ديفيد هالبيرن: أبوظبي تحتضن نقلة نوعية في توظيف العلوم السلوكية (خاص)

أكّد ديفيد هالبيرن، الرئيس الفخري لوحدة النُصح السلوكي البريطانية (BIT)، أن استضافة أبوظبي لمؤتمر العلوم السلوكية العالمي تمثّل محطة محورية في مسار استخدام علم السلوك كأداة فاعلة لتحسين حياة الأفراد وصياغة سياسات أكثر تأثيرًا.
وقال هالبيرن، في مقابلة مع "العين الإخبارية"، إن المؤتمر – الذي يُعقد منذ أكثر من عقد وبدأ في أستراليا – بات يجوب العالم من آسيا إلى أوروبا والولايات المتحدة، وصولًا إلى الشرق الأوسط، حيث تستضيفه أبوظبي هذا العام، في خطوة تعكس تنامي الاهتمام العالمي بتطبيقات علم السلوك في معالجة القضايا المعاصرة.
وأضاف أن المؤتمر يوفّر مساحة غير مسبوقة للتلاقي بين الأكاديميين وصنّاع القرار بهدف الإجابة عن أسئلة جوهرية من قبيل: "كيف يمكننا أن نتعلم من بعضنا البعض؟ وكيف نجعل العالم مكانًا أفضل؟".
وأشار إلى أن الموضوعات المطروحة تتنوع بين الحد من هدر الطعام، وتسريع تعلّم الأطفال في المدارس، وتعزيز بناء مجتمعات قوية، إلى جانب نقاشات معمّقة حول الذكاء الاصطناعي.
وأوضح هالبيرن أن أحد المحاور التي ناقشها تمحور حول أهمية تبادل الأدلة والتجارب بين الحكومات بدلًا من تعلّم كل طرف على حدة، داعيًا إلى تعزيز التعاون الدولي في مشاركة ما هو فعّال على أرض الواقع. كما شدد على أن لعلم السلوك إمكانات هائلة، ليس فقط في السياسات الحكومية، بل في حياة الأفراد اليومية، كتحسين دور الوالدين أو بناء تفاعل مجتمعي صحي.
وأشار إلى مشاركته في تقرير "الأدلة العالمية" الصادر العام الماضي، والذي يدعو الحكومات إلى توحيد الجهود ومشاركة ما تم التحقق من فعاليته، معربًا عن أمله في أن تكون الإمارات جزءًا فاعلًا في هذه المبادرة الدولية.
وفي ختام حديثه، قال هالبيرن: "إذا طُلب مني أن أختصر الفكرة في عبارة واحدة، فأقول: دعونا نُحافظ على دفع التغيير بسلوكيات صغيرة – بتواضع ولأجل الخير".
وأضاف أن علم السلوك يمكن استخدامه للخير كما يمكن استخدامه للضرر، لكن التحدي الحقيقي يكمن في توظيفه لصالح البشرية وجعل العالم أكثر فهمًا وتماسكًا.
وفي وقت سابق من اليوم الأربعاء، انطلقت أعمال مؤتمر العلوم السلوكية العالمي 2025 (BX2025) في العاصمة الإماراتية أبوظبي، في حدث يُعقد للمرة الأولى على الإطلاق في منطقة الشرق الأوسط، ويُعدّ محطة بارزة في مسار توظيف المعرفة السلوكية لصياغة السياسات العامة.
ويقام المؤتمر تحت رعاية الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء في دولة الإمارات، بتنظيم من "مجموعة العلوم السلوكية" التابعة لمكتب الشؤون التنموية وأسر الشهداء، وبالشراكة مع "فريق الرؤى السلوكية"، وذلك تحت شعار: "آفاق جديدة في العلوم السلوكية".