تمدد حراري يتسبب بإغلاق برج إيفل جزئيا حتى الأربعاء

تحت وطأة موجة حرٍّ قياسية تضرب فرنسا، انحرف برج إيفل عن محوره بمقدار 20 سنتيمتراً، ما دفع إلى إغلاق قمته حتى 2 يوليو/ تموز لضمان سلامة الزوار والعاملين.
لم يصمد برج إيفل، رمز العاصمة الفرنسية باريس والمُلقب بـ"سيدة الحديد"، أمام موجة الحرّ التي تضرب البلاد، إذ أعلنت إدارته عن إغلاقه منذ الإثنين 1 يوليو/ تموز، على أن يستمر الإغلاق حتى الأربعاء 3 يوليو/ تموز، نتيجة درجات الحرارة المرتفعة التي بلغت ذروتها هذا الأسبوع.
تمدد حراري يغيّر شكل البرج
تحت تأثير أشعة الشمس الحارقة، يبدأ البرج، الذي يعود تاريخ تشييده إلى عام 1889، بالتحرّك بشكل طفيف. وتُعدّ هذه الظاهرة جزءًا من سلوك فيزيائي معروف باسم "التمدد الحراري"، حيث تتغير أبعاد المواد المعدنية نتيجة ارتفاع درجة الحرارة. وفقًا لصحيفة لو باريزيان، فإن هذا التأثير لا يقتصر على برج إيفل فحسب، بل يشمل معظم المنشآت المعدنية حول العالم.
وأوضح المؤرخ والمعماري برتران ليموان في مقابلة إذاعية سابقة مع محطة يوروب1 في أغسطس/ آب 2020، أن "الحديد يتمدد عند تسخينه، ما يؤدي إلى تحرّك هيكل البرج بأكمله. فبينما تتعرض إحدى واجهاته لأشعة الشمس، تظل الأخرى في الظل. هذا الاختلاف يسبّب تمددًا غير متوازن، يؤدي بدوره إلى انحناء طفيف في الاتجاه المعاكس".
وأشار ليموان إلى أن "الحركة تحدث تدريجيًّا، وهي غير ملحوظة للعين المجردة، لكن يمكن قياسها تقنيًّا، حيث يمكن لقمة البرج أن تنزاح حتى 20 سنتيمترًا خلال النهار، تبعًا لمسار الشمس".
مادة البرج تفسّر التفاعل مع الحرارة
برج إيفل مصنوع من الحديد المطاوع المعروف باسم puddlé، وهي مادة تتمتع بحساسية شديدة تجاه تغيّر درجات الحرارة، ما يفسر سلوك البرج في فصول السنة المختلفة. وذكر موقع Futura-Sciences أن البرج يتمدد في الصيف بسبب الحرارة المرتفعة، بينما ينكمش في الشتاء بما يصل إلى عشرة سنتيمترات. ومع انخفاض درجات الحرارة ليلًا، يستعيد هيكله حالته الأصلية تدريجيًّا، دون أن يسبّب هذا أي تشوّه دائم.
استقرار البرج لا يزال آمنًا رغم التغيّرات
رغم هذا الانحراف الملحوظ، يؤكد الخبراء أن استقرار البرج لم يتأثر، إذ تبقى هذه التغيرات محدودة ضمن النطاقات الفيزيائية المقبولة. إلا أنهم يلفتون إلى أن تغيّر المناخ قد يزيد من هذه الظواهر في المستقبل، ما يفرض تحديات إضافية على صيانة المنشآت المعدنية التاريخية.
استمرار الإغلاق المؤقت لأسباب وقائية
في بيان نشره الموقع الرسمي لبرج إيفل، أعلنت الإدارة أنه "نظرًا لموجة الحر الحالية، يتخذ البرج تدابير تهدف إلى الحفاظ على سلامة الزوار وأفراد الطاقم، وستظل القمة مغلقة يومي 1 و2 يوليو/ تموز".
في حين أن الطابقين الأول والثاني ما زالا مفتوحين أمام الزوار، فقد طُلب من حاملي التذاكر التي تشمل الصعود إلى القمة مراجعة بريدهم الإلكتروني، إذ سيتم تعويضهم تلقائيًّا عن الجزء غير المنفذ من الخدمة، بما في ذلك الجولات المصحوبة بمرشدين.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjUyIA== جزيرة ام اند امز