هجمات 11 سبتمبر.. سر الرحلة رقم 93
40 جرسا هوائيا لا يزال صداها يتردد بعد 20 عاما من الثلاثاء الأسود، اليوم الذي انتهت فيه الرحلة 93 في حقل جنوب ولاية بنسلفانيا الأمريكية.
أجراس تقرع كلما هبت الرياح أو حتى النسائم، مستعرضة تفاصيل تحاكي أفلام الحركة لرحلة لم يكن أحد ركابها أو طاقمها ليتخيل ولو مازحا أن نهايته ستكون على متنها.
حدث ذلك قبل 20 عاما، وتحديدا في 11 سبتمبر/ أيلول 2001، حين هاجم 19 شخصا الولايات المتحدة على متن 4 طائرات، 3 منها ضربت أهدافها في نيويورك وواشنطن، لكن أين انتهت الرابعة؟
تفاصيل الرعب
لم يكن الأمر يومها يوحي بوجود أي خطب خارج عن المألوف، عدا تأخر إقلاع طائرة من طراز بوينغ 757 للرحلة رقم 93 لشركة يونايتد إيرلاينز كانت متجهة من نيوارك بولاية نيوجيرسي إلى سان فرانسيسكو في كاليفورنيا.
تأخر الإقلاع في ذلك الصباح 42 دقيقة بسبب ازدحام عمليات الهبوط والإقلاع، ولم يكن طاقمها يعلم أن ذلك التأخير جعل الطائرة تتخلف عن ثلاث طائرات أخرى تحركت من بوسطن وواشنطن.
كان من المفترض أن تتحرك جميع الطائرات في وقت متزامن مع اعتبار هامش الاختلاف البسيط في الزمن، لكن 42 دقيقة يبدو أنها كانت فترة طويلة بالنسبة لمخططات المهاجمين.
اللبناني زياد جراح و3 آخرون استقلوا الرحلة رقم 93 لشركة "يونايتد إيرلاينز"، وبعد تأخر إقلاعها، حلقت أخيرا في تمام الساعة 8.42 صباحا، وبعد نحو 10 دقائق كانت الطائرات الأخرى اختطفت بالفعل.
وفي الساعة 9.24 دقيقة، تلقى الطيار جيسون دول تحذيرا من برج المراقبة من احتمال حدوث اختراق لقمرة القيادة ويبلغه بأن طائرتين ارتطمتا ببرجي مركز التجارة العالمي.
استغاثة وتحرك
بعد 4 دقائق، أرسل الطيار "دول" رسالة استغاثة ترددت في أبراج المراقبة "سنموت جميعا"، لكن صوت الطيار لم يكن ليكتمل حيث اقتحم الخاطفون الذين كانوا يجلسون في مقاعد الدرجة الأولى قمرة القيادة.
كان قائد المهاجمين جراح يعتقد أنه يوجه رسالة للركاب ولم يكن يعلم أن صوته يصل مباشرة إلى أبراج المراقبة: "الرجاء البقاء جالسين لدينا قنبلة على متن الطائرة، لذا اجلسوا".
حوّل الخاطفون مسار الطائرة باتجاه العاصمة واشنطن للحاق بالطائرة الثالثة التي ضربت الجزء الغربي من مبنى وزارة الدفاع البنتاجون عند الساعة (9.37)، وبدأوا في طريقهم لمهاجمة هدف رابع في ذلك الثلاثاء الأسود.
في الأثناء، بدأت السلطات في العاصمة بإخلاء البيت الأبيض ومبنى الكونجرس تحسبا لما قد يحدث، وتجهزت طائرات السرب 121 من قوات الحرس الوطني لاعتراض الطائرة المختطفة.
لكن داخل الطائرة، كانت الأحداث تمضي بسرعة فائقة، 33 راكبا كانوا يتابعون ما يحدث وسط ذهول وصدمة، بعضهم تلقى مكالمات عرف من خلالها بالهجمات الأخرى.
كان الوقت ضيقا، بعضهم تمكن من إجراء مكالمات باستخدام هواتف نقالة وأخرى متوفرة بالطائرة، وآخرون نجحوا في ترك رسائل لذويهم يبلغونهم فيها بما حدث.
ورغم صدمتهم، قرر الركاب استعادة السيطرة على الطائرة فهاجموا الخاطفين الذين يبدو أنهم قرروا إسقاط الطائرة.
انتهت الرحلة رقم 93 في حقل جنوب ولاية بنسلفانيا على بعد نحو 20 دقيقة فقط من العاصمة واشنطن، وقضى جميع من عليها.
خلدت السلطات الأمريكية ذكرى ركاب الطائرة وطاقمها بمكان مقتلهم في نصب تذكاري بطول 93 قدما يحمل 40 جرسا هوائيا.
غابت ضحكاتهم، لكن صورهم لا تزال هناك تروي أحداثا عصيبة شهدوها، وتحكي عن شجاعة نادرة في موقف مماثل، والأهم أنها تستعرض جزءا من أحداث يوم لم يكن كغيره، وقد لا يأتي يوم يحاكيه مرارة على الأمريكيين.
aXA6IDE4LjExNi4xMi43IA== جزيرة ام اند امز