السودان في 2024.. حرب تبعثر خريطة السيطرة والنفوذ
في 2024، شهد السودان تحولًا استراتيجيًا في موازين القوى بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مع تغييرات كبيرة في مناطق النفوذ.
وبعد مرور أكثر من 18 شهرا من اندلاع الحرب في السودان بين الجيش السوداني، وقوات "الدعم السريع"، فإن كل طرف يقاتل بشراسة لبسط سيطرته ونفوذه ميدانيًا، ما أدى إلى اتساع رقعة القتال وتصاعد أعداد القتلى والجرحى وارتفاع معدلات النزوح والجوع.
- السودان في 2024.. حركات مسلحة تتخلى عن «الحياد» وتؤجج الحرب
- اجتماع موريتانيا وأزمة السودان.. مسار جديد أم توحيد لمبادرات الحل؟
السيطرة والنفوذ
ومع تصاعد وتيرة المعارك، أعلن الجيش السوداني، في 5 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، استعادة سلسلة "جبال مويا" في ولاية سنار وسط السودان، التي سيطرت عليها قوات "الدعم السريع" في أواخر يونيو/حزيران الماضي، قاطعة طرق الإمداد عن ولايات النيل الأبيض والجزيرة وكردفان ودارفور؛ كما حركت قوات من الجبل لاجتياح معظم مدن ولاية سنار الوسطية، بما فيها عاصمتها سنجة.
كما أعلن الجيش السوداني، في 23 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، استعادة السيطرة على مدينة "سنجة" عاصمة ولاية سنار، بعد تحريك قواته من الدندر والسوكي وسنار والنيل الأزرق، حيث تحركت ببطء نحو المدينة مستعيدة البلدات والقرى.
- «الدعم السريع» عند تخومها.. البرهان في جنوب السودان لتأمين «الحدود»
- بركان صراع البرهان و«الإخوان» يلفظ حممه.. كيف تتأثر حرب السودان؟
وفي 29 يونيو/حزيران الماضي، التفتت قوات "الدعم السريع" على قوات الجيش السوداني في مدينة سنار، وتوغلت إلى عمق أكثر من 60 كيلومترًا عبر الطرق الترابية الوعرة لتسيطر على مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار.
وتأتي سيطرة الجيش على سلسلة "جبال مويا" و"سنجة" في سياق عملية عسكرية بدأها في الخرطوم اعتبارًا من 26 سبتمبر/أيلول الماضي، قبل أن تتوسع لتشمل سنار والجزيرة ودارفور؛ في أول محاولة كبرى لاستعادة المناطق الخاضعة لسيطرة الدعم السريع.
ومؤخرًا، توغلت قوات "الدعم السريع" في ولاية النيل الأزرق، وسيطرت على منطقتي "قلي" و"بوط" في محاولة للتوسع والنفوذ وفتح خطوط إمداد جديدة مع دولة جنوب السودان.
وأفادت مصادر عسكرية "العين الإخبارية"، بأن قوات "الدعم السريع" انسحبت تدريجيًا من مدينة "سنجة"، واتجهت نحو ولاية النيل الأزرق وبدأت في إحكام سيطرتها تدريجيًا على بعض القرى والبلدات، وصولا إلى الدمازين، عاصمة الولاية.
ومنذ اندلاع الحرب في منتصف أبريل/نيسان 2023، يسيطر الجيش السوداني، وفق مصادر عسكرية تحدثت لـ "العين الإخبارية"، على ثكنات عسكرية ومواقع استراتيجية، أبرزها "سلاح الإشارة"، ومعسكر "الكدرو"، ومعسكر "الأسلحة"، ومعسكر "حطاب"، ومعسكر "العيلفون" بمدينتي بحري وشرق النيل.
ووفق المصادر العسكرية، فإن الجيش يسيطر أيضًا على مقر "القيادة العامة" وسط العاصمة الخرطوم، وسلاح "المدرعات"، وسلاح "الأسلحة" جنوبي العاصمة، و"سلاح المهندسين"، و"السلاح الطبي"، وكلية "القادة والأركان"، و"الاحتياطي المركزي"، وقاعدة "وادي سيدنا" العسكرية بمختلف وحداتها وثكناتها العسكرية، بمدينة أم درمان غربي العاصمة الخرطوم.
