السمراء.
وتأتي الزيارة التاريخية للشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى أنغولا التي يبدأها اليوم الأحد، بعد 8 زيارات أجراها رئيس أنغولا جواو مانويل غونسالفس لورينسو إلى الإمارات منذ توليه الرئاسة سبتمبر/أيلول 2017، بينهم 5 زيارات في عهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات الذي تولى مقاليد الحكم مايو/أيار 2022.
شهدت تلك الزيارات عقد 5 قمم ولقاءات بين الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ورئيس أنغولا، تم خلالها بحث سبل تعزيز العلاقات بين البلدين.
ثالث مباحثات خلال 3 أشهر
وتعد القمة المرتقبة في لواندا عاصمة أنغولا هي السادسة بين الزعيمين، بعد 5 قمم ولقاءات جمعتهما في أبوظبي، فيما تعد المباحثات المرتقبة بينهما خلال الزيارة هي الثالثة خلال 3 شهور.
وكان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان قد تلقى 11 يوليو/تموز الماضي اتصالاً هاتفياً من رئيس أنغولا بحثا خلاله مسارات التعاون والعمل المشترك في مختلف المجالات خاصة الاقتصادية والتجارية والتنموية والطاقة المتجددة وغيرها من الجوانب الحيوية والفرص المتوفرة لتطوير آفاق التعاون بما يخدم أولويات التنمية ويعود بالخير والنماء على البلدين وشعبيهما.
كما تطرق الجانبان خلال الاتصال إلى عدد من القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك، وتبادلا وجهات النظر بشأنها، مؤكدين الحرص المتبادل على دفع العلاقات بين دولة الإمارات وأنغولا إلى الأمام خاصة في المجالات التنموية والاقتصادية بما يسهم في تحقيق الازدهار الاقتصادي المستدام ويلبي تطلعات شعبي البلدين نحو المستقبل.
جاء هذا الاتصال بعد نحو شهر من مباحثات هاتفية بين الزعيمين يوم 8 يونيو/حزيران الماضي، بحث خلالها الزعيمان علاقات التعاون بين بلديهما وسبل دعمها وتنميتها بما يخدم أولويات التنمية ويعود بالخير والنماء على الجميع.
وتناول الجانبان عدداً من القضايا محل الاهتمام المشترك وتبادلا وجهات النظر بشأنها.. مؤكدين اهتمامهما بدفع علاقات التعاون بين دولة الإمارات والدول الأفريقية إلى الأمام خاصة في المجالات التنموية والاقتصادية بما يسهم في تحقيق الاستقرار والازدهار الاقتصادي المستدام للجميع ويلبي تطلعاتهم نحو المستقبل.
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في هذا السياق حرص دولة الإمارات على مواصلة تطوير التعاون في المجالات التنموية مع دول القارة الأفريقية، انطلاقاً من نهج الدولة الراسخ في بناء شراكات تنموية فاعلة وبناءة تحقق مصلحة الجميع في التقدم والازدهار.
قمم في أبوظبي
وقبيل تلك المباحثات، أجرى رئيس أنغولا 8 زيارات للإمارات في مارس/آذار 2024، وديسمبر/كانون الأول 2023، ومارس/آذار 2023، ويناير/ كانون الثاني 2023، ومايو/أيار 2022، وديسمبر/ كانون الأول 2021، ويناير/ كانون الثاني 2019، وأكتوبر/تشرين الأول 2018.
وشهدت تلك الزيارات عقد 5 قمم ولقاءات بين الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ورئيس أنغولا في (18 مارس/آذار 2024، و11 مارس/آذار 2023، و15 يناير/كانون الثاني 2023، و13 يناير/كانون الثاني 2019)، إضافة إلى لقاء جمع الزعيمين في 20 مايو/أيار 2022 خلال تقديم رئيس أنغولا التعازي في وفاة رئيس الإمارات الراحل الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.
