كيف يؤثر أسلوب التهديد على نفسية الأطفال؟ دراسة تحذر وطبيب ينصح (خاص)
أظهرت دراسة أجراها علماء نفس بجامعة هيوستن أن تربية الأطفال بالتخويف والتهديد، خاصةً من الأمهات، تزيد من الشعور بالقلق عند البلوغ.
وتشير نتائج الدراسة، التي نُشرت في مجلة "Journal of Clinical Psychology"، إلى أن اضطرابات القلق تشمل مجموعة من حالات الصحة النفسية، مثل القلق العام، والقلق الاجتماعي، والهلع، والرهاب المحدد، وتتمثل في الشعور بالخوف والقلق المفرط والمستمر الذي يؤثر في حياة الفرد اليومية.
شارك في الدراسة 855 طالبًا جامعيًا تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عامًا، حيث قاموا بملء استبيان عبر الإنترنت لتقييم تعرضهم لسلوك تهديد الوالدين في طفولتهم، وكذلك الإجابة عن أسئلة لقياس مستوى العجز والكفاءة الذاتية.
كشفت النتائج أن سلوك التهديد من الأم والأب في الطفولة أدى إلى انخفاض الكفاءة الذاتية وارتفاع مشاعر العجز.
واستنادًا إلى هذه النتائج، وجد الباحثون نموذجًا إحصائيًا يظهر أن السلوك التهديدي للأمهات والآباء أثناء الطفولة يؤدي إلى زيادة تصورات العجز وانخفاض الكفاءة الذاتية، مما يسبب فيما بعد زيادة شدة أعراض القلق. كما أظهرت التحليلات أن تهديد الأم فقط وليس الأب هو الذي ارتبط بهذه العوامل.
قال الباحثون: "أظهرت النتائج أن ارتفاع تعرض الأطفال لتهديدات الأم كان مرتبطًا بشكل غير مباشر بخطورة أعراض القلق بسبب زيادة إدراك العجز وانخفاض الكفاءة الذاتية".
أساليب بديلة
في هذا السياق، يعلق الدكتور أحمد الباسوسي، استشاري العلاج النفسي، بأن الآباء يستخدمون التهديد باعتباره أسهل طريقة لتهذيب سلوك الطفل، بصفته استجابة اندفاعية تعكس الغضب الشديد.
وأضاف الباسوسي، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، أن التهديد ليس الاستجابة الوحيدة لتعديل السلوك أو عقاب الطفل، فهو بمثابة تدعيم سلبي.
وأوضح الباسوسي أن هناك أساليب بديلة تمثل تدعيما إيجابيا، وهي تحقق نفس هدف التهديد دون التأثير في نفسية الطفل سلبًا، ومن بينها الحرمان من المصروف، أو منع استخدام الهاتف المحمول، أو التلويح بالخصام.
ووجه رسالة للآباء والأمهات قال فيها: "تعاملوا مع أطفالكم بنفس تعامل الدول بعضها البعض، فإذا حدث خلاف لا يتم إعلان الحرب مباشرة، وإنما يتم التدرج بفرض عقوبات، أو استخدام أساليب ضغط دبلوماسية".
وقال الباسوسي إن عدم قدرة الآباء والأمهات على التحكم في أعصابهم "يهز الجهاز العصبي" للأطفال، وإذا كان الطفل رقيق المشاعر، فإن رجة جهازه العصبي يتبعها اضطرابات نفسية، خصوصًا لو كان الطفل رقيق المشاعر.