هل يهدد منتجو النفط غير الأعضاء اتفاق "أوبك"؟
اجتماع وشيك بين منظمة "أوبك" والمنتجين غير الأعضاء، للاتفاق على صيغة نهائية بشأن تقييد إنتاج النفط لرفع السعر العالمي.
اجتماع وشيك بين منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" والمنتجين غير الأعضاء، للاتفاق على صيغة نهائية بشأن تقييد إنتاج النفط لرفع السعر العالمي.
وبحسب وكالة رويترز، الاجتماع سيعقد في مقر منظمة أوبك بالعاصمة النمساوية "فيينا" في 10 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، فيما قال مصدران لنفس الوكالة مؤخرا إن الاجتماع سيعقد في العاصمة الروسية "موسكو".
وعن فاعلية الدول غير الأعضاء والمنتجين المستقلين في إتمام الاتفاق، قال الرئيس التنفيذي لشركة توتال إن الاتفاق على خفض إنتاج النفط العالمي، ممكن ولكنه لن يتم إلا بموافقة الدول غير الأعضاء بمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) على خفض إنتاجها.
وقال باتريك بويان الرئيس التنفيذي للشركة، لشبكة cnbc خلال منتدى للطاقة في باريس: “لن يكون ممكنا إلا إذا وافقت الدول غير الأعضاء ومن بينها روسيا على الخفض (خفض الإنتاج) لأن السعودية لن تتحمل العبء وحدها.”
وستتحمل السعودية أكبر تخفيض داخل أوبك، إذ وافقت على تقليص إنتاجها بمقدار 486 ألف برميل يوميا، ثم العراق بمقدار 210 آلاف برميل يوميا، ودولة الإمارات 139 ألف برميل يوميا، والكويت 131 ألف برميل يوميا، إلى جانب تخفيضات محدودة من أعضاء آخرين.
ووافقت روسيا أكبر منتج للنفط خارج أوبك على خفض إنتاجها بمقدار 300 ألف برميل يوميا" إذا سمحت قدراتها التقنية"، وفق ما أعلنه وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك.
على النقيض يرى الخبير النفطي رمضان أبو العلا أن اجتماع منظمة الدول المصدرة للنفط مع المنتجين من خارج "أوبك" لن يكون مؤثرا بشكل كبير لأن "أوبك" تتحكم في النسبة الأكبر من النفط العالمي وتستطيع التحكم في كميات الإنتاج والأسعار وفقا لقراراتها.
وأضاف لبوابة العين الإخبارية أن المنتجين غير الأعضاء ليس في صالحهم الإبقاء على كميات الإنتاج الحالية أو مخالفة قرارات "أوبك"، وبالتالي سيضطرون إلى التخفيض بنسب مماثلة.
وقال "أبو العلا" إن خبراء النفط ناشدوا العاهل السعودي الملك سلمان أكثر من مرة باتخاذ قرار مماثل من قبل دول الخليج المنتجة للنفط مع فنزويلا وروسيا، مشيرا إلى أن تلك الدول كانت قادرة على تسيير السوق العالمية للنفط وفقا لرؤاها، بما في ذلك إيران.
وعن المخاوف من سياسة "ترامب" الغامضة، من زيادة إنتاج النفط في الولايات المتحدة، والذي يبعث بقلق كبير للمنظمة، كشف "أبو العلا" أن شركات النفط الأمريكية تستطيع أن تتحكم في القرارات السياسية والاقتصادية التي تخدم مصالح الولايات المتحدة، والعكس ليس صحيحا، فيما يعني أن ترامب لن يستطيع إجبار شركات النفط الكبرى في الولايات المتحدة على الإنتاج بنسب لا تتفق ومصالح قطاع النفط الأمريكي.
وكان ترامب تعهّد بفتح جميع الأراضي والمياه الاتحادية أمام أنشطة التنقيب عن النفط والغاز، مع زيادة التوقعات بتغير التوازنات داخل أوبك مع تعهد ترامب بزيادة الإنتاج.
ووافقت أوبك في وقت سابق على تقليص الإنتاج بنحو 1.2 مليون برميل يوميا اعتبارا من يناير/ كانون الثاني لتخفيف التخمة في المعروض من الخام بالأسواق العالمية ودفع الأسعار نحو الصعود.
وتأمل المنظمة في أن يسهم المنتجون المستقلون في المزيد من التخفيض بواقع 600 ألف برميل يوميا. وقالت روسيا إنها ستخفض الإنتاج بنحو 300 ألف برميل يوميا.