اليمن الذي جعله الحوثيون اليوم تعيساً، كان سعيداً إلى أن ظهرت هذه الجماعة، التي ما هي إلا جماعة عائلية متمردة ومتطرفة ومنغلقة.
لا تختلف عن باقي الجماعات المتطرفة والمنغلقة كجماعة "الإخوان" وتنظيمي "داعش" و"القاعدة"، وكثيراً ما تحالفت معها وتقاطعت مصالحها.
ورغم أنَّها ظهرت تحت اسم حركة "الشباب المؤمن" و"أنصار الله"، فإنَّ الحقيقة هي أنَّها جماعة متمردة على السلطة الشرعية، وتعد مليشيا مسلحة خارجة على القانون تريد أن تحكم الأغلبية وهي أقلية.
معاناة اليمن الطويلة لسنوات سببها جماعة الحوثي المتمردة، فهي التي أشعلت حرباً ضروساً منذ سنوات طوال، حتى قبل التحالف العربي لاستعادة الشرعية والاستقرار لليمن، فالحوثي كان يخوض حرباً ضد السلطة اليمنية في زمن الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، الذي قتله رصاص الحوثي، وكان الحوثي ذراع النظام الإيراني في المنطقة.
الحوثيون هم عبارة عن جماعة إرهابية ترتدي العباءة الطائفية، وتستغلها لمصالح خاصة، ولا يعنيها المذهب العقدي ولا تهتم باليمنيين، سواء كانوا شيعة أو سُنة، وهذا ما يعني قادتها الذين جميعهم يتحدرون من عائلات مرتبطة بمصالح ونسب بينها، تتخذ من مصالحها الفئوية الخاصة منطلقاً لأعمالها التي من بينها العمل كبندقية مستأجرة للنظام الإيراني، الذي يسعى لتصدير "الثورة" الخمينية ونظام ولاية الفقيه.
جماعة الحوثي تحاول صبغ اليمن بلون واحد، والماثل للعيان أنه ليس جميع اليمنيين حوثيين، وليس جميع الزيديين حوثيين، وبالتالي فإن محاولة رهن الزيديين على أنهم جميعاً حوثيون ما هي إلا تضليل كبير. والحركة نفسها ليست متماسكة كما تظهر، بل كانت تعاني تصدعات وانشقاقات وصراع زعامات بين قياداتها.
رغم التضليل الذي يمارسه الحوثي في العلاقة مع إيران، فإن التواصل والتدخل الإيراني يفضحها لدرجة أن السفير الإيراني عند الحوثي كان جنرالاً عسكرياً قبل أن يخطفه "كورونا"، ومن هذا التضليل ما قاله يحيى بدر الدين الحوثي: "هذه بروباغندا، نحن زيدية وما يجمعنا بالإثني عشرية في إيران قليل"، فإن ما يبدو "قليلاً" في نظر يحيى الحوثي هو الكثير الكثير عند النظام الإيراني الذي يدعم التمرد الحوثي على السلطة الشرعية في اليمن، وجعل من جماعة الحوثي حصان طروادة لاحتلال اليمن.
وعلى الرغم من محاولة القيادات الحوثية الظهور بمظهر المضطهدين والمهمشين وتعميم ذلك على طائفة الزيديين، فإن ذلك محض هراء.
فالرئيس علي عبد الله صالح، الذي قتله الحوثي، رغم تحالفه معه في آخر عهده، كان ينتمي إلى الزيدية، الأمر الذي يدحض أضاليل الحوثيين بشأن التهميش والمتلبسين بالطائفة الزيدية، وهي منهم بَراء، فالحوثيون يتّبعون "الإثني عشرية"، وتابعون لإيران، بينما الزيدية على خلافٍ مذهبي مع الخمينية الإيرانية، بل هي تواجه اضطهاداً من المرشد الإيراني وحرس النظام.
حركة "أنصار الله"، هي عبارة عن حركة سياسية مسلحة بشعار ديني تتخذ من جبال وكهوف صعدة مركزاً رئيسياً لها، وهي لا تمثل جميع اليمنيين، بل تمثل عائلة الحوثي الطامعة في حكم اليمن بأكمله، وأصبحت مجرد محراك شر إيراني أفسد الحياة اليمنية جميعها حتى على الزيديين أنفسهم، الطائفة التي يتمسح بها الحوثي ويختبئ خلفها زاعماً أنها تناصره.
اللافت أن جماعة الحوثي الإجرامية أطلقت سراح أغلب عناصر تنظيمي "القاعدة" و"داعش" من السجون اليمنية، ففي تقرير لوكالات دولية أكد خبر إطلاق سراح 78% من سجناء هذين التنظيمين، في محاولة حوثية لتوسيع حالة الفوضى والإرهاب في الحرب الدائرة في اليمن بسبب جرائم الحوثي.
والحل يكمن في تكاتف الشعب اليمني للخروج من هذا المأزق الذي وضعتهم فيه هذه الجماعة، لإنقاذ بلدهم واستعادة استقراره.
نقلا عن الشرق الأوسط
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة