العالم الذي نعيش فيه يزداد حرارة.. ماذا يمكننا أن نفعل؟

يُعد عام 2023 الذي أوشك على الانتهاء، الأكثر دفئًا على الإطلاق، وفقًا لتقديرات المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، لذا من المرجح أن ترتفع درجات الحرارة بأكثر من 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة خلال السنوات الخمس المقبلة.
وتقول سارة كابنيك، كبيرة العلماء في الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA)، في بيان: "كان شهر سبتمبر/ أيلول 2023 هو الشهر الرابع على التوالي الذي تسجل فيه درجات الحرارة العالمية ارتفاعًا قياسيًا".
واستكملت: "لم يكن شهر سبتمبر/ أيلول الأكثر دفئًا على الإطلاق فحسب، بل كان أيضًا الشهر الأكثر دفئًا على الإطلاق خلال 174 عامًا من الحفاظ على المناخ من قبل الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA).' وبعبارة أخرى، كان سبتمبر/ أيلول 2023 أكثر دفئا من متوسط شهر يوليو/ حزيران في الفترة من 2001 إلى 2010".
وشمل شهر سبتمبر/ أيلول العديد من الأحداث المناخية المتطرفة، لا سيما "العاصفة دانيال"، التي جلبت رياحًا قوية وأمطارًا غير مسبوقة إلى شرق ليبيا، مما أدى إلى دمار واسع النطاق بما في ذلك انهيار السدود التي أودت بحياة أكثر من 10,000 شخص.
ومن ثمَّ، فقد سجل سبتمبر/ أيلول 2023 أيضًا رقمًا قياسيًا لأدنى امتداد عالمي للجليد البحري على الإطلاق، وشهدت المحيطات أيضًا ارتفاعًا قياسيًا شهريًا في درجات حرارة سطح المحيط العالمية للشهر السادس على التوالي.
- وبدأ الانهيار.. درجات الحرارة تهدد الأرض
- ماذا يعني ارتفاع الحرارة 1.5 درجة؟.. لن تصدق ما سيحدث للأنهار الجلدية
وعلى الرغم من تزايد الظواهر المناخية المتطرفة ودرجات الحرارة العالمية التي حطمت الأرقام القياسية، فإن انبعاثات الغازات الدفيئة مستمرة في الارتفاع. وبناءً عليه، تتوقع الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، ارتفاع درجات الحرارة بمعدل زيادة يصل إلى 3 درجات مئوية أو أكثر خلال عام 2100، وما يستتبع ذلك من تداعيات كارثية على الحياة وسبل العيش وزيادة معدلات الإصابة بالأمراض والوفيات بسبب العدوى الأكثر انتشارا الأمراض، فضلًا عن الكوارث الطبيعية.
هل يمكننا إبطاء ظاهرة الاحتباس الحراري؟
نعم، ورغم أن العالم لا يستطيع وقف الانحباس الحراري العالمي بين عشية وضحاها، فإنه يستطيع أن يبطئ معدل الانحباس الحراري العالمي ويحد من كمية الغازات الدفيئة من خلال الحد من الانبعاثات البشرية من الغازات المسببة للانحباس الحراري والسخام ('الكربون الأسود').
وإذا توقفت جميع الانبعاثات البشرية من الغازات المسببة للاحتباس الحراري اليوم، فسوف تستمر درجة حرارة الأرض في الارتفاع لبضعة عقود، حيث تجلب تيارات المحيط الحرارة الزائدة المخزنة في أعماق المحيط إلى السطح. وبمجرد انتشار هذه الحرارة الزائدة إلى الفضاء، ستستقر درجة حرارة الأرض.
ويعتقد الخبراء في هذا الصدّد، أن الاحترار الإضافي الناتج عن هذه الحرارة 'الخفية' من غير المرجح أن يتجاوز 0.9 درجة فهرنهايت (0.5 درجة مئوية). ومع غياب أي تأثير بشري، ستبدأ العمليات الطبيعية في إزالة ثاني أكسيد الكربون الزائد من الغلاف الجوي ببطء، وستبدأ درجات الحرارة العالمية في الانخفاض تدريجيًّا.
كما أنه تم اقتراح طرق بديلة لإبطاء أو تقليل ظاهرة الاحتباس الحراري، والتي تُعرف مجتمعة باسم 'هندسة المناخ' أو 'الهندسة الجيولوجية'.
تتضمن بعض مقترحات الهندسة الجيولوجية تبريد سطح الأرض عن طريق حقن جزيئات عاكسة في الغلاف الجوي العلوي لتشتيت وعكس ضوء الشمس إلى الفضاء، وتتضمن المقترحات الأخرى زرع الحديد في المحيطات لتحفيز تكاثر العوالق النباتية على نطاق واسع، وبالتالي سحب ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي من خلال عملية التمثيل الضوئي.
وقد تنجح مثل هذه الأساليب من حيث المبدأ، ولكن العديد من علماء المناخ يعارضون الاضطلاع بالهندسة الجيولوجية إلى أن يصبح لدى العالم فهم أفضل كثيراً للآثار الجانبية المحتملة. بالإضافة إلى ذلك، هناك قضايا قانونية وأخلاقية لم يتم حلها بعد تتعلق بالهندسة الجيولوجية.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNyA=
جزيرة ام اند امز