رغم قلتهم، إلا أن الشامتين بمصر العروبة من لفيف المتأدلجين التابعين لجماعات الإسلام السياسي ينتظرون أن تحل بأرض الكنانة المصائب.
حتى يثبتوا لأنفسهم وجهة نظرهم التدميرية بحق أجمل بلد وأطيب شعب، و ذريعتهم في ذلك رفض إيصالهم إلى مقاعد السلطة.
هذه حقيقة، ولأن المصائب لا تأتي فرادا فقد مرت على مصر خلال الأسبوع المنصرم جملة من الأحداث التي كان لها أثر بالغ على المستوى الدولي والمحلي، من جنوح السفينة التي أثرت على الملاحة الدولية في قناة السويس أحد أهم الممرات الاستراتيجية في العالم، إلى الحادث المؤسف الذي تسبب في مقتل وإصابة العشرات جراء اصطدام قطارين في سوهاج والأحداث التي تلت ذلك.
لكن حين ترى بعين المنطق، فإن مجمل تلك الأحداث لم تجر بسبب سوء إدارة أو تخاذل، أو عن قصد لتضرر تلك المفاصل، بل تلك أمور مقدرة لا مناص منها، لكن الشماتة دون تمييز التي أبداها البعض مقززة.
الشماتة فرح بمعاناة الآخرين وهو فعل أخرق تقوم به مجموعة للنيل من نظام سياسي أو بلد ما تشفياً بسبب عدم استطاعتهم النيل منها على أرض الواقع، فيحاولون تحويل أي حدث كوني لصالحهم، وهناك أمثلة عديدة مرت بنا أخيراً مثل فايروس كورونا المستجد، وإعصار كاترينا في الولايات المتحدة أو غيرها من أحداث أثرت على العالم، والغريب أن يلجأ إلى هذا الفعل الشائن من يعد نفسه صاحب قضية وعلى قدر من الثقافة والوعي، فأي وعي وأي ثقافة في الشماتة بدماء الأبرياء في حادث القطار وأي لؤم في استغلال تلك الحوادث للتعبير عن المعارضة.
إن وسائل التواصل الاجتماعي تتبعها بعض وسائل الإعلام لم تسهم في زيادة الوعي لدى البعض إطلاقاً بل كونت وجهات وتوجهات خاطئة وردوداً سطحية للأحداث التي تجري حول العالم، والعالم العربي ليس استثناء ولعل أكثر ما فقده هذا الأخير هي الأخلاق لدى المتخاصمين، بعد إن لوثت التوجهات والتوجيهات عقول البعض فلم يستطع أن يرى في خصمه إلا الشر المطلق.
ختاماً.. لا يمكن أن يكون بلد بحجم مصر مكانا لطموحات الجماعات الإرهابية بالسيطرة على العالم العربي، فاللعبة انتهت إلى غير رجعة، والحياة تستمر لأن أهل مصر والعالم العربي أجمع أكثر قدرة على التضحية من أجل أوطانهم، وإيمانهم بضرورة الحفاظ عليها تٹضاعف فلا مكان لعدم الاستقرار والفوضى، ولن يكون هناك موطئ قدم لهذه الجماعات، أما أحداث الأسبوع المنصرم فكم كانت رسالة المصريين واضحة وهم يتبرعون بدمائهم لإنقاذ إخوتهم في الوطن، وقد تزاحموا ساعين بكل ما أوتوا من قوة لكي يكونوا عوناً لوطنهم في تلك الظروف، ولذلك فلا خوف على مصر وفيها هؤلاء.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة