القمر الصناعي الإماراتي "خليفة سات" يستقر في مداره بنجاح
70 مهندساً ومهندسةً إماراتيين قاموا بتصنيع "خليفة سات" أول قمر صناعي إماراتي بالكامل.
أعلن مركز محمد بن راشد للفضاء نجاح إطلاق القمر الصناعي الإماراتي "خليفة سات"، الذي يُعد أول قمر صناعي إماراتي صُنع بالكامل بأيدي مهندسين إماراتيين 100%، وهو الآن مستقر في مداره بنجاح.
ويعتبر "خليفة سات" من أكثر الأقمار الصناعية تطوراً في فئته، وهو مُخصص لأغراض مراقبة ورصد الأرض، حيث تم الإطلاق من مركز "تانيغاشيما" الفضائي في اليابان على متن الصاروخ (H-IIA).
وتابع الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس مركز محمد بن راشد للفضاء، أول اتصال مع "خليفة سات" من المحطة الأرضية في مقر المركز، حيث أعرب عن عظيم سعادته بهذا الإنجاز الكبير الذي يمثل إضافة مهمة تحققت بسواعد أبناء الإمارات وشبابها الذين يعانقون بطموحاتهم عنان السماء، ونجاح جديد في مسيرة تحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية لقطاع الفضاء، وتأكيد ريادة دولتنا في هذا المجال إقليمياً وعالمياً.
ووجه الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، أسمى آيات التهاني والتبريكات للشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ولشعب الإمارات، بهذا الإنجاز التاريخي الذي وصفه بأنه يمثل خطوة جديدة تقترب بها دولة الإمارات من المستقبل الذي تنشده مبرهنةً امتلاكها كافة مقومات التميز في مجال العلوم الحديثة التي تتخذ منها أساساً لجهود التطوير والتنمية في شتى قطاعاتها.
وأكد ولي عهد دبي بالغ اعتزازه بهذا الإنجاز المهم الذي يضيف فصلاً جديداً إلى سجل تميز الإمارات، ويؤهل لمرحلة غير مسبوقة تثبت فيها دولتنا جدارتها بتصدر المشهد العلمي في المنطقة، بأيدي أبنائها المخلصين الذي ساهموا في تقديم سلسلة من الإنجازات المشرّفة، ليس فقط في المجال العلمي الذي تتجلى ملامح التفوق فيه بإطلاق القمر الاصطناعي "خليفة سات" بنجاح، ولكن أيضا في شتى المجالات بما يرقى إلى تطلعات دولة الإمارات قيادةً وشعباً، موجهاً تحية إعزاز وتقدير لكل من ساهم في هذا الإنجاز لاسيما الطاقم الهندسي والعلمي الإماراتي الذي تم بناء القمر على يديه بنسبة 100%، بما تمثله تلك الخطوة من قيمة علمية عالية ومردود استراتيجي كبير.
وقال: "مع احتفائنا بعام زايد، وبينما نحن على مشارف الاحتفال بمناسبات وطنية غالية، يسرنا أن نحتفل اليوم كذلك بإنجاز مهم حققه أبناء الإمارات ليؤكدوا به أن دولتنا لا تكتفي بمواكبة ركب التطور العالمي، بل تحرص على أن تكون في مقدمة صفوفه كشريك في قيادة جهود التطوير نحو مستقبل واعد يحمل الخير لمنطقتنا والعالم، وينعم فيه الجميع بأسباب التقدم والازدهار. نشدُّ على أيدي شبابنا وندعوهم لمضاعفة العمل نحو قمم علمية جديدة، ليرسّخوا الثقة الكبيرة التي تضعها دولة الإمارات قيادة وشعبا في جيل الشباب وقدرتهم على تحمل مسؤولية البناء والتطوير على أكمل وجه ممكن".
