بمشاركة 500 خبير.. تفاصيل أول أيام مؤتمر العلوم السلوكية في أبوظبي

انطلقت فعاليات اليوم الأول لمؤتمر العلوم السلوكية العالمي برعاية الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء في دولة الإمارات.
يشارك في المؤتمر أكثر من 500 من الخبراء من المنطقة والعالم، تحت شعار "آفاق جديدة في العلوم السلوكية".
وجمع الحدث الذي تستضيفه أبوظبي لأول مرة على مستوى المنطقة، صنّاع سياسات وباحثين وممارسين حكوميين للتباحث في كيفية الاستفادة من الرؤى السلوكية لمواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية الأكثر إلحاحًا في عصرنا الحالي.
وتطرقت نقاشات اليوم الأول إلى التقاطع المتنامي بين العلم والسياسة والممارسة على أرض الواقع، حيث أثمرت الحوارات عن ضرورة وجود فهم أعمق للسلوك البشري لإحداث التحول المطلوب في عمليات تصميم الخدمات العامة والإصلاح المؤسسي وتخطيط التنمية على المدى الطويل.
وفي مستهل المؤتمر، ألقت شما بنت سهيل المزروعي، وزيرة تمكين المجتمع في دولة الإمارات، كلمة رئيسية مستلهمة من رؤية الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نحو الوصول بالعلوم السلوكية من مجرد المفهوم إلى الإستراتيجية.
وأشادت بالعمل الرائد الذي قامت به "مجموعة العلوم السلوكية" في أبوظبي، والتي حولت النظرية إلى عمل حقيقي لوضع السياسات المناسبة في المجال السلوكي.
ودعت مجتمع العلوم السلوكية للتحرك العملي والتحول من التدرج إلى العمل وفق رؤية أعمق، وتطوير الرؤى التي تركز حصرًا على تحسين الخيارات، لتشمل أيضًا تعزيز القدرات البشرية.
كما أشارت إلى حقيقة بسيطة مفادها أن المواجهة تعزز المرونة، وأن العلوم السلوكية اليوم تركز فقط على إزالة الخلافات، منوهةً في الوقت ذاته إلى أن مستقبل العلوم السلوكية يجب أن يكمن في تقاطع التحفيز بالتأقلم، فالتحفيز وحده قادر على صياغة السلوك على المدى القصير، كما أن عدم وجود التزام مواز لبناء القدرة على التأقلم تظهر مخاطرة التبعية بدلًا من القدرة على التصرف، ذلك أن الهدف ليس مجرد التأثير على سلوك الناس اليوم، بل مساعدتهم على أن يصبحوا من النوع الذي سيتخذ القرارات الصائبة مستقبلاً ومن تلقاء أنفسهم في بيئات لا يُمكننا التنبؤ بها بعد.
كما شهد اليوم الأول من "مؤتمر العلوم السلوكية العالمي" كلمة رئيسية، ألقاها البروفيسور كاس سانستين، الباحث القانوني والاقتصادي والسلوكي، طرح خلالها رؤيته حول تطور العلوم السلوكية، حيث أكد أهمية التدخلات الأخلاقية المتوافقة مع الثقافات في صنع السياسات.
وفي واحدة من أبرز جلسات اليوم الأول، قدّم البروفيسور ديليب سومان من جامعة تورنتو، أطرًا مبتكرة لدمج الرؤى السلوكية في تصميم الخدمات العامة.
وركز على البساطة والتوافق السياقي وتفاعل المستخدم كمبادئ أساسية لتقديم خدمات فعّالة للمجتمع، مسلطاً الضوء على دور التدخلات السلوكية المُصمّمة بإتقان في تحسن المخرجات بشكل كبير في مجالات عدة من بينها الشمول المالي والخدمات الرقمية والأنظمة الصحية.
وبدوره أشار البروفيسور ديفيد هالبرن، الرئيس الفخري والمدير المؤسس لفريق الرؤى السلوكية، إلى الدروس المستفادة من أكثر من 70 دولة لاستكشاف ما يُجدي نفعًا عند تغيير السلوك على نطاق واسع، موضحاً قوة وحدود التحفيز، وداعيًا إلى تركيز أكبر على الأدلة السلوكية وتقييمها الدقيق، وفهم السياقات الثقافية والمؤسسية.
وفي جلسة خاصة أدارها البروفيسور نيكوس نيكيفوراكيس من جامعة نيويورك أبوظبي، تمت مناقشة دور قياس المعايير الاجتماعية وتحويلها لتحقيق تأثير سياسي طويل الأمد.
كما شهد اليوم الأول تبادلًا للآراء حول الاتجاهات السلوكية في دول مجلس التعاون الخليجي ومنطقة الشرق الأوسط، ما يشير إلى الزخم المتزايد لتوطين الأبحاث السلوكية ودمج رؤاها في جداول أعمال التنمية الوطنية.
ويَعِد المؤتمر بتعميق الحوار بين مختلف القطاعات، بدء من تمويل الأبحاث السلوكية والصحية، وصولًا إلى صنع القرارات المناخية وتفعيل دور المجتمع. وتمثل استضافة هذه الدورة من المؤتمر، خطوة مهمة لدولة الإمارات والمنطقة بوجه عام لدعم العلوم السلوكية كمحفز للحوكمة الرشيدة التي تُولي اهتمامًا خاصًا بأفراد المجتمع.
وتتواصل فعاليات "مؤتمر العلوم السلوكية العالمي" BX2025 خلال يوم 30 أبريل وحتى يوم 1 مايو 2025 في أبوظبي بالشراكة مع مؤسسات دولية وأكاديمية مرموقة.
aXA6IDMuMTcuMTg1LjM2IA== جزيرة ام اند امز