وبحث الزعيمان خلال تلك القمم واللقاءات علاقات التعاون بين البلدين في مختلف المجالات خاصة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والتنموية، إضافة إلى الطاقة المتجددة والفرص المتوفرة لتطويرها بما يخدم المصالح المشتركة ويعزز رؤية البلدين نحو التنمية والازدهار المستدام، وفرص تعزيز شراكات بناءة خلال المرحلة المقبلة في المجالات التي تخدم التنمية في البلدين.
وأكد الزعيمان الحرص المشترك على تنمية التعاون في المجالات المختلفة وتوسيع قاعدة المصالح المشتركة في القطاعات التي تخدم التنمية في البلدين. كما تبادل الجانبان وجهات النظر بشأن عدد من القضايا التي تهم البلدين.
زيارات ودلالات
أيضا كان لافتاً حرص رئيس أنغولا، على مشاركة دولة الإمارات المناسبات الدولية الهامة، التي فازت باستضافتها وتبرز ثقة العالم فيها، وتعد إنجازاً بارزاً لها، تتويجاً لعلاقات البلدين، وتعبيراً عن الثقة في الدور الإماراتي البارز لمواجهة مختلف التحديات، ودعم الازدهار والاستقرار في المنطقة والعالم.
وأجرى رئيس أنغولا زيارة للإمارات ديسمبر/كانون الأول 2023 للمشاركة في مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP 28).
والتقى على هامش الزيارة، الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة وبحث معه العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها.
واستعرض اللقاء فرص تطوير التعاون الثنائي القائم بين دولة الإمارات وأنغولا خاصة في المجالات الاقتصادية والتنموية بما يخدم رؤية البلدين لمجتمع مستدام ومستقبل مزدهر.
وأشاد الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان بعلاقات الصداقة والتعاون التي تجمع بين دولة الإمارات وأنغولا، وشدد على أهمية دعمها وتعزيزها بما يعود بالخير على البلدين والشعبين الصديقين.
كما سبق أن أجرى رئيس أنغولا زيارة أخرى، في ديسمبر/كانون الأول 2021، استقبله خلالها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بمقر "إكسبو 2020 دبي".
وأعرب الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عن اعتزاز دولة الإمارات بعلاقات الصداقة والشراكة التي تجمعها بجمهورية أنغولا في مختلف المجالات، والحرص على اكتشاف المزيد من الفرص للارتقاء بهذا التعاون بما يخدم المصالح المشتركة ويعزز جهود التنمية الشاملة في البلدين.
وتناول اللقاء بحث العلاقات الثنائية وما تشهده من تطور على مختلف الأصعدة لا سيما على المستويين الاقتصادي والاستثماري.
وأكد الجانبان أهمية العمل على استحداث مزيد من آليات التعاون التي تكفل زيادة التبادل التجاري في ضوء النمو والتطور المضطرد في حجم التبادلات التجارية بين البلدين.
وتطرق النقاش إلى استعراض عدد من الموضوعات محل الاهتمام المشترك، وأبرز المستجدات الإقليمية والعالمية، وما تتطلبه المرحلة الراهنة من زيادة حجم التعاون الدولي للتغلب على التحديات المشتركة العابرة للحدود، ولدعم جهود التنمية العالمية المستدامة.
وخلال الزيارة نفسها، استقبل الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس أنغولا والوفد المرافق.
وأشاد الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان خلال اللقاء بعلاقات الصداقة والتعاون التي تجمع دولة الإمارات وأنغولا وأهمية دعمها وتعزيزها بما يعود بالخير على البلدين وشعبيهما.
وبحث الجانبان مجالات التعاون الثنائي خاصة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والآفاق المستقبلية لتعزيزها وتطويرها بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين.
آفاق واعدة
ويرتقب أن تسهم الزيارة المرتقبة للشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى أنغولا وما يتخللها من مباحثات وما يسفر عنها من نتائج في دفع العلاقات بين البلدين إلى آفاق واعدة بما يصب في مصلحة البلدين بشكل خاص، وشعوب القارة الأفريقية بشكل عام.