25 ألف مولود فلسطيني محرومون من السفر.. فما السبب؟
وكيل وزارة الداخلية الفلسطينية يؤكد أن العديد من العائلات منعوا من مغادرة الوطن نتيجة عدم تسجيلهم لدى الجانب الإسرائيلي
باءت محاولة الفلسطينية نور سالم للسفر مع طفلها أحمد عبر معبر الكرامة مع الأردن بالفشل، لتكتشف أن سبب ذلك عدم وجود رقم لطفلها، وهي المشكلة التي تواجه 25 ألف مولود فلسطيني جديد، بحسب مسؤولين فلسطينيين.
سالم كانت قد وصلت في زيارة إلى عائلتها الموزعة بين غزة ورام الله في الضفة الغربية، وعلقت فيها بسبب قيود جائحة كورونا، وأنجبت مولودها في شهر مايو/أيار الماضي، وأخيرا مع إعادة فتح المعابر أرادت الالتحاق بزوجها المقيم في الكويت، لتكتشف عدم إمكانية سفر رضيعها؛ لعدم وجود رقم هوية له في السجلات الإسرائيلية.
أزمة تعثر سفر سالم وطفلها تعد نموذجا لمعاناة آلاف العائلات الفلسطينية التي لم تعد قادرة على السفر برفقة مواليدها الجدد لعدم وجود أرقام هوية لهم في السجلات الإسرائيلية وهي الأزمة التي بدأت مع إعلان السلطة الفلسطينية وقف التنسيق مع إسرائيل في مايو/أيار الماضي.
واعتادت السلطة الفلسطينية على تزويد إسرائيل، بموجب الاتفاقات بين الجانبين، بسجلات المواليد الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة؛ ليضافوا إلى السجل المدني، ليتمكنوا من حرية السفر والحركة؛ إلا أن ذلك توقف فعليا بعد وقف التنسيق.
كان الرئيس الفلسطيني محمود عباس أعلن في مايو/أيار الماضي، أن السلطة الفلسطينية أصبحت "في حِلّ من جميع الاتفاقات والتفاهمات مع الحكومتين الأمريكية والإسرائيلية" بما في ذلك اتفاقات التنسيق الأمني والمدني، وذلك على خلفية الخطط الإسرائيلية لضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية.
تسجيل المواليد
وقال علاء بدارنة المستشار القانوني لمركز حريات، لـ"العين الإخبارية": إن أكثر من 70 نوعا من التنسيق بين السلطة الفلسطينية والإسرائيلية توقفت مؤخرًا بينها تسجيل المواليد.
ونبه إلى أن هذا الأمر يؤدي إلى شلل جميع أشكال الحياة اليومية للفلسطينيين، مضيفا: "حياتنا بموجب أوسلو واتفاقية باريس مرتبطة بالاحتلال لذلك ستتفاقم الأوضاع أكثر ولن تقف عند عدم تسجيل المواليد".
وطالب بموقف سياسي يضع حلا لهذه المشكلة عبر إيجاد آليات بتدخل دولي لوضع ترتيبات بين الفلسطينيين والإسرائيليين عبر طرف ثالث لتستمر الحياة اليومية.
وأشار إلى أن الأطفال غير المسجلين سيفقدون كامل حقوقهم الأسرية حال عدم التسجيل لدى إسرائيل، مؤكدًا أن هناك من العائلات التي قدمت من خارج فلسطين في زيارة للضفة الغربية قبل إجراءات كورونا وخصوصا من الأردن وأنجبوا أطفالا خلال وجودهم بالضفة وهم أكثر من يواجه مشكلة عدم القدرة على السفر بسبب عدم تسجيل مواليدهم.
ويواجه أطفال غزة المواليد الإشكالية نفسها، عند الرغبة بالسفر عبر معبر إيرز/ بيت حانون، بهدف العلاج، أو السفر عبر الأردن.
ضغط وابتزاز
على الصعيد الرسمي، ترفض الحكومة الفلسطينية القيود الإسرائيلية على سفر المواليد، وترى فيها شكلا من أشكال العقاب والابتزاز السياسي للسلطة.
ويوضح يوسف حرب، وكيل وزارة الداخلية، أن الوثائق التي يحملها المواطن الفلسطيني هي وثائق رسمية وصحيحة وتستخدم في كل دول العالم، وهي معترف بها دوليا ومحليا، متهمًا إسرائيل بأنها تنفذ هذه الإجراءات تحت عنوان الضغط والابتزاز للشعب الفلسطيني، منذ وقف السلطة العمل بالاتفاقيات الموقعة معه.
وأشار حرب في تصريحات إذاعية تابعتها "العين الإخبارية" إلى أن من يواجه هذه المشكلة هم الأطفال الذين ولدوا بعد تاريخ 19 مايو/ أيار، وعددهم 25 ألف طفل، بالإضافة إلى كل من استصدر جواز سفر منذ ذلك الحين.
وأكد أن وزارة الداخلية رفعت هذه الإشكالية للقيادة الفلسطينية، وهي تدرس وتبحث الطرق التي يمكن أن تضغط بها على الجانب الإسرائيلي، الذي حاول بكل الوسائل إعاقة حركة المواطن الفلسطيني، وسلب حرية التنقل منه، بحسب قوله.
وتابع: "المشكلة كبيرة ولكننا لم نشعر بحجمها حتى الآن بسبب إغلاق المعابر نتيجة جائحة كورونا، وهناك مواطنون لديهم إقامات في الخارج وبحاجة إلى سفر، وحتى اللحظة لا يوجد حل لهذه المشكلة، فالاحتلال يحاول الضغط على السلطة بهذا الأسلوب وأساليب أخرى للعودة للعمل بالاتفاقيات السابقة".
ووفق المسؤول الفلسطيني، فإنه قبل وقف التنسيق مع إسرائيل كانت وزارة الداخلية تبلغ الجانب الإسرائيلي بتسجيل أي مواطن فلسطيني، سواء كان حاصلا على الجواز أو حاصلا على هوية، وذلك بحكم أنه يتحكم بالمعابر فكان يبلغه بذلك ويسجل لديه البيانات الجديدة سواء الجوازات أو شهادات الميلاد.
وقال "حرب": "لكن هذا الإجراء الذي كان معمولا به سابقا توقف منذ اللحظة الأولى التي صدر فيها قرار وقف التعامل مع الاحتلال بالجانب المدني أو الأمني، حيث لم يتم أي اتصال أو تواصل مع الاحتلال بهذا الخصوص، لذلك يحاول دائما إعاقة مرور أي طفل ولد بعد وقف التنسيق".
وأكد أن 25 ألف مولود فلسطيني جديد، سجل منذ ذلك اليوم، ومن أجل ذلك هناك إعاقات لتنقلهم، مشيرًا إلى أن العديد من العائلات منعوا من مغادرة الوطن نتيجة عدم تسجيلهم لدى الجانب الإسرائيلي.
aXA6IDE4LjE4OC45Ni4xNyA=
جزيرة ام اند امز