بدون تعقيد.. "إنترنت الأشياء" يقود مستقبل الاقتصاد في الشرق الأوسط
باجمالي 6 مليارات جهاز نهاية العام الماضي ومتوقع أن يصل العدد إلى 27 مليار جهاز في عام 2025
أثمر التطور التكنولوجي ظهور تقنية إنترنت الأشياء كأحد أفرع تكنولوجيا التطبيقات الذكية، وتتلخص تلك التقنية ببساطة في ربط الأجهزة المختلفة ببعضها البعض، سواء صناعية أو منزلية أو غيرها عن طريق شبكة الإنترنت وتطبيقات الذكاء الاصطناعي المسجلة على الهواتف الذكية والحواسيب الآلية.
وتقوم عملية التشغيل في تقنية إنترنت الأشياء على إرسال الأجهزة بيانات إلى التطبيقات التي تقوم بدورها بتحليل البيانات ثم ترسل أوامر التشغيل إلى الأجهزة الأخرى المتصلة معها لتنفيذ الأوامر المطلوبة دون أي تدخل بشري.
- دبي تستضيف مؤتمر "إنترنت الأشياء 2019" فبراير المقبل
- السعودية تتعاون مع هواوي لإطلاق مختبر "إنترنت الأشياء" الأول بالمملكة
وبحسب دراسة منشورة على موقع "Machina Research" فإن عدد الأجهزة المرتبطة بإنترنت الأشياء تجاوز 6 مليارات جهاز، ومن المتوقع أن يصل العدد إلى 27 مليار جهاز في عام 2025.
يشمل الأجهزة المنزلية والشركات
هناك أمثلة حية على هذه التقنية الحديثة، مثل الساعة الذكية التي تقيس المؤشرات الحيوية "ضغط الدم وضربات القلب ودرجة الحرارة".- إنترنت الأشياء على طاولة مناقشات قمة المعرفة 2018 في دبي
- بالصور.. غرفة عمليات طبية "ذكية" لأول مرة في العالم
وكذلك السيارات ذاتية القيادة، التي يتصل بعضها بمراكز الصيانة، حيث إنه عند حدوث عطل يتم إرسال بيانات عن حالة السيارة إلى مراكز الصيانة ليتم تحليلها، فيقوم المركز بالتواصل مع قائد السيارة لإرسال رجل الصيانة لإصلاح العطل.
ويمتد إنترنت الأشياء إلى خدمة الشركات لاسيما في إدارة المخازن والمستودعات عن طريق برمجتها وربطها بشبكة الإنترنت، بحيث تحدد مستويات المخزون وحالة المنتجات وفترة التخزين والصلاحية، وإرسال بيانات إلى إدارة الشركة عن مستجدات كل هذه العناصر.
هذا، فضلاً عن إمكانية الاتصال بشركات التوريد وإعطاء أوامر توريد بضائع معينة بكميات ومواصفات ومواعيد محددة بناءً على البيانات التي سجلتها إدارة الشركة بالبرنامج المرتبط بالمخازن.
تطوير المدن الذكية
هناك حزمة مبادرات لتطوير مدن ذكية على مستوى العالم، منها دبي التي تستهدف التحول إلى مدينة ذكية بحلول 2021 من خلال توظيف الجيل الخامس من تكنولوجيا الاتصال والمعلومات التي تربط المنشآت المختلفة معا، ويتم تجميع البيانات الصادرة عنها بمنصات تكنولوجية محددة تفيد في اتخاذ القرارات الصائبة.كما تقوم شركة "سبرينت" العملاقة للاتصالات بتطوير مدينة ذكية في كل من جنوب ولاية كارولاينا وولاية فرجينيا بالولايات المتحدة.
الإمارات في الريادة
قالت دراسة حديثة أعدتها شركة "ديلويت" للاستشارات المالية، إن منطقة الشرق الأوسط ستستحوذ على 3% من سوق إنترنت الأشياء في العالم.
فيما أكد تقرير حديث لشركة "مايكروماركت مونيتر" أن سوق إنترنت الأشياء في دولة الإمارات مهيأ ليتضاعف ثلاث مرات وتصل إلى 35 مليار دولار في العام 2019، ما يتيح أمام الشركات والمؤسسات في المنطقة فرصة إحداث التحوّل في جوانب المعيشة اليومية وزيادة عائداتها المتحققة على الاستثمار.
مكاسب اقتصادية
يحقق إنترنت الأشياء حزمة من المكاسب الاقتصادية على صعيد العديد من المستويات، مثل تقليل معدلات حوادث الطرق والتعامل مع الأزمات مثل الحرائق والكوارث الطبيعية بصورة أكثر كفاءة مما يقلل النفقات، فضلا عن إدارة المنشآت الصناعية والخدمية مثل المستشفيات والمنشآت التعليمية بما يرفع من الكفاءة الإنتاجية.
وبحسب دراسة أعدتها مؤسسة "Mackinsey & Compny" لتحليل الأثر الاقتصادي المتوقع عند التوسع في تطبيق إنترنت الأشياء، توصلت إلى تحقيق قيمة للاقتصاد العالمي تتراوح بين 3.9 و11 تريليون دولار مع التوسع في تطوير المدن الذكية.