وبعد النصف الأول من العام الثاني للحرب، حقق الجيش السوداني تقدمًا نسبيًا في مدينتي الخرطوم وبحري.
وبدأ الجيش تحركه من أم درمان قبل أسابيع، حيث عبرت أول قوات كبيرة جسر النيل الأبيض وتوغلت في حي "المُقرن" بعد معارك عنيفة مع قوات "الدعم السريع"، وصولًا إلى قلب العاصمة.
خريطة سيطرة الدعم السريع
وطبقا للمصادر العسكرية، فإن قوات "الدعم السريع" تسيطر على "مصفاة الجيلي"، و"قرى الصناعية"، ومعسكر "المظلات"، ومعسكر "الجيلي"، ومعسكر "السواقة"، ومعسكر "أبوكراتين"، ومعسكر "الجريف شرق"، ومعسكر "كافوري"، في مدينتي بحري وشرق النيل.
ووفق المصادر العسكرية، فإن قوات "الدعم السريع" تسيطر على مواقع استراتيجية بالعاصمة الخرطوم، أبرزها: "القصر الرئاسي"، و"جياد الصناعية"، و"مطار الخرطوم"، و"بنك السودان المركزي"، و"برج شركة زين للاتصالات"، و"برج الفاتح"، ومبنى "رئاسة الوزراء"، ومنطقة "السوق العربي"، ومقر "الاستراتيجية العسكرية"، و"أرض المعسكرات سوبا"، و"المدينة الرياضية"، و"معسكر الباقير"، ومعسكر "الدفاع الجوي"، ومقر "الاحتياطي المركزي"، معسكر "طيبة"، ومقر "جهاز الأمن والمخابرات"، ومباني "فرع الرياضة العسكري".
إضافة إلى مباني "معهد الاستخبارات العسكرية"، وأكاديمية "الأمن العليا"، وإدارة "العمليات الخاصة"، مقر "الشرطة العسكرية"، "اللواء الخامس مشاة"، و"المنطقة المركزية"، و"وزارة الداخلية"، ووزارة "الخارجية"، و"كلية الشرطة"، ومقر "رئاسة الوزراء"، وبقية جميع مباني الوزارات والمؤسسات الحكومية والمستشفيات ومقار الشركات العامة والخاصة.
خريطة الكباري
وحسب المصادر العسكرية، يسيطر الجيش السوداني على كوبري "كوبر" وكوبري "الحديد"، من اتجاه الخرطوم، وكوبري "الحلفايا" وكوبري "السلاح الطبي"، وكوبري "الفتيحاب"، وكوبري "شمبات" من ناحية مدينة أم درمان، ومقر "الإذاعة والتلفزيون" بحي "الملازمين" بمدينة أم درمان.
بينما تسيطر القوات على كوبري "سوبا"، ومدخل كوبري "الحلفايا" من اتجاه بحري، ومدخل كوبري "شمبات" من اتجاه بحري، ومدخل كوبري "كوبر" من اتجاه بحري، وكوبري "القوات المسلحة" من اتجاه بحري، وكوبري "توتي"، وكوبري "السلاح الطبي" من ناحية الخرطوم، وكوبري "الفتيحاب" من ناحية الخرطوم، وكوبري "سوبا"، وكوبري "خزان جبل أولياء"، ومدخل ولاية الخرطوم من اتجاه الشمال شارع التحدي، ومدخل ولاية الخرطوم، من اتجاه شارع مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة، ومدخل ولاية الخرطوم من ناحية ولاية النيل الأبيض.
خريطة الولايات
يتقاسم الجيش السوداني، وقوات "الدعم السريع" السيطرة على بعض الولايات والمدن الكبيرة، إذ يسيطر الجيش بالكامل على ولايات البحر الأحمر، الشمالية، نهر النيل، كسلا، القضارف، والنيل الأزرق.
ويتقاسم الجانبان السيطرة على ولايات شمال دارفور، غرب كردفان، وسنار، أما في ولايات الجزيرة، النيل الأبيض، وجنوب كردفان، فتتفاوت نسب السيطرة بين الجيش السوداني و"الدعم السريع".
وتسيطر قوات "الدعم السريع" على ولايات جنوب، شرق، وغرب دارفور، بالإضافة إلى أجزاء واسعة من الحدود مع تشاد وأفريقيا الوسطى، كما تتحرك بحرية على الحدود الشمالية الغربية مع ليبيا.
