بوش متهما.. رئيس لجنة التحقيق في هجمات 11 سبتمبر يكشف الكواليس
في لحظة فارقة حرفت مسار التاريخ يوم 11 سبتمبر قبل 20 عاما بدا أن كل شيء محتمل، فيما في ذلك الشكوك في الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش.
كواليس كشف عنها توماس كين رئيس لجنة التحقيق في هجمات سبتمبر الذي قال إنه بالنسبة لعائلات الضحايا، استغرق الأمر وقتا للفوز بثقتهم، قائلًا إن "عددًا من العائلات، الغالبية تقريبًا، كانت لديهم شكوك من أول يوم بأن الرئيس كان يعرف شيئًا لم يخبر به الشعب الأمريكي".
وأوضح أن "عائلات الضحايا كانوا على ثقة تقريبا من أن الإحاطة اليومية الرئاسية بمعلومات استخباراتية أشارت في مرحلة ما إلى أن الإرهابيين سيفكرون في استخدام الطائرات.. كانوا مقتنعين جدا بوجود هذا الدليل وكانوا يريدون منا العثور عليه".
ويتذكر كين أنه في ذاك اليوم كان يتحدث مع طبيبه عبر الهاتف، عندما طلب الأخير منه فتح التلفاز ومشاهدة ما يحدث بمركز التجارة العالمي، قائلًا: "قمت بتشغيله وتركته يعمل حتى وصول الطائرة الثانية".
حينها، كان كين الذي ترأس لاحقا لجنة 11 سبتمبر، وكان المؤلف المشارك في إعداد التقرير الخاص بها، رئيس جامعة درو في ولاية نيوجيرسي. وهرع إلى الحرم الجامعي قلقًا من احتمال أن يكون طلابه من بين ضحايا الهجمات وذلك بالنظر إلى مدى قرب المكان من نيويورك.
وقال كين (86 عامًا)، خلال مقابلة مع صحيفة "الجارديان" البريطانية من نيوجيرسي، إنه لا أحد تقريبا بالمكان الذي يعيش فيه لم يتأثر بالهجمات، مضيفًا: "لا توجد بلدة لم تفقد أناسا".
وقضى حوالي 3 آلاف شخص خلال أسوأ هجوم إرهابي على الإطلاق على الأراضي الأمريكية. وطالبت عائلات الضحايا بتحقيق بشأن ما حدث وكيف ولماذا حدث، والإخفاقات، والدروس المستفادة لمنع تكرار أمر مشابه.
وفي عام 2002، كان أول خيار للرئيس السابق جورج دبليو بوش لقيادة لجنة هجمات سبتمبر هو هنري كيسنجر، وزير الخارجية السابق، والسيناتور السابق جورج ميتشل نائبا له، لكن رفض الاثنان بسبب تضارب المصالح.
وذهبت المهمة بدلًا من ذلك إلى كين، الحاكم الجمهوري السابق لولاية نيوجيرسي، ولي هاميلتون عضو الكونجرس الجمهوري السابق من ولاية إنديانا.
وقال كين: "شعرت كما لو أن جبلا سقط عليّ. عرض ثلاثة رؤساء مناصب وزارية علي لكنني رفضتها. قررت أنني أنهيت عملي بالحكومة واتجهت لأمور أخرى، لكن بالنظر إلى حقيقة أنني فقدت أصدقاء، وأنه من الصعب قول لا لرئيس الولايات المتحدة، لم أعتقد أن هناك خيارا آخر سوى هذا. لذا وافقت. وفكرت بعدها مباشرة: يا إلهي، ما الذي أقحمت نفسي فيه؟".
وخلال أول اجتماع للجنة، وجد كين الجمهوريين والديمقراطيين الأعضاء بها كل يجلس بمكان، لذا طلب منهم تبادل الأماكن، قائلًا إنه لا يريد أن يرى جمهوريا يجلس بجوار جمهوري أو ديمقراطي يجلس بجوار ديمقراطي. وأضاف: "كل مرة نجتمع كنا نجلس بهذا الشكل وحاولنا القيام بالأمور معا".