فور وصول "خليفة سات" إلى مداره حول الأرض على ارتفاع 613 كيلومتراً تقريباً، بعد 85 دقيقة من إطلاقه، استقبلت محطة التحكم الأرضية داخل مركز محمد بن راشد للفضاء أول إشارة من القمر الصناعي بنجاح. ومن المنتظر أن يبدأ "خليفة سات" بإرسال الصور والبيانات التي يلتقطها إلى محطة التحكم تِباعاً، حيث يوفر صورا عالية الوضوح وبمواصفات تتوافق مع أعلى معايير الجودة في قطاع الصور الفضائية على المستوى العالمي بدقة تبلغ 0.7 متر بانكروماتي 2.98 أمتار في نطاقات متعددة الأطياف، إذ تعتبر درجة الوضوح التي تتميز بها صور "خليفة سات" من الأعلى عالمياً، وذلك لتلبية احتياجات المؤسسات الحكومية والخاصة حول العالم.
يتميز "خليفة سات" بخاصية استثنائية من حيث الوزن، فهو يعد من أفضل الأقمار الصناعية في فئته الوزنية، في مجال توفير الصور عالية الجودة، حيث يبلغ طوله مترين ووزنه 330 كيلوغراماً، كما تقدر سرعة القمر الصناعي بـ 7 كلم/ثانية، بما يقارب 14 دورة ونصف حول الأرض يومياً.
ويمتلك "خليفة سات" خمس براءات اختراع، ويتضمن سبعة ابتكارات فضائية تشمل: كاميرا تصوير ذات درجة وضوح عالية؛ وتقنيات لزيادة سرعة تنزيل الصور؛ وتقنية للتواصل مع القمر من أي مكان في العالم؛ وتقنيات لتحريكه في الفضاء الخارجي لتوفير صور ثلاثية الأبعاد بكمية أكبر؛ إضافة إلى تقنية للتحكم الآلي بالقمر؛ وتقنية لتحديد مواقع التصوير؛ وكذلك إدخال تحسينات على سرعة الاستجابة وتطوير دقة تحديد مكانية عالية.
يوفر صوراً ثلاثية الأبعاد بدقة عالية وسرعة استجابة فائقة
يتميّز "خليفة سات" بنظام متطور لتحديد المواقع يوفر عدداً كبيراً من الصور ثلاثية الأبعاد في المرة الواحدة بدقة عالية وبسرعة استجابة فائقة، وسيتم استخدام هذه الصور في جهود رصد التغيرات البيئية وتأثيرات الاحتباس الحراري في العالم، وإدارة التخطيط العمراني بشكل فعّال، فضلاً عن مساعدة جهود الإغاثة أثناء الكوارث الطبيعية. كما يمتاز "خليفة سات" بسعة تخزين كبيرة وسرعة عالية في تحميل الصور والبيانات، ما يتيح التقاط عدد أكبر من الصور في وقت أقل.
ثالث قمر صناعي يطوره مركز محمد بن راشد للفضاء
"خليفة سات" هو ثالث قمر صناعي يطوره مركز محمد بن راشد للفضاء، بعد كل من "دبي سات-1" و"دبي سات-2" ويتميّز عن نظيريه السابقين بأنه أول قمر صناعي في الإمارات والمنطقة يتم تطويره بالكامل على أيدي فريق مختص من المهندسين الإماراتيين.
مواصفات تقنية عامة لـ "خليفة سات"
يتخذ القمر الصناعي تصميماً سداسي الأضلاع، ويتم تزويده بالطاقة عن طريق أربعة ألواح شمسية قابلة لإعادة التوزيع مثبتة على جوانب الهيكل، ويتألف الناقل من سطحين ولوح علوي واقٍ من الشمس مصنوع من مادة البلاستيك المقوى بألياف الكربون لحماية نظام التصوير من الإشعاعات الكونية الضارة وأشعة الشمس والتقلبات الحادة في درجات الحرارة.
وحدة تحكم أرضية للقمر الصناعي
تدعم المحطة الأرضية بمركز محمد بن راشد للفضاء في دبي القمر الصناعي "خليفة سات" من خلال ثلاثة أنظمة فرعية أساسية هي: النظام الفرعي للهوائي والترددات الراديوية، حيث يتم إصدار أوامر التصوير، وإرسال التعليمات إلى القمر الصناعي، واستقبال المعلومات، إضافة إلى تحميل الصور المرسلة من خلال تغذية إكس باند X-band.
aXA6IDMuMTM1LjI0Ny4xNyA= جزيرة ام اند امز