كما انفتحت قوات "الدعم السريع" مؤخرًا إلى ولاية النيل الأزرق في محلية "التضامن"، في خطوة جديدة لفتح خطوط إمداد جديدة مع دولة جنوب السودان.
خريطة الأحياء السكنية
لأول مرة، بدأ الجيش السوداني مؤخرًا عمليات هجومية لاستعادة أجزاء مهمة من مدينتي الخرطوم وبحري، حيث نجح في السيطرة على كوبري "الحلفايا" من جهة بحري، وتقدم في مدينة الخرطوم حتى حي المقرن.
وخلال الأسابيع الماضية، كثف الجيش السوداني غاراته الجوية وهجماته باستخدام الطائرات المسيرة على أهداف محددة لقوات "الدعم السريع" في مدينتي بحري والخرطوم.
كما بدأ الجيش تحركه من مدينة أم درمان قبل أسابيع، حيث عبرت قوات كبيرة جسر "النيل الأبيض" وتوغلت في حي المقرن بعد معارك عنيفة مع قوات "الدعم السريع"، وصولًا إلى قلب العاصمة.
وفي جنوب الخرطوم، بدأت قوات الجيش السوداني من "سلاح المدرعات" بفتح دائرة المواجهات تدريجيًا، حيث تحركت إلى منطقة الكلاكلة واشتبكت مع قوات "الدعم السريع" في حي اللاماب.
في المقابل، تسيطر قوات "الدعم السريع" بشكل مطلق على أحياء شرق ووسط وجنوب الخرطوم، حيث تحكم قبضتها على أحياء مثل (أركويت، المعمورة، الطائف، الرياض، الجريف، حتى بري).
كما تسيطر على أحياء الحلة الجديدة، الرميلة، القوز، سك العملة، حتى استاد الخرطوم، جامعة السودان، والسوق العربي.
وتقع معظم أحياء وسط الخرطوم بيد قوات "الدعم السريع"، بما في ذلك الخرطوم 2 و3، السجانة، العمارات، الصحافة، النزهة، امتداد الدرجة، السوق الشعبي، والميناء البري.
وتسيطر قوات "الدعم السريع" بأعداد كبيرة على أحياء الأزهري، مايو، السلمة، امتداد الحزام، حتى سوبا والطرق المؤدية إلى ولاية الجزيرة.
كما تسيطر على أحياء الكلاكلة المختلفة رغم هجمات قوات "سلاح المدرعات"، وجبل أولياء حتى محلية القطينة بولاية النيل الأبيض.
محور بحري
كما تنتشر قوات "الدعم السريع" في أحياء الأملاك، والختمية، والمزاد، والشعبية، والصافية، وشمبات، والميرغنية، والديوم، وحلة حمد، وحلة خوجلي، والصبابي، وتفرض سيطرتها بالكامل على منطقة شرق النيل بكل أحيائها حتى شرق المحلية.
وتتمركز قوات "الدعم السريع" غربي وجنوبي أم درمان، حيث تسيطر على الطرق المؤدية إليها، كما تسيطر على أحياء صالحة، والبنك العقاري، والمربعات، والبستان بمحليات أمبدة، باستثناء الحارات الأولى حتى الخامسة، بالإضافة إلى دار السلام وسوق ليبيا.
وتسيطر قوات "الدعم السريع" أيضًا على مداخل عديدة لولاية الخرطوم جنوبًا باتجاه ولاية الجزيرة، ومن الشرق والغربي باتجاه أم درمان، والمداخل الشمالية المؤدية إلى الخرطوم.
وتقول الأمم المتحدة إن السودان، الذي كان حتى قبل الحرب من أفقر بلدان العالم، يشهد "واحدة من أسوأ أزمات النزوح في العالم، وهو مرشح لأن يشهد قريبا أسوأ أزمة جوع في العالم".
وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب في السودان، بما يجنب البلاد كارثة إنسانية بدأت تدفع الملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني و"الدعم السريع" حربًا خلّفت نحو آلاف القتلى وأكثر من 14 مليون نازح ولاجئ، وفقًا للأمم المتحدة.
aXA6IDE4LjExOC4xOTUuMzAg جزيرة ام اند امز