وعقد كين وفريقه اجتماعا سريًا مع رئيس الاستخبارات البريطانية الذي حلق إلى الولايات المتحدة. وأجروا استجوابا مع الرئيس السابق بيل كلينتون، ونائب الرئيس ديك تشيني، وبوش نفسه، الذي استمرت جلسته ساعتين أو ثلاث ساعات.
وأوضح التقرير النهائي أنه إذا تصرف كلينتون وبوش بطريقة مختلفة، لكان هناك فرصة لمنع وقوع الهجمات.
وقال كين: "أعتقد أن كلا الرئيسين شعر بذلك بالنظر إلى الظروف التي واجهاها حينها، اتخذا قرارات معقولة لكن بعد فوات الأوان".
وتحت ضغط مستمر من العائلات، التي حضرت الجلسات العامة ومعهم صور أحبائهم الذين فقدوهم، حاولت اللجنة ألا تدخر في سعيها جهدا للحصول على السجلات الحكومية، لكن لم تتحقق الشفافية بسهولة.
وأوضح كين: "اضطررنا للقتال من أجل استجواب الرئيس، والاطلاع على الإحاطات اليومية الرئاسية، والقتال للحصول على المعلومات التي في كثير من الأحيان قالوا إنها سرية حتى بالنسبة لنا. لكن أخيرا، حصلنا على كل شيء طلبناه وتمكنا من كتابة التقرير لأننا وصلنا لجميع المعلومات".
وكان من بين الوثائق، واحدة بتاريخ 6 أغسطس/آب عام 2001 بعنوان: "بن لادن عاقد العزم على ضرب الولايات المتحدة". وأقنع أعضاء اللجنة البيت الأبيض بأن يجعلوها أول إحاطة رئاسية على الإطلاق يطلع عليها الجمهور.
وأشار إلى أنه "في ذلك الوقت كانت هناك نظريات مؤامرة حول ما حدث، أشياء سخيفة. قال أحدهم إن اليهود وراء ذلك. قال آخر إنها مؤامرة يمينية. كانت هناك نظرية مفادها بأن إدارة بوش نقلت عائلة بن لادن وجميع العرب البارزين خارج البلاد قبل أن يستجوبهم مكتب التحقيقات الفيدرالي".
وتقدمت اللجنة بـ14 توصية بشأن قضايا مثل: الأمن الداخلي، واستجابة الطوارئ، وإصلاح الكونجرس، والسياسة الخارجية، وجمعت أموالا خاصة للاحتفاظ بعدد صغير من الموظفين حتى تتمكن من الضغط من أجل تنفيذها.
بالنسبة إلى كين، ربما كان أهم شيء هو تبادل المعلومات الاستخباراتية لمنع وقوع مزيد من الهجمات الإرهابية، وهو أكبر إصلاح استخباراتي في تاريخ الولايات المتحدة.
وأوضح: "إذا كان مكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالة الاستخبارات المركزية ووكالات الاستخبارات الـ14 الأخرى يتحدثون مع بعضهم البعض، يشعرنا معظمنا أنه لكان تم منع هذا الهجوم. أعدنا تنظيم جهاز الاستخبارات بأكمله. لذا بدلًا من عدة وكالات هناك رئيس واحد الآن -مدير الاستخبارات القومية- ثم يجتمع الناس من عدة وكالات معا ويتشاركون المعلومات".
ونشر التقرير في 22 يوليو/تموز عام 2004. وأخذ كين وزملاؤه التقرير لناشر خاص لجعله في متناول الجمهور أكثر من أي وثيقة رسمية نموذجية، وأصبح العمل التاريخي المكتوب بطلاقة من الأكثر مبيعا على مستوى البلاد.
aXA6IDMuMTcuMTU1LjE0MiA=
جزيرة ام اند امز