بعد ترامب وتريزا.. هل ينضم "فيون" لأصدقاء روسيا الجدد؟
المعسكر الغربي أصيب على ما يبدو، بولع مفاجئ بـ"الروليت الروسي"، وهي لعبة مميتة؛ طلقة واحدة في ساقية مسدس وجهت ماسورته إلى الجبهة.
أصيب المعسكر الغربي على ما يبدو، بولع مفاجئ بـ"الروليت الروسي"، وهي لعبة مميتة؛ طلقة واحدة في ساقية مسدس وجهت ماسورته إلى الجبهة.
وحتى يحين موعد الانتخابات الرئاسية الفرنسية في مايو/أيار المقبل، سيقف العالم مشدود الأعصاب، هل يفجر الناخب الفرنسي رأس "العالم الحر" بانتخاب صديق جديد للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعد أن فعلها الأمريكيون؟
وأصبح رئيس الحكومة الفرنسي السابق فرنسوا فيون، وهو أحد أبرز القادة الفرنسيين المتحمسين للقيصر بوتين، المرشح الأوفر حظاً للفوز في الدورة الثانية من الانتخابات التمهيدية لليمين استعداداً للانتخابات الرئاسية، حيث أظهر فوزه المفاجئ في الدورة الأولى أن كل الاحتمالات مفتوحة.
وأبدى المرشح الرئاسي الفرنسي رغبته في إعادة توجيه السياسة الخارجية الفرنسية نحو تقارب أكبر مع روسيا، في محاولة لطي صفحات الملفات الساخنة، خاصة في الشرق الأوسط.
ويتوقع طيف واسع من المراقبين أن يتكفل فوز فيون بالإليزية بـ"إعادة تموضع" السياسة الخارجية الفرنسية، إذ إن الرئيس الفرنسي هو من يرسم السياسة الخارجية والدفاعية لبلاده.
وحتى الآن يمتلئ شراع بوتين برياح مواتية، هبت أولى بشائرها من إنجلترا. ورغم أن تريزا ماي رئيسة وزراء بريطانيا، ووزير خارجيتها بوريس جونسون لم يكونا يوما من المتحمسين للقيصر إلا أن الظروف التي دفعت بهم إلى سدة الحكم سمحت للرئيس الروسي بابتلاعهم عن طيب خاطر.
ورغم دعوة الوزير جونسون، بعد أيام قليلة من اختياره لتولي المنصب، لأنصار الحرية عبر العالم بالتظاهر أمام السفارات الروسية احتجاجاً على دور روسيا في الحرب السورية، كان دوره في الرقص على جثة الاتحاد الأوروبي كفيل بجعله مرحباً به.
وصوّت البريطانيون أوائل العام الجاري لصالح قرار الخروج من الاتحاد الأوربي في استفتاء دشن مرحلة جديدة في السياسة الدولية، ومثل أكبر صدع في قلعة "العالم الحر" التي سُوق لها عبر عقود كحصن في مواجهة المارد الأحمر القادم من الشرق.
الأنباء الجديدة السارة جاءت لاحقاً عبر الأطلسي مع فوز دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة الأمريكية، ورغم أن الغموض لا يزال يحيط بسياسات الملياردير الأمريكي الذي أبدى الكثير من الحماس للتعاون البناء مع بوتين، مبدياً إعجابه الشخصي بالقيصر، إلا أن النصر الروسي كان قد تحقق بالفعل مع هزيمة هيلاري كلينتون.
ويعتقد المراقبون أن خسارة كلينتون وفرت الكثير من المعاناة والجهد الذي كان لزاماً على الكرملين أن يبذله لمواجهة وصول خصم بوتين اللدود للبيت الأبيض.
بانتخاب ترامب تدحرجت كرة الثلج على الساحة الدولية لتدفع بالمزيد من أصدقاء بوتين إلى سدة الحكم؛ إذ أعقب فوز ترامب انتصار مرشح الكرملين في انتخابات الرئاسة في مولدافيا التي تحظى بأهمية خاصة للسياسة الروسية.
وقطع فوز إيجور دودون بمنصب الرئاسة في مولدافيا الطريق على منافسته مايا ساندو في مساعيها للمضي على خطى أوكرانيا للتقارب مع الغرب. لكن لم يكن الناخب المولدافي فقط هو الذي خيب ظنها.. بل أوروبا نفسها التي بدأت على ما يبدو التصويت لصالح بوتين في كل مكان.
حملت كرة الثلج المزيد من البهجة لبوتين ففي اليوم نفسه، جاء انتصار رئيس مقرب من الكرملين في بلغاريا ليفرض على أوروبا إجراء مراجعة جديدة لسياستها تجاه روسيا.
وخلال احتفالات الكريسماس نهاية العام الجاري يبدو أن بوتين يستعد لامتلاك رجل ثلج ضخم ولن يكون عليه سوى أن يضع في وجهه المبتسم الجزرة.