هجمات 11 سبتمبر.. قلوب مكلومة معلقة بقصاص المحاكمات
تغيرت معالم مواقع هجمات 11 سبتمبر بعد 20 عاما، تماما كما تغيرت وجوه ذوي الضحايا الذين ينشدون العدالة في محاكمات طويلة بجوانتانامو.
وأعادت واشنطن إعمار المباني المدمرة بتصميم مختلف، غيّر معالم برجي التجارة العالمي الشهيرين، وأصبح برح شاهق واحد في نيويورك شاهدا على الحدث، وكأنه أخ فقد شقيقه.
وأعيد أيضا ترميم الجزء المدمر من مبنى وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، بعد عام من الهجمات، لكن قلوب ذوي الضحايا تحتاج ترميما نفسيا، بعد أن فقدوا أحبتهم دون نيل العدالة.
ورغم أن مرتكبي الهجمات الإرهابية الـ19، قضوا في التفجيرات الدامية، إلى جانب 2977، شخصاً من الأبرياء، يتشبث ذوو الضحايا بمحاكمات يجريها القضاء العسكري الأمريكي لخمسة أشخاص بينهم من يُعتقد أنه العقل المدبر للهجمات.
استئناف بعد توقف طويل
وخلال اليومين الماضيين استؤنفت جلسات المحاكمة، وأعلن القاضي العسكري الجديد الذي يترأس مقاضاة المتهمين في تلك الاعتداءات، أنه لن يسعى لغلقها بالقوة، بل يرغب في رؤية "تحرك" بعد تسع سنوات من الجلسات.
وقال الكولونيل في سلاح الجو ماثيو ماكول أمام محكمة اللجان العسكرية في القاعدة البحرية الأمريكية في كوبا، إنه لن يمنع المحامين المدافعين عن "مهندس" الاعتداءات خالد شيخ محمد وأربعة متهمين آخرين، من تقديم دفوعهم بأن المتهمين حُرموا من الإجراءات القانونية وفق الأصول لأنهم تعرضوا للتعذيب من جانب وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إيه".
وقبل ثلاثة أيام على الذكرى العشرين للاعتداءات التي نفذها تنظيم القاعدة، قال القاضي إنه يرغب في تجاوز مرحلة ما قبل المحاكمة المطولة، والتي نظر فيها سبعة قضاة حتى الآن.
وأكد أمام المحامين والمتهمين وأفراد من عائلات ضحايا الاعتداءات حضروا الجلسات بعد توقف دام أكثر من سنة أن "هذه القضية مستمرة منذ مدة طويلة جدا"، لكنه يقول إنه "لا يشعر بالضغط لإيصال هذا القضية إلى المحاكمة".
المتهمون الخمسة
ويحاكم كل من محمد وعمار البلوشي ووليد بن عطاش ورمزي بن الشيبة ومصطفى الهوساوي، بتهمة الإرهاب وقتل 2976 شخصا في الاعتداءات، وكانوا جميعا موجودين في قاعة المحكمة في اليوم الثاني من الجلسات.
وتسير إجراءات محاكمة الأشخاص الخمسة أمام لجان عسكرية ببطء شديد منذ أُعلنت التهم الأصلية ضدهم في فبراير/شباط عام 2008، فيما تمّ سحب القضية ليعاد رفعها مجددا، وعُقدت أول جلسة استماع للمتهمين في عام 2012.
ومن ذلك الوقت عقدت عشرات الجلسات؛ جميعها ضمن مرحلة ما قبل المحاكمة، التي عٌلقت لمدة 17 شهرا، جرّاء وباء كوفيد الذي ضرب العالم العام الماضي.
جوانتانامو
وخلال الأشهر التي تلت الاعتداءات، اعتقلت الولايات المتحدة مئات الأشخاص الذين اشتبهت بارتباطهم بتنظيم القاعدة وأرسلتهم إلى قاعدة جوانتانامو البحرية.
وقد اعتبروا "مقاتلين أعداء" وحُرموا من حقوقهم ولم يتم تحديد جدول زمني لمحاكمتهم أو إطلاق سراحهم ما لم تنته "الحرب على الإرهاب" المستمرة رسميا.
وتم الإفراج منذ ذلك الحين عن معظم السجناء الـ 780 الذين وضعوا أولا في أقفاص ثم في زنازين أقيمت على عجل في القاعدة العسكرية الأمريكية، بعد احتجازهم أكثر من عشر سنوات من دون توجيه تهم إليهم.
اليوم، لم يتبق سوى 39 معتقلا حصل بعضهم على وعد بالإفراج عنهم ما زالوا ينتظرونه ويأمل آخرون في ذلك، لكن 12 منهم ما زالوا يعتبرون خطرين من قبل واشنطن بمن فيهم خالد شيخ محمد العقل المدبر للهجمات.
ويؤيد الرئيس الحالي جو بايدن الذي كان نائب الرئيس أوباما إغلاق السجن العسكري لكن المحللين يقولون إنه سيحاول تجنب أي مواجهة مع الكونغرس.
ذوو الضحايا في قفص زجاج
وفي الجلسات الأخيرة هذا الأسبوع واجه ذوو الضحايا المتهمين، ووقف عدد منهم في الشرفة العامة، خلف زجاج سميك، يستمعون إلى سير الجلسات، في محاولة لمتابعة المحاكمة، التي يأملون أن تصل إلى حكم يشفي غليل القلوب المكلومة.
ورغم تمكّن بعض أفراد عائلات الضحايا من مشاهدة من يفترض أنهم قتلوا ذويهم، كان آخرون بعيدين عن جلسات المحاكمة، منهم من كان طفلا لا يعرف ملامح والديه، وآخرون وضعوا عقدين على أعمارهم ليلتحقوا بركب الشيخوخة، أو يقتربوا من قطارها.
aXA6IDMuMTQyLjIwMS45MyA= جزيرة ام اند امز