هجمات 11 سبتمبر.. "تسونامي" غيّر ملامح حياة الأمريكيين
هجمات دامية حفرت في ذاكرة الأمريكيين واحدة من أسوأ الأحداث بالتاريخ الحديث، وقلبت ملامح حياتهم بشكل جذري.
فبالنسبة مثلا للنقل الجوي، لم يكن أمن المطارات قبل يوم 11 سبتمبر/أيلول 2001 يتضمن السير عبر أجهزة الكشف عن المعادن، لكن كان يمكن للركاب حمل مضارب البيسبول وشفرات يصل طولها لـ4 بوصات على متن الطائرة.
وكان يمكن لأفراد العائلة المرور عبر الأمن والوصول للبوابات، ولم تكن الهويات مطلوبة دائما، ولا يضطر أحد لخلع حذائه، وكان الركاب يحتاجون في العادة الوصول قبل موعد رحلاتهم بـ30 دقيقة، بحسب شبكة "سي بي إس نيوز" الأمريكية.
لكن حدثت تغييرات كبيرة بعد عقدين على الهجمات؛ فلم يكن -في تاريخ الاعتداءات- يمتلك أحد هواتف ذكية، ولم تكن هناك شبكات اجتماعية، وربما كانت "أليكسا" هي لقب شخص ما، وكان مصطلح "السحابة" مرتبطا بالطقس.
وبدا تعقب شخص ما باستخدام الأقمار الصناعية عبر كاميرات المراقبة الموجودة بالشوارع أو نظام تحديد المواقع "جي بي إس" على هواتفهم محض خيال علمي، على عكس ما هي عليه الأمور الآن.
أمن النقل
أنشأت إدارة أمن النقل بموجب قانون صدر في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2001، ويعمل فيها أكثر من 5 آلاف موظف أمن، ويفتشون أكثر من 2 مليون راكب يوميا (أو حوالي 750 مليونا في العام). وتقدر ميزانية الإدارة لعام 2021 بأكثر من 8.4 مليار دولار.
ويستخدم برنامج التحقق "PreCheck" التابع للإدارة في 200 مطار و80 شركة طيران بالولايات المتحدة، ويتطلب إرسال معلومات شخصية تفصيلية من أجل التحقق من البيانات.
وتُحصّل الإدارة رسوم من الركاب عن كل تذكرة تبيعها شركات الطيران التجارية، وتسمى في العادة "رسوم 11 سبتمبر". وطبقًا لموقع الإدارة، بلغ إجمالي تلك الرسوم 4.3 مليار دولار في عام 2019.
القياسات الحيوية
تستخدم القياسات الحيوية، مثل بصمات الأصابع وبرمجيات التعرف على الوجوه، بشكل واسع، وجميعها رقمية.
وفي حين ليس مطلوبا من الركاب استخدامها، ترى إدارة أمن النقل إمكانية لإجراء مزيد من التدقيق بشأن الركاب.
ويقلق بعض المدافعين عن الخصوصية بشأن جمع البيانات واستخدام الحكومة لمتعاقدين خاصين، حيث أصبحت المؤشرات الحيوية أكثر انتشارا.
السحابة والهاتف الذكي
كان لابتكارين تكنولوجيين رئيسيين بالغ التأثير على الاقتصاد والسياسة وحياة الأمريكيين اليومية خلال السنوات التي أعقبت هجمات سبتمبر، وهما: الهواتف الذكية والسحابة.
والسحابة هي بنية تحتية رقمية تدعم تكنولوجيا الويب والشبكات الاجتماعية، وأدوات وتطبيقات الأعمال، والهواتف الذكية هي في الأساس أجهزة كمبيوتر عملاقة مصغرة تعمل مع السحابة. وتصبح الأجهزة أكثر قوة كل عام، ويرجع ذلك بشكل كبير إلى التطبيقات وقدرات الحوسبة السحابية.
وفي عام 2001، كان هناك عدد أقل من 500 مليون شخص متصلين بالانترنت، أما اليوم، فهناك حوالي 7.1 مليار شخص على الإنترنت بسبب الهواتف الذكية إلى حد كبير.
وكان الهاتف الأكثر شهرة عام 2001 نوكيا 8250، وباعت الشركة حوالي 140 مليون هاتف ذاك العام.
وعلى النقيض، باعت أبل 57 مليون هاتف أيفون خلال الربع الأول من عام 2021 وحده.
aXA6IDEzLjU5LjIwNS4xODIg جزيرة ام اند امز