١٧ دولة و٣٠٠ دار نشر تشارك في الدورة الـ13 من معرض أربيل الدولي للكتاب
معرض أربيل الدولي للكتاب ينطلق في عاصمة إقليم كردستان العراق، بمشاركة 300 دار نشر من ١٧ دولة عربية وأجنبية.
انطلقت، الأربعاء، في مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، الدورة الـ١٣ من معرض أربيل الدولي للكتاب، الذي تنظمه سنويا مؤسسة المدى للإعلام والثقافة والفنون، بمشاركة أكثر من ٣٠٠ دار نشر عربية وأجنبية وأكثر من ١٧ دولة.
وقالت غادة العاملي، المديرة العامة لمؤسسة المدى في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية": "تشارك أكثر من ٣٠٠ دار نشر عربية وأجنبية من ١٧ دولة في معرض أربيل الدولي لهذا العام، وحاولنا هذه الدورة أن نستقطب الدور التي تتعامل مع الكتاب الإلكتروني؛ لتلبية حاجة الشباب لهذه الكتب، وخصصنا مساحات مجانية داخل المعرض لتشجيع الشباب على الحضور والمشاركة"، لافتة إلى أن "المعرض استبعد دور النشر التي تروج وتعرض كتبا تشجع على الإرهاب والعنف".
وافتتح رئيس إقليم كردستان السابق، مسعود بارزاني، صباح الأربعاء، معرض أربيل الدولي الـ١٣ للكتاب بحضور شخصيات سياسية ومفكرين وأدباء عرب وأكراد وأجانب وقناصل الدول العربية والأجنبية في الإقليم.
وتعرض دور النشر المشاركة في أجنحتها داخل المعرض على مدى 10 أيام، كتبا في جميع الاختصاصات والمجالات السياسية والاقتصادية والتاريخية والثقافية والعلمية والتراجم والسير الذاتية، إضافة إلى الكتب التخصصية في المجالات المعرفية والفكرية.
وتنظم مؤسسة المدى خلال أيام المعارض العديد من الندوات السياسية والثقافية والأدبية التي يشارك فيها مفكرون وأدباء عرب وعراقيون إلى جانب جلسات توقيع الكتب الصادرة حديثا، والأمسيات الموسيقية.
ويستضيف المعرض هذا العام الفيلسوف والأديب المصري، يوسف زيدان، الذي خص "العين الإخبارية" بحديث عن دور الثقافة في محاربة الفكر الإرهابي.
وقال زيدان لـ"العين الإخبارية": "الذي تعلمناه من التاريخ أن الظواهر المرضية تعالج بأضدادها وهذا الإجرام الذي يطلق عليه الإرهاب، ينطلق أساسا من النزعة الهمجية الكامنة في النفوس، كما أنه يفجرها ويؤججها ويبلغ بها المدى، أما الكتاب والثقافة والفن فهي التي تنقل الإنسان إلى الجانب الآخر والأعلى وتقاوم المرض بضده، وبالتالي فكلما قرأ الإنسان ابتعد عن الهمجية، لذا فإن معارض الكتب هي ظاهرة ثقافة وتساعد على تطور وتقدم المجتمع".
ويتزامن معرض الكتاب الدولي في أربيل مع موجة اغتيالات تشهدها العاصمة العراقية بغداد ومدينة البصرة ومدن العراق الأخرى، وتستهدف الناشطين والصحفيين والفنانيين والشخصيات الوطنية التي تقف ضد المشروع الإيراني وتطالب بإنهاء نفوذ إيران ومليشياتها في العراق.
بدوره، اعتبر فخري كريم، رئيس مؤسسة المدى للإعلام والثقافة والفنون، أن السياسة التي لا تستند إلى قاعدة ثقافية تلاحظ فيها الإخفاقات وتؤدي إلى انهيارات في المجتمع وفي الحياة السياسية أيضا.
وأضاف كريم في حديثه لـ"العين الإخبارية": "معرض الكتاب ودور النشر والوسائل الثقافية الأخرى هي مسعى من أجل إشاعة الوعي الثقافي في المجتمع ومحاولة جره إلى الكمين الثقافي".
وتساءل كريم: "هل المعرض أو الفعاليات الأخرى حاسمة في تغيير الوعي العراقي وإزاحة هذه الموجة من الاغتيالات ومن التعديات ومن الفساد ومن التفسخ في هذا البلد؟".
وأشار إلى أن "هذه المساهمات الثقافية هي مثل الحفر في الحجر، وخصوصا في هذا الظرف وهذه المرحلة التاريخية الظلامية التي يمر بها العراق والمنطقة".
وتعرض دور النشر هذا العام الكثير من العناوين الجديدة في مجالات الأدب والفن والسياسة والثقافة والفكر، وتحتل كتب محاربة الإرهاب والتطرف قسما بارزا من الكتب المشاركة في المعرض، هذا إلى جانب الكتب العلمية والأكاديمية التي تستقطب طلاب المعاهد والجامعات من جميع مناطق كردستان والعراق.
وأكد علاء عبدالمجيد، المشرف على جناح دار الفاروق المصري، في حديثه لـ"العين الإخبارية" أن "سوق الكتاب الورقي يواجه الصعوبة لأن الشباب يعتمدون على التكنولوجيا الحديثة التي تتيح الكتاب بشكل إلكتروني"، مضيفا أن جناحه يعرض كتبا ومجلات في مجالات الإدارة والتسويق والتنمية البشرية وفي مجال الصحة والأطفال والأعمال اليدوية والتكنولوجيا.